إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
12 July 2020

" هكذا ربحت معركتي ضد (كوفيد19)"

مشاركة

مصدر الصورة: Castleski، عبر موقع Shutterstock

إحدى المتعافيات من الجائحة تتحدث عن تجربتها، وخبيرة بمؤسسة قطر تشرح أهمية دعم المجتمع وتقليل الوصمة

"تلك الليلة، حين وضعتُ طفلي في سريره، شعرت بانقباض في صدري وخوف شديد، كانت حرارتي مرتفعة منذ الصباح، وكنت أخفي عن الجميع أعراضًا، تشير إلى ما رفضت الاعتراف به، لكن حين نظرت إلى وجه طفلي النائم، انتابني شعور بالذنب، ولم أعد قادرة على تجاهل ما يحدث في جسمي الضعيف، كان لا بد أن أواجه، لم أتمكن من النوم طيلة الليل، لأنطلق صباحًا إلى المركز الطبي لإجراء الفحوصات، والتي أظهرت نتائجها أنني مصابة بفيروس (كوفيد- 19)".

الشعور بالدوران، التقيؤ المستمر، صعوبة التنفس، بالإضافة إلى فقدان حاسة الشم، كلها عوارض عانيت منها بشدة في الأسبوع الأول من العلاج

عبير ياسين

هكذا تستهل عبير ياسين، إحدى الأمهات المتعافيات من الفيروس تجربتها مع المرض الذي أبعدها لأسابيع عن عائلتها، وجعلها تخوض رحلة مليئة بالتحديات الجسدية والنفسية، خرجت منها أقوى وأكثر تمسكًا بالحياة.

تقول عبير:" في بداية العلاج، لم يتمكن الممرضون من سحب عينة دم من عروقي، لإجراء الاختبارات، وذلك لارتفاع مستوى التوتر لدي، كان لا بد من سحب سبع أنابيب. لم تكن تلك سوى واحدة من الحالات الصعبة التي مررت بها، فالتوتر ولّد لديّ مضاعفات صحية عديدة مثل انتفاخ القولون العصبي وغيرها. الشعور بالدوران، التقيؤ المستمر، صعوبة التنفس، بالإضافة إلى فقدان حاستي الشم والتذوق، كلها عوارض عانيت منها بشدة في الأسبوع الأول من العلاج".

عبير ياسين مع ابنها

الدكتورة مهناز موسوى

الصحة النفسية

تدل الأبحاث على وجود ارتباط بين الحالة الجسدية والنفسية، فما يؤثر على صحتنا الجسدية يؤثر على صحتنا النفسية والعكس صحيح، فالمرض الجسدي يولد لدينا شعورًا بالإرهاق والحزن والقلق. من ناحية أخرى، عندما نكون في حالة نفسية مضطربة، نشعر باشتداد الألم الجسدي والتعب، وقد نعاني من مشاكل في النوم والأكل.

تقول الدكتورة مهناز موسوى، مدير مركز الاستشارات الصحية والنفسية للطلاب في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "تلعب الصحة النفسية دورًا أساسيًا في شفاء المرضى المصابين بفيروس (كوفيد-19) بشكل خاص، فالحالة العاطفية الصحية تعزز النظام المناعي ما يساعد في عملية العلاج، بينما يجعلنا القلق النفسي أكثر عرضة للتكيف السلبي مع المرض مثل إنكار حالتنا أو الهروب منها، وهو ما قد يسبب مزيدًا من المضاعفات السلبية، لذلك، فمن المهم أن نطلب الدعم والمساندة من الآخرين."

خلال فترة الحجر الصحي، حرصتُ على التواصل افتراضيًا مع طفلي، كنت أنظم معه أنشطة عدة، علمته كيف يزرع النباتات في حديقة البيت، كان تفاعله وحماسه يعززان ارادتي بالشفاء

عبير ياسين

التواصل الافتراضي

يختلف تأثير الانفصال عن الآخرين والعزلة بين فرد وآخر، وعلى الرغم من أن الاتصال والتواصل العائلي مهمان لصحتنا الجسدية والعقلية في بعض الأحيان بسبب مرض مزمن أو حاد، الا أن هناك انفصالا لا مفر منه بين أفراد الأسرة، لتفادي انتقال العدوى. تقول عبير: "حين خرجت من المنزل، قال لي طفلي ريّان: أتمنى لو كنت مصابًا مثلك، كي أرافقك إلى المستشفى"، ما سبب لي آلامًا نفسية مضاعفة. لأن الوباء معدٍ، فقد توقعت أن أكون قد نقلت العدوى لزوجي وطفلي، ولكن، لحسن الحظ، فقد أخبرني الطبيب لاحقًا أنهما بخير".

