بلسان حالهما: دراسات حالة لمناهج القادة والمديرين التنفيذيين

تُستَخدم "دراسات الحالة" في تعليم علم الإدارة منذ أكثر من 100 عام، وهو اتجاه لا يزال مستمرًا ليومنا هذا، وإن كان ذلك بأشكال مختلفة. يحلّل كتاب "ممارسة الأعمال في قطر- دراسات حالة للتعليم التنفيذي" كيفية موازنة برامج التعليم التنفيذي بين أفضل الممارسات الدولية ومدى ملاءمتها للتطبيق محليًا.

ولأنه ينبغي لجامعات وكليات إدارة الأعمال المرموقة أن تؤهل خريجيها لمواجهة عالم قد يكون "مسطحًا جزئيًا" – وفقًا لرأي الصحفي الشهير توماس فريدمان- ولكنه مع ذلك يبقى ذو نتوءات شائكة جزئيًا على الأقل. يضم الكتاب المذكور أعلاه دراسات حالة محلية، تم الاستعانة بها في برامج جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC باريس في قطر.

يسلط النموذج الأفضل للممارسات لدى الجامعة الضوء على أربع مراحل متميزة للتعلم:

1. توضيح أهمية الموضوع ضمن أوسع سياق ممكن لإدارة النجاح.
2. شرح كيفية عمل المفاهيم.
3. ممارسة حلّ المشكلات والتطبيقات.
4. تأمّل الدروس المستفادة وما تعنيه بالنسبة للأفراد، الفرق، المؤسسات، مجالات عملهم، والمجتمع بصفة عامة.

وقد يتم في بعض الأحيان تبديل بين الخطوتين رقم (2-3) من أجل تصميم رحلة تعلّم تكون أكثر استنتاجية أو أكثر استقرائية. توفّر دراسات الحالة هذه تجارب تعلمّ فريدة تغطي جميع المستويات الأساسية الأربعة.

يتناول "المستوى المعرفي" للكتاب الحقائق والأرقام والأطر المفاهيمية، وهذه تعتبر الأكثر سهولة على مستوى المعالجة. أما "المستوى العملي" فيضمن للمتعلمين صقل مهاراتهم العملية، التي تؤدي إلى تحقيق النتائج المنشودة، وذلك لأن مجرد معرفة نموذج ما لا يعدّ كافيًا.

أما "مستوى الكينونة" حول مواصفات القائد والمدير الذي يتطلع إليه الأفراد كنموذج، مثال: أي مدى يجب أن يُظهر القائد التعاطف والتفهم خلال أزمة مثل "كوفيد-19" الحالية؟

يستفيد المتعلّمون أيضًا من الرؤى الجديدة حول "المستوى الملائم"، ويجب أن تتاح لهم الفرصة لتوضيح المراحل المقبلة في رحلة تطورهم، إذ لا يستطيع كل فرد أن يصبح رئيسًا تنفيذيًا؛ وليس على الجميع أن يكونوا كذلك. لكن في حال رغبتهم بذلك، فيجب أن تكون المراحل التالية من عملية تطوير الذات، والاستغناء عن التعلم الخاطئ، وبدء التعلم من جديد واضحة كفاية.

كذلك يغطي الكتاب مختلف المجالات والمؤسسات على اختلاف أحجامها والهيكلة المتعلقة بالملكية ودرجات التنوع. تتعامل دراسة الحالة الأولى في هذا الكتاب مع الشقب، عضو مؤسسة قطر، الذي انطلق كمركز صغير لإنتاج الخيل وتربيته قبل أكثر من عقدين من الزمن، واستمرّ ليصبح مركزًا رائدًا من مراكز الفروسية وتربية الخيل حول العالم، ويضمّ حاليًا أحدث المرافق، وأفضل الخيول، التي تتنافس في أهمّ المسابقات العالمية.

تتناول دراسة الحالة التالية التي تخص مجموعة "كوستال قطر" كيفية بناء ثقافة واستراتيجية مؤسسية فريدة داخل قطاع البناء والتشييد في قطر. أما حالة مشيرب التي تليها، فهي تتعامل مع التحديات التي واجهت القيادات خلال بناء وتشغيل مشروع "قلب الدوحة الجديد". إنها تقدم للمتعلم خيارات حول كيفية إدارة التعقيدات في عالم يتسم بالتقلب، التعقيد، الغموض، ويفتقر لليقين. بالإضافة إلى ذلك، ثمة حالة أخرى تتبادر إلى الذهن وهي تلك الخاصة بشركة كيو دي في سي (الديار القطرية فينسي للإنشاءات)، والمسؤولة عن تنفيذ مشاريع إنشائية ضخمة وبالغة التعقيد في البلاد.

يتناول الكتاب فيما بعد حالة "إمباور ورلد" وهي شركة تدريب ناشئة، حيث يمنح المتعلمين فرصة لتحقيق المزيد من المعرفة حول هذا النوع من الشركات. ثم يتطرق بعد ذلك إلى قطاع التجزئة في قطر، وذلك من خلال حالة شركة "مسافر" التي توفر فرصًا للتعلم في إدارة المخزون الاستراتيجي والتشغيلي خلال مراحل النمو المختلفة. يتضمن الكتاب أيضًا دراسات حالة حول شركة "السلام الدولية" وقطاع الاتصالات، التي تستعرض مسيرة "كيوتل"، حتى تحولها إلى مجموعة ""أوريدو" قطر.

يقدَم الكتاب أيضًا دراسة حالة حول تدريب المستثمرين القطريين، يتناول من خلالها المشكلات التي تنشأ عند اندماج شركات المحافظ الاستثمارية. وأخيرًا، ينتهي الكتاب بدراسة حالة حول الدخول إلى السوق القطرية، التي تقدم بدورها تحليلات للشركات المحلية، والمستهلكين المحليين، في مجال معين.

• يعمل البروفيسور الدكتور وولفجانج أمان في تصميم وتقديم دورات التعليم التنفيذي منذ أكثر من 22 عامًا. وقد سبق له أن نشر العديد من كتب دراسات الحالة حول حوكمة الشركات والتعقيدات الموجودة في المؤسسات العالمية، وممارسة الأعمال، والأنشطة التجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى فوزه بمسابقة كتابة دراسات الحالة "أويكوس العالمية"، ونشره دليلاً حول كيفية كتابة دراسات الحالة للتعليم التنفيذي.
  
  
• عمل البروفيسور الدكتور الحسين كرباش أستاذاً في جامعة HEC Paris في مقرها الرئيسي على مدى الـ 22 سنة الماضية، والتي شغل خلالها منصب العميد والرئيس التنفيذي لجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر. وهو حاليًا عضو مؤسس في قسم الإدارة الهندسية وعلوم القرار في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.