إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
24 November 2020

عميد جامعة شريكة لمؤسسة قطر: يجب أن يتطلع الشباب الآن إلى مهنة الصحافة أكثر من أي وقت مضى

مشاركة

يتحدث مروان الكريدي، عميد جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، عن تطلعاته وخططه لمستقبل الجامعة وأهمية الحوار، ومستقبل الصحافة في الشرق الأوسط، وما يثير قلقه حول شركات التواصل الاجتماعي

ماهي رؤيتك بالنسبة لمستقبل جامعة نورثوسترن في قطر؟ هل ستواصل الجامعة المسار نفسه ؟ أم أنك تتطلع إلى تطوير دورها الأكاديمي وتعزيزه؟
جامعة نورثوسترن في قطر هي جامعة عالمية المستوى، وتقع في الدوحة، ملتقى القارات. وأنا أرى هذه الجامعة كمؤسسة لا تتجزأ من جامعة نورثوسترن، بالإضافة إلى دورها في سياق التنوع الذي تزخر به المدينة التعليمية في مؤسسة قطر. تمتد جذورنا في قطر والعالم العربي والجنوب العالمي ككل، ولن نتمكن من تحقيق التميّز إلا إذا استفدنا من تلك التداخلات المتعددة. هذا ما يُشكل رؤيتي بالنسبة لجامعة نورثوسترن في قطر.

تقوم هذه الرؤية في المقام الأول على أن نكون منتجين للمعرفة، وأن نجعل قطر والعالم العربي أكثر من مجرد موضوعات للدراسات التجريبية، بل كموضوعات يمكن الاستفادة منها على مستوى العالم. وثانيًا، أن نستفيد من موقعنا لحشد الطاقة الفكرية والإبداعية من العالم الجنوبي وحوله؛ ثالثًا، أن نتوخى توحيد وسائل الإعلام التعليمية والبحثية والإبداعية كمؤسسة تقوم على تعزيز التفاهم بين تلك العوالم المختلفة.

تُعبِر الترجمة بمعانيها المختلفة عن جوانب مهمة من رؤيتي لجامعة نورثوسترن في قطر. إذ يأتي في مقدمة أولوياتي العمل على توسيع نطاق البحث العلمي وصناعة وسائل الإعلام، وإدماج الطلبة بشكل كامل في مشروع صناعة المعرفة لدينا، لنصبح طرفًا رئيسيًا في المناقشات العالمية حول القضايا الأكثر إلحاحًا. تتبوأ جامعة نورثوسترن في قطر مكانة ًمرموقة، ومن خلال البحوث المحددة والتركيز الأكاديمي على العالم الجنوبي سنتمكن من نقل الجامعة من مكانة التميّز إلى الصدارة.

بصفتك العميد الجديد لجامعة نورثوسترن في قطر، وأوّل عميد عربي للجامعة، ما الذي تتطلع لإضافته إلى هذا الدور؟
أتطلع إلى تقديم رؤية راسخة ذات جذور ضاربة في القيم الأساسية للتميز الأكاديمي التي يلتزم بها مجتمع جامعة نورثوسترن في قطر ككل. من أهم سمات القائد هو أن يكون نموذجًا يُحتذى به، وأنا أرى نفسي كقائد ومواطن عالمي وجزء لا يتجزأ من المجتمع. ولكي تتمكن من الحصول على دعم المجتمع حول هدف مشترك، أعتقد أنه يجب أولاً فهم قلق كل فرد وتطلعاته، وأن تتمكن من تهدئتها وتمكين كل منها على حدٍ سواء. آمل كذلك أن أُلهم الزملاء والطلاب بالتزامي الجاد بالاستشكشاف والاستقصاء الفكري والتجريب الإبداعي. من خلال ما أمتلكه من خبرة أكاديمية عميقة للسياق العربي، وطلاقة في اللغة العربية، ومن خلال أبحاثي في مجالات الإعلام والثقافة والسياسة العربية، سوف أتمكن من تعزيز دور جامعة نورثوسترن في قطر وتأثيرها في هذا السياق.