تتابع:" خلال فترة الحجر الصحي التي خضعت له، حرصتُ على التواصل مع طفلي من خلال مقاطع الفيديو، كنت أطمئنه أنني بخير لأنني أتبع نصائح الأطباء. كنت أنظم معه أنشطة عدة، علمته كيف يزرع البصل والنعناع في حديقة البيت، كان تفاعله وحماسه يعززان ارادتي بالشفاء سريعًا كي أعود إلى كنف أسرتي".

من جهتها، تقول الدكتورة مهناز موسوى:" يمكننا التقليل من التأثيرات السلبية التي يسببها الانفصال عن الأطفال من خلال استخدام الاتصال الافتراضي وإشراكهم في أنشطة عبر الانترنت مثل القراءة واللعب، وتوعيتهم بشأن المرض والوقت الذي يستغرقه للشفاء.

خلال المرض، يصبح كل شيء كان بديهيًا يومًا ما، تحديًا بحد ذاته، فأن تكافح من أجل أن تتنفس، وأن تعجز عن النوم، وأن تحاول عبثًا أن تشم رائحة ما، كل ذلك يجعلك تدرك أهمية أن تستعيد ما فقدته

عبير ياسين

التشبث بالحياة

تشير المتعافية عبير ياسين إلى أنها مع تلقي العلاج والتغلب على فكرة الخوف من الاحتمالات التي قد تنجم عن اصابتها، بدأت تشعر بالتحسن، كما أن تلقي الدعم من محيطها الاجتماعي لعب دورًا في ذلك.

وتقول: "مشاعر الخوف من أن أخسر معركتي مع كورونا، والاطلاع على آخر الأخبار حول الجائحة، كانت تسبب لي اجهادًا نفسيًا، كنت أشعر بالقلق حول مدى قدرة جسدي على مقاومة المرض، لكن الرعاية التي تلقيتها من الأطباء والممرضات في دولة قطر، والدعم والحب من أسرتي وأصدقائي، كل ذلك جعلني أقوى"، فقد بدأت أرى الحياة بطريقة مختلفة، وأشعر بقيمتها أكثر، وقيمة الصحة والعائلة والأصدقاء".

وتتابع عبير:" في فترة المرض، يصبح كل شيء كان بديهيًا يومًا ما، تحديًا بحد ذاته، فأن تكافح من أجل أن تتنفس، وأن تعجز عن النوم، وأن تحاول عبثًا أن تشم رائحة ما في أرجاء الغرفة، كل ذلك يجعلك تدرك أهمية أن تستعيد ما فقدته".

يؤدي الشعور بالمهانة الذي صاحب الإصابة بفيروس كوفيد-19 إلى زيادة المشكلة تعقيدًا، ويعتبر تثقيف وتوعية أفراد المجتمع إحدى الطرق الفعالة لمكافحة الوصمة الاجتماعية

د. مهناز موسوى

وتقول: "مشاعر الخوف من أن أخسر معركتي مع كورونا، والاطلاع على آخر الأخبار حول الجائحة، كانت تسبب لي اجهادًا نفسيًا، كنت أشعر بالقلق حول مدى قدرة جسدي على مقاومة المرض، لكن الرعاية التي تلقيتها من الأطباء والممرضات في دولة قطر، والدعم والحب من أسرتي وأصدقائي، كل ذلك جعلني أقوى"، فقد بدأت أرى الحياة بطريقة مختلفة، وأشعر بقيمتها أكثر، وقيمة الصحة والعائلة والأصدقاء".

وتتابع عبير:" في فترة المرض، يصبح كل شيء كان بديهيًا يومًا ما، تحديًا بحد ذاته، فأن تكافح من أجل أن تتنفس، وأن تعجز عن النوم، وأن تحاول عبثًا أن تشم رائحة ما في أرجاء الغرفة، كل ذلك يجعلك تدرك أهمية أن تستعيد ما فقدته".

