إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
30 December 2020

مقال رأي: سرد تاريخ كرة القدم الرائع في قطر مهمّ أكثر من أي وقت مضى

مشاركة

منتخب قطر الوطني لكرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية عام 1984.

تحدث الصحفي الرياضي ماتياس كروغ في سلسلة محاضرات حول بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 عقدتها جورجتاون في قطر، جامعة شريكة لمؤسسة قطر، واستعرض فيها تاريخ كرة القدم في البلاد واللحظات التاريخية الرائعة وأبرز اللاعبين على مدار العقود الستة الماضية

ما إن وطأت قدم أسطورة الرياضة بيليه أرض الملعب حتى ضج استاد الدوحة بأصوات المشجعين، وانبهر الأطفال بنجمهم المفضل وهو يلوّح بيده إلى الحشود. كان هذا في عام 1973 حين وصل بيليه إلى الدوحة كفائز بكأس العالم لكرة القدم، وقد سجل رقمًا قياسيًا بعد أن أحرز كأس البطولة للمرة الثالثة مع البرازيل قبلها بثلاثة أعوام. وصل بيليه برفقة ناديه سانتوس الشهير واحتضنه أول ملعب مزروع بالعشب الطبيعي في المنطقة، ليترك أثرًا ملهمًا في نفوس الجيل الناشئ من اللاعبين القطريين.

نشأنا وترعرعنا على حب كرة القدم والاستمتاع بممارستها في الشوارع، التي شهدت بعد عقود ظهور ناطحات السحاب في سماء قطر

ماتياس كروغ

بعد مرور ثماني سنوات من زيارته، تأهل منتخب قطر للشباب إلى نهائي بطولة كأس العالم تحت ٢٠ عام في أستراليا بقيادة المدرب الأسطورة إيفاريستو دي ماسيدو، ليسجل لحظة تاريخية في مسيرة قطر الكروية. وضعت هذه البطولة، دولة قطر على الخريطة الرياضية، وفيها تغلبت هذه الدولة على البرازيل وإنجلترا لتحصد الميدالية الفضية في هذه البطولة. وعمت الاحتفالات أرجاء البلاد وباتت تؤمن بأنه لا شيء مستحيل في عالم الرياضة، مهما كان حلمًا كبيرًا.

تأهل منتخب قطر للشباب إلى نهائي بطولة كأس العالم تحت ٢٠ عامًا عام 1981 في استراليا.

بعد ثلاث سنوات، تأهل منتخب قطر إلى دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة عام 1984 في لوس أنجلوس، حيث تعادل بهدفين في مباراته الافتتاحية مع منتخب فرنسا، الذي أحرز بطولة الأولمبياد في هذا العام.

في العام نفسه وُلدتُ في دولة قطر لأسرة من عشاق الرياضة، حيث نشأنا وترعرعنا على حب كرة القدم والاستمتاع بممارستها في الشوارع، التي شهدت بعد عقود ظهور ناطحات السحاب في سماء قطر.

بعد أن تأهل المنتخب القطري للنهائيات في بطولة 1981 في أستراليا، جاء المنتخب القطري ليرفع بطولة كأس الأمم الآسيوية لأول مرة في تاريخ البلاد عام 2019

ماتياس كروغ

في ذلك الحين بدا لنا استضافة أعظم بطولة لكرة القدم في العالم، حلمًا بعيد المنال، إذ جرت العادة ألا تُقام البطولة إلا في أوروبا أو الأمريكتين آنذاك. كذلك كان من الأحلام الطموحة أن يأتي اليوم الذي يتأهل فيه منتخب قطر الوطني لبطولة كأس العالم ممثلًا لأبطال آسيا.

بعد ثلاثة عقود ونصف أصبح الحلم حقيقة. ها هي الأيام تدور دورتها، فبعد أن تأهل المنتخب القطري للنهائيات في بطولة 1981 في أستراليا، جاء المنتخب القطري ليرفع بطولة كأس الأمم الآسيوية لأول مرة في تاريخ البلاد عام 2019. لم تكن نتيجة مفاجئة كما يحلو للبعض أن يراها، وإنما ثمرة رؤية طويلة المدى وسنوات من المثابرة والجد من جانب الاتحاد القطري لكرة القدم وأكاديمية أسباير لتنشئة جيل من الشباب، حقق إنجازًا تاريخيًا بقيادة ملهمة من مدربين رائعين، هما إيفاريستو دي ماسيدو ومن بعده فليكس سانشيز.

