للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تحدثت ميليسا وودز معلمة في أكاديمية قطر- الدوحة كيف تلهم طلابها برحلتها المليئة بالمغامرة والتحدي.
عندما تكون ميليسا وودز، المعلمة في مؤسسة قطر، بإجازة من أي فصل دراسيّ، وبعيدة عن وضع الخطط الدراسية ونقل المعرفة إلى طلابها في أكاديمية قطر- الدوحة، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، فأعلم أنها على الأرجح تمارس رياضة الجري.
لم أكن أتوقع أن أحبّ الجري في منطقة الشرق الأوسط حيث حرارة الطقس مرتفعة، ولكن بطريقة ما حدث ذلك وغيّر حياتي بشكل لا يصدق
فقد أكملت ميليسا 22 ماراثونًا في 21 دولة مختلفة، وكل هذا في غضون عامين فقط، حين قررت المشاركة بأكثر المسافات الرياضية صعوبة وتحدي، وهي بعمر 37 عامًا.
لقد شاركت ميليسا في سبعة سباقات ماراثون، في سبع دول في غضون ثمانية أيام، بينما شاركت أيضًا خلال عامين في 28 سباق للحواجز في تسع دول مختلفة، وأصبحت أول امرأة أمريكية تشارك في ماراثون يقام في إيران. فلا عجب إذًا أنها تمتلك كافة المهارات التي تحتاجها لتكون مصدر إلهام لطلابها الذين تعلمهم التفكير والنظر بشكل أعمق تجاه مختلف جوانب الحياة والبحث عمّا هو ممكن.
ميليسا وودز معملة بمؤسسة قطر أكملت في 22 ماراثون بـ21 دولة مختلفة.
تقول ميليسا: "بدأتُ في الركض من أجل لياقتي البدنية، كان هدفي الوحيد في ذلك الوقت التمتع بصحة جيدة، والاستفادة من الجري كمنفذ للتوتر والقلق والحفاظ على نشاطي. لم أكن أتوقع أن أحبّ الجري في منطقة الشرق الأوسط حيث حرارة الطقس مرتفعة، ولكن بطريقة ما حدث ذلك وغيّر حياتي بشكل لا يصدق".
كانت ميليسا تركض "بضعة كيلومترات في الصباح أو في فترة ما بعد الظهر"، ولم تختبر نفسها في سباق تنافسي قبل الانتقال إلى دولة قطر. وأوضحت: "كان ذلك عندما بدأت المشاركة في ما نسميه "سلسلة مغامرات الجري"، ففي سباقات المغامرات، يمكنك الركض لمسافة تتراوح بين 5 كيلومترات إلى ماراثون كامل. في أفريقيا، اشتركت في سلسلة مغامرات للجري لتشجيع المشاركين في الماراثون، لكنّني شعرتُ بأنني كنت محاطة بأكثر الأفراد المُلهمين والمُحفّزين".
تابعت ميليسا: "على سبيل المثال، جاءت امرأة من الولايات المتحدة الأمريكية مصابة بشلل جزئي إلى أفريقيا للمشاركة بسباقات الماراثون بدراجتها اليدوية. كنتُ أقول في نفسي أنه لديّ صحة جيدة، فأردتُ خوض تجربة المشاركة في الماراثون، حينها ازدادت إرادتي وعزيمتي، فما الذي قد يمنع أي فرد من المحاولة على الأقل".
مع نهاية تلك الأيام السبعة، وبالرغم من الآلآم الشديدة التي شعرت بها، أحسستُ بشعور رائع، كما لو أنني مَلكتُ أغلى ما في هذا العالم. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الأمر جديًا
أضافت: " ذهبتُ إلى أفريقيا في عطلة صيفية، وأخبرت عائلتي أنني أريد التدرب للمشاركة في ماراثون كامل؛ على الرغم من أنهم يعتقدون أنني أركض لمسافة 10 كيلو فقط، فقد شجعوني وأخبروني بأنه يمكنني القيام بأكثر من ذلك وأنه يجب عليّ أن أعطي نفسي فرصة وأجرّب، قائلين لي لم تقطعي كل هذه المسافة للجري لمسافة 10 كيلو. وهذا كل ما أحتجت لسماعه".
كان الماراثون الأول لميليسا في جنوب أفريقيا واستمر لعدة أيام متتالية. قائلةً: "مع نهاية مسافة الماراثون الأول، أحسستُ بشعور رائع ورددتُ داخل نفسي: "سأفعل ذلك مرة أخرى".