على الرغم من جهود العميد السابق لجامعة نورثوسترن في قطر وإنجازاته، إلا أن الفترة الأخيرة من توليه لمنصبه شهدت بعض الخلافات مع الطلاب وربما مع بعض أعضاء هيئة التدريس. هل هناك حاجة لتحسين العلاقات في هذا الصدد؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هي خططك في هذا الشـأن؟
الخلافات هي أمر لا مفر منه عندما تختلف أفكار الأفراد حول الاتجاه الذي يسكله أي مجتمع. وأنا أسعى إلى مواصلة مسيرة الإنجازات التي حققها أسلافي لتحسين كافة العلاقات بين جميع الأطراف في جامعة نورثوتسرن في قطر، بما في ذلك تلك التي تربط بين الإدارة والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

يشمل ذلك وضع السياسات والمعايير والإجراءات التي تتسم بالوضوح والشفافية، وتقوم على اتباع أفضل الممارسات، والعمل على تطبيقها بصورة مستمرة، وأن يتم تشكيلها وفقًا لمعايير التميز الأكاديمي لجامعة نورثوسترن في قطر. عندما يتحقق ذلك، سوف يتمكن الأفراد الحريصون على مستقبل جامعة نورثوسترن في قطر من الاستفادة الخلافات التي قد تنشأ كفرص للنمو والتقدّم.

تهدف جامعة نورثوسترن في قطر إلى توسيع الآفاق وتعزيز حرية الفكر والتعبير، لكننا شهدنا التحديات التي قد تترتب على ذلك. هل يمكن تحقيق الانسجام بين الأخلاقيات الأكاديمية لجامعة نورثوسترن في قطر والمجتمعات؟ أم أنك تتوقع نشوء المزيد من التحديات في المستقبل؟
ندرك في جامعة نورثوسترن في قطر أن المعرفة والاستكشاف تتطلب التزامًا بإتاحة حرية التساؤل والتفكير. في بعض الأحيان قد يؤدي هذا إلى نشوب الخلاف والمسائل المثيرة للجدل. هناك جوانب إيجابية لذلك، في المقام الأول، تدل الخلافات على أن أطراف مختلفة تهتم بمجموعة من القضايا أو بالمؤسسة نفسها؛ وثانيًا، تعرض الخلافات وجهات النظر المتباينة، مما يسمح للناس من النظر في تلك الآراء المختلفة.

لا أرى أي تعارض بين الرسالة الأكاديمية لجامعة نورثوتسرن في قطر والمجتمع المحيط بها. من حسن حظنا أننا في بلد يجعل من التعليم أولوية وطنية، وأن لدينا شركاء ملتزمون بذلك. من الخطأ النظر إلى هذه المسألة على أساس "الانسجام" أو "التنافر"، إذ يمكن أن تطغى مجالات التوافق والالتزام المتبادل على مجالات الاختلاف المحتملة.

لكن هذا لا يعني أننا لا نتوقع مواجهة التحديات في المستقبل، وآمل أن نتمكن من الاستفادة من تلك التحديات كفرص لتحقيق النمو، والتأكيد من جديد على القيم الأكاديمية الأساسية الضرورية من أجل إزدهار الجامعات.

في عالم تنتشر فيه الأخبار الزائفة والعناوين المضللة، حيث تنامت عدم الثقة ببعض وسائل الإعلام وخفضت العديد من الشركات الإعلامية بشكل كبير استثماراتها في جودة الأخبار، لماذا لا يزال الشباب يفكرون في العمل في مهنة الصحافة؟
لا يُمكننا إدارة ظهرنا عن مهنة الصحافة بسبب التضليل وعدم الثقة وتراجع المستوى، فذلك أشبه بأن ندير ظهرنا للطب نتيجة الأمراض والأوبئة. يجب على الشباب الآن التطلع إلى مهنة الصحافة أكثر من وقت مضى، حيث أن أمامهم فرص غير سبوقة لتقديم إسهامات إيجابية ومستمرة في صالح مجتمعاتهم. كما أن مهنة الصحافة بحد ذاتها تشهد الآن تحولات على جبهات مختلفة، وتنفتح فيها فرص مهنية جديدة مع تلاشي أدوار أخرى.