لديّ إيمان بأن كرة القدم يمكن أن تصبح قوة موحدة تجمع الناس من مختلف الثقافات والقارات بدلاً من أن تكون مقتصرة على نوادٍ تضم بضع دول فقط

ماتياس كروغ

يستعد جيل ناشئ في منتخب قطر الرائع بقيادة أكرم عفيف الفائز بجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا والمعزّ علي لاعب الهجوم صاحب الأرقام القياسية للمشاركة في المباراة الافتتاحية التي من المقرر إقامتها على أرض استاد البيت ذي التصميم الفريد في الواحد والعشرين من نوفمبر 2022.

ومع اقتراب موعد أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تُقام في منطقة الشرق الأوسط ويفصلنا عنها عامان، فإن سرد المسيرة الرياضية لدولة قطر بكل ما فيها من عشق لكرة القدم بات اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد ألهمني هذا لتأليف أول كتاب يحكي تاريخ قطر الكروي وذلك رغبة مني في توثيق تجربة أمة من الأمم والرواد الذين ساعدوا في صياغة هذه المسيرة على أرض الملاعب الرياضية.

وقبل عام، اجتمعت لجنة من أساطير كرة القدم ورموز الرياضة في مكتبة قطر الوطنية للاحتفاء بإطلاق كتابي الذي جاء بعنوان "رحلات على بساط كرة القدم" الصادر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، عضو مؤسسة قطر. وشارك في الفعالية أسطورة كرة القدم القطرية بدر بلال، وقد جلس إلى جواري وتحدث بفخر واعتزاز عن الركلة المقصية التي أحرز بها هدفه في إنجلترا في نصف نهائي كاس العالم للشباب 1981 ليحقق فريق العنابي الفوز على نظيره بهدفين مقابل هدف واحد.

كان من بين المتحدثين والدي، خواكيم كروغ، الذي عاش طيلة حياته عاشقًا للرياضة ومناصرًا لها، وهو على وشك إكمال 40 سنة من العمل الجاد في الاتحاد القطري لألعاب القوى، ولا زال محافظًا على الشغف نفسه، الذي يظهره في كل حديث يشارك فيه، وكل تدريب يشهده استاد خليفة الدولي.

وهو الاستاد نفسه الذي حققت قطر على أرضه سجلًا حافلاً باستضافة البطولات. ومن مقاعد المشجعين في هذا الاستاد، شاهدنا العنابي يفوز بأول بطولة له في كأس الخليج سنة 1992، وشهد استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 عامًا سنة 1995، علاوة على دورة الألعاب الآسيوية الناجحة في الدوحة سنة 2006.

لا يزال تاريخ قطر الرياضي قصة غير مستكشفة إلى حدّ ما لدى بعض المشجعين حول العالم. أما لي، فقد ولدتُ في قطر ونشأتُ في أسرة رياضية، كان هذا التاريخ جزءًا من نشأتي.

وحين لعب أسطورة التنس الألماني، بوريس بيكر في الدوحة إبّان التسعينيات، كنت جامع الكرات، أمسك له المنشفة. وبعد أن أصبحت صحفيًا، أسعدني الحظ بإجراء مقابلات شخصية مع العديد من نجوم الرياضة وكرة القدم في قطر والعالم ممن كانت لهم بصمة واضحة في تاريخ الرياضة.

تحكي الروايات الأولى أن المباريات المبكرة أُقيمت على أرض رملية رسمت خطوط ملعبها بالنفط، وأحيانًا استخدمت كرات بديلة مصنوعة من الجوارب. وتحكي هذه الروايات إنجازات السنياري مبارك مصطفى الذي أحرز هدفًا للمنتخب القطري من تسديدة رأسية ليتأهل بذلك للربع النهائي في بطولة أولمبياد برشلونة سنة 1992 على استاد كامب نو.

