للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تقول الدكتورة حنان فرحات بأن المهارات التي تتمتع بها المهندسات الإناث مازالت غير معترف بها.
الدكتورة حنان فرحات من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة تقول بأن المرأة قادرة على إدخال وجهات نظر جديدة إلى مجال الهندسة تعود بالنفع على الصناعة والاقتصاد، لكنها تحتاج إلى الفرصة لإثبات ذلك
لا يبذل أرباب العمل في الشرق الأوسط جهدًا كافيًا وسريعًا لدعم المهندسات الإناث في إيجاد فرص في العمل الميداني وتحقيق المساواة في الفرص بينهم وبين أقرانهم من الذكور، وهذا وفقًا لما ذكرته باحثة بمؤسسة قطر.
تحدثت الدكتورة حنان فرحات، مدير أبحاث أوّل في مركز التآكل في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، عن الأسباب الكامنة لقلة التمثيل النسائي في بعض مجالات الهندسة وقالت: "يُسيطر الذكور على العمل الميداني في مجالات الهندسة لأنها تتطلب جهدًا بدنيًا عاليًا وممارسة عملية، فالهندسة الميكانيكية على سبيل المثال تتطلب العمل داخل ورش العمل مع الآلات والقيام بأعمال اللحام، على عكس الهندسة الكيميائية أو البيئية القائمة على العمل في المكاتب والمختبرات".
الدكتورة حنان فرحات.
وتضيف: "على الرغم من أن المرأة قادرة على أن تبلي بلاءً حسنًا في العمل الميداني، إلا أن العديد من الثقافات ترفض طبيعة العمل تلك، بصرف النظر عما تتمتع به المرأة من مؤهلات ومهارات، فلا يُنظر سوى إلى ظروف العمل القاسية، والزيّ الذي ترتديه، وأنها تعمل في مكان محاط بالذكور، وتلك بيئة لا تناسب المرأة. لقد شهدنا تغيرات في هذا الاتجاه في بعض أنحاء العالم، لكنّ هذه التغيّرات ليست على وجه السرعة المطلوب، لاسيّما في منطقة الشرق الأوسط، والمعوقات مازالت تعترض طريقهنّ".
على الرغم من أن المرأة قادرة على أن تبلي بلاءً حسنًا في العمل الميداني، إلا أن العديد من الثقافات ترفض طبيعة العمل تلك، بصرف النظر عما تتمتع به المرأة من مؤهلات ومهارات
وتتابع: "هذا ما يجعل أرباب العمل يُكلفون المهندسات الإناث بمهام عمل إدارية أو مهام التصميم فقط، في حين يتم استثنائهن من أي مهام ميدانية، وقد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، حيث يتم تقويض قدرات المرأة وتجاهل إشراكها في عمليات اتخاذ قرار هامة".
ينعكس التفاوت في الفرص المتاحة للمنهدسين من النساء والذكور في الفجوة العالمية بين عدد الخريجات الإناث من كلية الهندسة، ومن يتخذن الهندسة كمهنة بعد التخرج. وحسبما ذكرت الدكتورة فرحات، قد ترفض بعض الشركات أي طلب توظيف للنساء في المناصب القائمة على العمل الميداني.
تمتلك المهندسات الشابات أحلامًا كبيرة لتحقيق النجاح وإحداث التغيير الإيجابي وترك بصمتهن، لكنّ الآخرين قد يكون لديهم رأي مختلف
وتعلّق قائلة: "تمتلك المهندسات الشابات أحلامًا كبيرة لتحقيق النجاح وإحداث التغيير الإيجابي وترك بصمتهن، لكنّ الآخرين قد يكون لديهم رأي مختلف. من المؤسف أن نخسر هذا الحجم الكبير من قوة العمل التي لا تستطيع أن تثبت قدراتها".
وتتابع: "في الهندسة، توجد أمور لا يُمكن تعلّمها بالجلوس وراء طاولة المكتب، فالهندسة قائمة على التجربة العملية والعمل اليدوي. يجب ترى الأشياء وتلمسها وتشعر بها لتكون مهندسًا ناجحًا، وتحرز التقدّم المهني وتصل إلى مناصب أعلى. أدركت المهندسات الإناث هذه الحقيقة بعد مضي فترة من الزمن، وأعتقد بأن الكثير منهن سوف يفضلّن العمل الميداني إذا أتيحت لهن الفرصة".
أوضحت الدكتورة فرحات دور الجامعات الهام في دعم الأجيال القادمة من المهندسات الإناث مؤكدةً: "من المهم جدًا أن تعمل الجامعات على تحضير طالبات الهندسة وإعدادهن لمواجهة تحديات العالم بعد التخرج. يجب أن يدركنّ حقوقهنّ، وأن يعملنّ من أجل الحصول عليها وتمثيل أنفسهنّ بالشكل الصحيح".
الهندسة قائمة على التفكير والتحليل وحل المشكلات حيث تبرع المرأة، وتستطيع نقل النقاش إلى وجهات نظر جديدة لم تأخذ في الاعتبار من قبل
إشراك العنصر النسائي في بعض مجالات الهندسة وإتاحة الفرص اللازمة قد يفتح آفاقًا جديدة للتفكير، مما يعود بالنفع على الصناعة والاقتصاد، وفي هذا الصدد تقول الدكتورة فرحات: "المرأة والرجل يكمل بعضهم الآخر. نميل كنساء بطبيعتنا للاهتمام بالتفاصيل، وتدقيق النظر في كافة الأمور والتحقق منها مرارًا وتكرارًا، في حين يميل الرجال للنظر إلى الصورة النهائية وإنجاز الأعمال بالسرعة الممكنة. هذه الخاصية التي تتمتع بها النساء لها أهميّة فريدة لاسيّما في الفحص الهندسي، حيث يُمكننا أن نكتشف أمورًا قد لا يلحظها الرجل".
مصدر الصورة: Bannafarsai Stock، عبر موقع Shutterstock
وتضيف: "الهندسة قائمة على التفكير والتحليل وحل المشكلات حيث تبرع المرأة، وتستطيع نقل النقاش إلى وجهات نظر جديدة لم تأخذ في الاعتبار من قبل".
في حديثها عن التغييرات التي يجب إدخالها على أماكن العمل من أجل تمكين النساء في مجال الهندسة، تقول الدكتورة فرحات: "العنصر الأساسي لتمكينهنّ هو أن نتقبّل تساوي الرجل والمرأة من حيث الموهبة والكفاءة، وأن نمدهنّ بالدعم والتشجيع، وهذا يكون على مستوى المجتمع، وكذلك على مستوى أرباب العمل لخلق بيئة ترحب بالمرأة في مجال الهندسة".