كيف ترى مستقبل الصحافة في الشرق الأوسط؟ هل يمكن أن تصبح الصحافة مستقلة بالفعل؟
هل يمكن أن تكون الصحافة مستقلة كليًا في أي مكان؟ لكي يتحقق ذلك، يقول أولئك الذين يدرسون أزمة الصحافة في جميع أنحاء العالم - وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية - بأن نموذج التمويل الحكومي للصحافة هو وحده الذي يمكن أن يضمن استمراريتها.

لطالما كان التحدي الرئيسي الذي يواجه الصحافة في الشرق الأوسط سياسيًا، بينما كان تجاريًا في الغرب. وتُظهر الاتجاهات الحديثة زيادة النفوذ السياسي في فرض الرقابة على الصحافة واستغلالها في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، بينما أصبحت اعتبارات السوق عامل هام يحكم الصحافة في الشرق الأوسط.

تواجه الصحافة أزمة كبيرة في جميع أنحاء العالم، تحت تأثير قوى مشتركة من السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا. لكنها تواجه تحديات خاصة في الشرق الأوسط. ما يمكننا فعله هو الاستمرار في تدريب أفضل الصحفيين الناشئين، ورفع الوعي بدور وسائل الإعلام المستقلة كمساهم هام في نهضة المجتمعات ورفاهيتها.

ما رأيك بوسائل التواصل الاجتماعي؟ منافعها ومخاطرها الرئيسية؟ وهل تتفوق منافعها على المخاطر؟ أم العكس؟
من أبرز السمات التي تتميز بها وسائل التواصل الاجتماعي هو أنها تتيح إمكانية التواصل بين الجماعات، على عكس وسائل التواصل بين الأفراد (من فرد إلى آخر) أو وسائل الاتصال الجماهيري (من الفرد إلى الجماعة). السمة المميزة الثانية لوسائل التواصل الاجتماعي هي أنها لا تعمل كوسائط محايدة، بل من خلال خوارزميات محددة، بحيث أن الموضوعات التي يتم إيصالها ومناقشتها يتم برمجتها مسبقًا بهدف تحقيق حد أقصى الربح.

توجد بعض الفوائد لوسائل التواصل الاجتماعي في حالات الكوارث الطبيعية أو الأوبئة، أو من حيث السماح للأفراد بالتعبير عن آرائهم مثلاً، لكن ما يثير قلقي، هو أن الطريقة التي تقوم عليها شركات وسائل التواصل الاجتماعي حاليًا تجعل منها أدوات للدعاية والمعلومات المغلوطة والمراقبة.

برأيك، ما هو دور الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل الإعلام والاتصال؟
قد لا نستطيع أن نجزم حتى الآن إذا ما كنا نعيش بالفعل في عصر الذكاء الاصطناعي، خاصة من المنظور الذي يرى الذكاء الاصطناعي كآلات تسيطر على حياة الإنسان. لكن التطورات في تطبيقات التعلّم الآلي وخوارزمياتها، تتجاوز التأثير على مستقبل الإعلام، وتشير إلى العمليات التواصلية الحسابية وراء القرارات المصيرية. لدينا ما يكفي من الأبحاث التي تدل على التلاعب والتمييز الذي تشمله تلك العمليات، فضلاً عن مساعيها إلى السيطرة أو تحقيق الربح.

قد لا يكون لهذا عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بمسائل بسيطة مثل اقتراح موسيقى معينة، ولكن الآثار المعنوية والأخلاقية والاقتصادية والنفسية والسياسية قد تكون جسيمة، وقد تؤدي إلحاق أضرار حقيقية بالناس، مثل قضايا التمييز العنصري وتضليل المستهلكين، والاستقطاب السياسي.

من أجل ذلك، وبالإضافة إلى استيعاب تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها، من الضروري أيضًا أن ندرك تأثير تلك التقنيات على المجتمع وعلى التجربة الإنسانية والجوانب الأخلاقية، والعمل على وضع الحواجز الأخلاقية والتقنية للحيلولة دون إساءة الاستخدام.

قصص ذات صلة