تابعت: "كنا نعبر الحدود من بلد إلى آخر، ونركض من ماراثون لآخر، وننتقل بالباصات. كنا نركض طوال اليوم، ومهما استغرق الأمر من الوقت لإكمال السباق، كنا لا ننام سوى لساعات قليلة جدًا، أحيانًا أربع ساعات فقط، حيث نكون مستيقظين في الساعة الرابعة صباحًا للاستعداد للجري قبل شروق الشمس، ومع نهاية تلك الأيام السبعة، وبالرغم من الآلآم الشديدة التي شعرت بها، أحسستُ بشعور رائع، كما لو أنني مَلكتُ أغلى ما في هذا العالم. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الأمر جديًا".
أقول دائمًا للجميع أن الأمر يتعلق بطريقة تفكيرنا، يجب علينا اجتياز الضغط من خلال الاستمتاع بالأنشطة، ونحصل على القوة من خلال الألم، ونعطي أفضل ما لدينا
من بين الأشياء التي تعلمتها ميليسا من هذه التجربة والتي تشاركها الآن مع طلابها هو عدم الاعتراف بوجود حدود لتحقيق الطموحات البنّاءة، والسعي إلى توسيع آفاق كلّ طالب. قائلةً: "لم أكن أعلم أنني أستطيع القيام بذلك، ولكنني أردت أن أواصل السعي لكي أرى ما يستطيع أن يفعله كلّ من عقلي وجسدي".
أردفت بالقول: "كانت هناك أوقات أراد فيها جسدي التوقف، حيث توّرم جسدي، وشعرتُ بتعب في الكاحل والقدمين وأصبتُ ببعض الكدمات. فقد اصطدمت بصخرة وانزلقت في إحدى الماراثونات بزيمبابوي، حينها اضطررت لاستخدام الثلج على الإصابة والاستمرار في الجري. على الرغم من تضرر جسدي، إلا أن عقلي لم يكن كذلك، وواصلت المضي قدمًا".
تتابع ميليسا:" أقول دائمًا للجميع أن الأمر يتعلق بطريقة تفكيرنا، يجب علينا اجتياز الضغط من خلال الاستمتاع بالأنشطة، ونحصل على القوة من خلال الألم، ونعطي أفضل ما لدينا".
كان يعني لي الكثير أن أكون محاطة بأفراد يجمعهم شغف الجري، وينشرون الحب والوحدة بشكل جماعي
من الذكريات التي علقت في ذهن ميليسا، هو مشاركتها في ماراثون بإيران، والذي شاركت فيه العام الماضي، حيث أنه في السابق، كانت جميع السباقات تفصل بين الجنسين، ولكن في عام 2019، نظموا سباقًا وسمحوا بمشاركة كل من الذكور والإناث من جميع أنحاء العالم، قائلةً: "أصبحت أول امرأة أميركية تكمل ماراثونًا في إيران، وحينها ركضت مرتدية الحجاب. كانت تلك تجربة جديدة بالنسبة لي. كما كانت تمثل أيضًا اكتمال عامي العاشر في الشرق الأوسط، لذا أردت الدخول في السباق وأنا أحمل رسالة إلى العالم، فقد كان لدي شعار على الجهة الخلفية من سترتي يقول، "متحدون نجري، منقسمون نزحف".
أصبحت المعلمة في أكاديمية قطر-الدوحة أول إمرأة أمريكية تكمل ماراثونًا في إيران.
عندما انتقلت ميليسا إلى قطر، شاركت في الجري التنافسي، وأدى ذلك إلى خوضها سبعة سباقات ماراثون في سبع دول في غضون ثمانية أيام.
تقول ميليسا أن تجاربها في الجري ساعدتها على التأكيد لطلابها على أهمية السعى نحو توسيع آفاقهم، والبحث عمّا هو ممكن.
اختتمت الحديث عن تجربتها بالقول: "إذا اتحدنا معًا، يمكننا أن نجتاز معًا خط النهاية. لكن إذا انقسمنا، ولم نسمح للناس بالالتقاء بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو أيًا كان نوعه، فلا يمكننا تحقيق ذلك. في ذلك الوقت، كان يعني لي الكثير أن أكون محاطة بأفراد يجمعهم شغف الجري، وينشرون الحب والوحدة بشكل جماعي، سواء كان ذلك من خلال الرياضة أو من خلال أي شيء آخر. لقد ساعدتني التجربة بأكملها على أن أكون أكثر تصميمًا وتركيزًا، وأن أعرف ما أريد وكيف سأقوم بتحقيقه. غرس هذا في أذهان طلابي أمر بالغ الأهمية، بالتركيز سيكون لديك العزم والحافز لمواصلة العمل".