إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
12 October 2020

جلسة نقاشية لمؤسسة قطر تسلط الضوء على دور الأنشطة البشرية في تفاقم الكوارث الطبيعية

مشاركة

الآثار المدمرة التي خلفتها الفياضانات التي حدثت مؤخرًا في السودان

مصدر الصورة: El Tayeb Siddig، عبر موقع REUTERS

ناقش حوار عبر الإنترنت عقدته جامعة نورثوسترن في قطر الأسباب الكامنة وراء أزمة الفيضانات في كل من الخرطوم وكاراتشي وأثرها على شعب البلدين.

شهدت كل من السودان وباكستان مؤخرًا واحدة من أسوأ كوارث الفيضانات منذ نحو قرن من الزمان بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة، مما تسبب في إصابة بعض المدن بالشلل وسط ضعف الاستجابة الحكومية وغياب التخطيط للتخفيف من وطأة الكوارث.

وعلى أثر الأحداث المدمرة في الخرطوم وكراتشي، نظمت جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ندوة عبر الإنترنت بعنوان "الفيضانات في باكستان والسودان: هل هي كوارث طبيعية أم من صنع الإنسان؟" لمناقشة الأسباب الرئيسية وتحديدها التي أدت إلى تفاقم آثار الكوارث الطبيعية؛ ودور الإعلام في تضخيم الوضع الحقيقي على الأرض في المدينتين المنكوبتين؛ وكيف ينبغي لكلا البلدين وضع استراتيجيات لتحسين توقع الكوارث ووضع الخطط المناسبة للتعافي منها.

سكان كراتشي يتجولون في شوارع المدينة التي غمرتها المياه. مصدر الصورة: Akhtar Soomro، عبر موقع REUTERS

ويعتقد مؤرخو الكوارث الذين درسوا دور الطبيعة ومكانتها في حياة الإنسان، أن الطبيعة والثقافة غير منفصلين، وكلاهما يشكلان بعضهما البعض، وهو ما أكد عليه البروفيسور أنطو محسن، الأستاذ المساعد المقيم في برنامج الفنون الحرة بجامعة نورثوسترن في قطر. وقد شارك بأفكاره حول ما إذا كانت الفيضانات هي عمل طبيعي بحت أم من صنع الإنسان.

إن قرارات البشر ببناء مدن في المناطق المعرضة للكوارث، أو تشييد المباني التي لا تتحمل الزلازل، أو عدم وجود أنظمة إنذار مبكر فعالة وطرق تقييم كل ذلك يمكن أن يفاقم من آثار هذه الكوارث

أنطو محسن

إذ صرح قائلًا "على الرغم من أن البشر لا يتسببون بشكل مباشر في حدوث موجات تسونامي، والانفجارات البركانية، والرياح الموسمية، والزلازل، فإن قرارات البشر ببناء مدن في المناطق المعرضة للكوارث، أو تشييد المباني التي لا تتحمل الزلازل، أو عدم وجود أنظمة إنذار مبكر فعالة وطرق تقييم كل ذلك يمكن أن يفاقم من آثار هذه الكوارث".

فهناك نقص حاد في المعرفة حول الموارد التي يمكن أن تتعامل مع هذه الفيضانات في السودان، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية

عبد الله جميل

كما أبرز محسن أن إساءة استخدام أموال الكوارث، أو ضعف جهود التعافي، يمكنها أن تسهم جميعًا في زيادة تفاقم الضرر الناجم عن الكارثة. وقد عزا عبد الله جميل، أحد خريجي جامعي نورثوسترن في قطر من دولة السودان، الكارثة التي تسببت في نزوح 500 ألف شخص ودمرت أكثر من 100 ألف منزل إلى ما أسماه "الوكالة البشرية" قائلًا: "تحدث فيضانات السودان في كل عام. ولكنها في هذه المرة كانت أسوأ بكثير. فهناك نقص حاد في المعرفة حول الموارد التي يمكن أن تتعامل مع هذه الفيضانات في السودان، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية. وعلينا أيضًا أن نشير إلى حقيقة أن الاحتباس الحراري مرتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة الكوارث الطبيعية حول العالم."

وتحدّث جميل عن عملية إعادة البناء ودور وسائل الإعلام في دعم التعافي من الأزمات بشكل فعال. وأفاد قائلًا "نحن بحاجة إلى زيادة وعينا بشأن المجتمعات الأكثر فقرًا وتهميشًا في ضواحي السودان، حيث إنها تعاني بالفعل وتتأثر بشكل كبير بالفيضانات".

أضاف أن "هناك وسم منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى وجه التحديد تويتر بعنوان، #من قلبي سلام للخرطوم، وهو بمثابة رسالة سلام إلى الخرطوم، ونحن نشهد الآن الكثير من الاهتمام والمساعدة والموارد الموجهة مباشرة إلى الخرطوم. بينما لم تضرب الكارثة العاصمة وحدها، هناك 16 ولاية أخرى تعاني من أضرار أكبر بكثير من العاصمة. وقد جرى أيضًا مشاركة العديد من الصور غير الدقيقة على منصات التواصل المختلفة، وانتشرت على المستوى الدولي. وهذه الصور تعود إما للهند أو هايتي وليست من السودان، ولكنها أصبحت ملصقات لجميع الأخبار المتعلقة بالفيضانات في السودان.

إنه لأمر مؤلم أن ترى مدينة ذات إمكانات كبيرة تغرق

 زيست مريوم

وأشار أيضًا إلى أنه "رغم الاحتفاء برؤية هذا النوع من الدعم على المستوى الدولي، لا ينبغي أن يفوتنا غياب التحقق من صحة الأخبار الحقيقية، وهو شيء نحتاج إلى معالجته في المستقبل."

شاركت متحدثة أخرى، تُدعى زيست مريوم، وهي طالبة بجامعة نورثوسترن في قطر من دولة باكستان وتعيش حاليًا في منزلها في باكستان، تجربتها الشخصية وكيف تأثرت بالفيضانات الحضرية في كراتشي. فأوضحت قائلة "لم يفاجئنا هذا الأمر على الإطلاق. إذ أن عجز كراتشي على التعامل مع الأمطار في موسم الرياح الموسمية ليس بجديد؛ ويحدث الضرر الكبير في كل عام. لكن هذا العام لم يسبق له مثيل. فقد لاقى 90 شخصًا مصرعهم، وأصبحت المئات بلا مأوى. وهذا بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالأعمال".

ناقشت الندوة الافتراضية التي نظمتها نورثويسترن قطر أسباب الكوارث الطبيعية مثل تلك التي حدثت في السودان وباكستان، ودور البشر في تفاقمها.

وقد أشارت مريوم إلى أن هذه المشكلة مستمرة منذ 30-40 عامًا. وصرحت بأن "إهمال وضع خطة لإدارة الكوارث في مدينة حضرية مثل كراتشي هو السبب الرئيسي وراء أزمة المدينة. وإنه لأمر مؤلم أن ترى مدينة ذات إمكانات كبيرة تغرق، ولم تفعل الحكومة سوى القليل لإصلاح الوضع.

فما حدث يجعلني أتساءل عما إذا كان هذا الفيضان هو كارثة طبيعية بحتة أم أنه نتيجة حتمية لقرارات بشرية. ومن الواضح أن الظروف المناخية تتدهور؛ وإذا ظل النمو المستدام للمدينة على رأس الأولويات السياسية، وإذا لم نضع أنظمة لمكافحة آثار الكوارث الطبيعية، فإن مثل هذه الكوارث ستظل تضربنا أكثر وأكثر."

قصص ذات صلة