هناك فرصة واعدة في انتظار الأجيال الشابة من الذكور والإناث في قطر وحول العالم: ألا وهي بطولة قطر 2022

ماتياس كروغ

وقد تحدثت مع أول فريق قطري لكرة القدم النسائية، وكانت العدّاءة مريم فريد حاضرة في فعالية إطلاق الكتاب باعتبارها واحدة من اللاعبات اللاتي كان لهن السبق في مسيرة الرياضة النسائية في البلاد.

اليوم أصبحت قطر واحدة من العواصم الرياضية في العالم، واستضافت العديد من البطولات العالمية في مختلف المجالات الرياضية، من الملاكمة إلى سباق الدراجات، وألعاب القوى وكرة اليد علاوة على بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر انعقادها في 2022. لا شك أن تعليقات القراء ووسائل الإعلام العالمية والجوائز الدولية التي حصدها الكتاب تبرز لنا مدى الاهتمام الحقيقي والرغبة الصادقة في التعرف على التاريخ الكروي لقطر في إطار الاستعدادات لاستضافة البطولة المنتظرة عام 2022.

لديّ إيمان بأن كرة القدم يمكن أن تصبح قوة موحدة تجمع الناس من مختلف الثقافات والقارات بدلاً من أن تكون مقتصرة على نوادٍ تضم بضع دول فقط، فيجتمعون للتباحث والتعلم من مختلف السياقات الاجتماعية والإنسانية. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من القراء قد تواصلوا معي بشكل شخصي وذكروا المساعدة التي قدمها لهم الكتاب في فهم تاريخ قطر الرياضي والإنجاز الذي تسعى الدولة لتحقيقه من خلال استضافة أهم بطولة لكرة القدم في العالم أجمع وأكثرها ضخامة.

والآن نرى بأعيننا ما بدا مستحيلاً قبل ثلاثة عقود أصبح واقعًا حقيقيًا يتجلى بوضوح في شتى أنحاء قطر. هناك فرصة واعدة في انتظار الأجيال الشابة من الذكور والإناث في قطر وحول العالم: ألا وهي بطولة قطر 2022. فإن هؤلاء الأبطال الرياضيين الذين تحتضنهم ملاعب قطر والكابتن الذي يُكتب له رفع كأس البطولة في 18 ديسمبر 2022 على أرض قطر في "لوسيل" سيُلهمون الأجيال القادمة لتعمل بجد، وتحلم بطموح، وتكافح للتغلب على جميع التحديات، وتؤمن إيمانًا جازمًا بأن الأحلام بعيدة المنال يمكن أن تصبح حقيقة.

صورة 1 من 3

خواكيم كروغ، والد ماتياس كروغ إلى جانب بعض الرياضيين الذين درّبهم في الثمانينات.

لاعب كرة القدم البرازيلي الأسطوري بيليه في استاد الدوحة عام 1973.

كان الوصول إلى نهائي بطولة العالم للشباب لكرة القدم 1981 لحظة محورية في تاريخ كرة القدم في قطر.

د. ماتياس كروغ كاتب حاصل على عدد من الجوائز وأكاديمي وصحفي ولد ونشأ في قطر. ألّف العديد من الكتب والقصص القصيرة والمقالات، بما في ذلك كتاب "رحلات على بساط كرة القدم"، الذي صدر في عام 2019 وحصد جائزة في حفل توزيع جوائز الكتاب الدولية لعام 2020 وجوائز Living Now Book لعام 2020. وله سجل حافل من الكتابات حول كرة القدم والمجتمع والسياسة والثقافة، ظل يكتبها على مدار أكثر من 18 عامًا، ونُشرت لدى مجموعة من أكبر المؤسسات حول العالم، وعلى رأسها شبكة بي بي سي، وشبكة سي إن إن، وشبكة إي إس بي إن، وهافينجتون بوست، وصحيفة أيريش إكزامينر الأيرلندية وشبكة الجزيرة الإنجليزية، ومجلة فور تو، وصحيفة "الباييس" الإسبانية، ومجلة آرتس مانثلي الأسترالية، وكثير غيرها.

للحصول على مزيد من المعلومات حول أعمال ماتياس، يمكن متابعة صفحته على تويتر: @Matthias_Krug

قصص ذات صلة