نحتاج جميعًا إلى التعاطف وإظهار الاحترام بعيدًا عن أي تحيز أو تمييز ضد هذه الفئة، علينا أن نذكر أنفسنا أن هذا الوباء عالمي وأن علينا تفهم الحالة النفسية للمصابين وتقديم الدعم المعنوي لهم

د. مهناز موسوى

تقول الدكتورة مهناز موسوى، مدير مركز الاستشارات الصحية والنفسية للطلاب في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "تلعب الصحة النفسية دورًا أساسيًا في شفاء المرضى المصابين بفيروس (كوفيد-19) بشكل خاص، فالحالة العاطفية الصحية تعزز النظام المناعي ما يساعد في عملية العلاج، بينما يجعلنا القلق النفسي أكثر عرضة للتكيف السلبي مع المرض مثل إنكار حالتنا أو الهروب منها، وهو ما قد يسبب مزيدًا من المضاعفات السلبية، لذلك، فمن المهم أن نطلب الدعم والمساندة من الآخرين."

التواصل الافتراضي يختلف تأثير الانفصال عن الآخرين والعزلة بين فرد وآخر، وعلى الرغم من أن الاتصال والتواصل العائلي مهمان لصحتنا الجسدية والعقلية في بعض الأحيان بسبب مرض مزمن أو حاد، الا أن هناك انفصالا لا مفر منه بين أفراد الأسرة، لتفادي انتقال العدوى. تقول عبير: "حين خرجت من المنزل، قال لي طفلي ريّان: أتمنى لو كنت مصابًا مثلك، كي أرافقك إلى المستشفى"، ما سبب لي آلامًا نفسية مضاعفة. لأن الوباء معدٍ، فقد توقعت أن أكون قد نقلت العدوى لزوجي وطفلي، ولكن، لحسن الحظ، فقد أخبرني الطبيب لاحقًا أنهما بخير".

تتابع:" خلال فترة الحجر الصحي التي خضعت له، حرصتُ على التواصل مع طفلي من خلال مقاطع الفيديو، كنت أطمئنه أنني بخير لأنني أتبع نصائح الأطباء. كنت أنظم معه أنشطة عدة، علمته كيف يزرع البصل والنعناع في حديقة البيت، كان تفاعله وحماسه يعززان ارادتي بالشفاء سريعًا كي أعود إلى كنف أسرتي".

من جهتها، تقول الدكتورة مهناز موسوى:" يمكننا التقليل من التأثيرات السلبية التي يسببها الانفصال عن الأطفال من خلال استخدام الاتصال الافتراضي وإشراكهم في أنشطة عبر الانترنت مثل القراءة واللعب، وتوعيتهم بشأن المرض والوقت الذي يستغرقه للشفاء.


التشبث بالحياة
تشير المتعافية عبير ياسين إلى أنها مع تلقي العلاج والتغلب على فكرة الخوف من الاحتمالات التي قد تنجم عن اصابتها، بدأت تشعر بالتحسن، كما أن تلقي الدعم من محيطها الاجتماعي لعب دورًا في ذلك.

وتقول: "مشاعر الخوف من أن أخسر معركتي مع كورونا، والاطلاع على آخر الأخبار حول الجائحة، كانت تسبب لي اجهادًا نفسيًا، كنت أشعر بالقلق حول مدى قدرة جسدي على مقاومة المرض، لكن الرعاية التي تلقيتها من الأطباء والممرضات في دولة قطر، والدعم والحب من أسرتي وأصدقائي، كل ذلك جعلني أقوى"، فقد بدأت أرى الحياة بطريقة مختلفة، وأشعر بقيمتها أكثر، وقيمة الصحة والعائلة والأصدقاء".

وتتابع عبير:" في فترة المرض، يصبح كل شيء كان بديهيًا يومًا ما، تحديًا بحد ذاته، فأن تكافح من أجل أن تتنفس، وأن تعجز عن النوم، وأن تحاول عبثًا أن تشم رائحة ما في أرجاء الغرفة، كل ذلك يجعلك تدرك أهمية أن تستعيد ما فقدته".


الوصمة الاجتماعية
قبل انتهاء فترة العلاج الكامل، مع تحسنها الملحوظ، شاركت عبير ياسين تجربتها مع محيطها ومعارفها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها لم تحاول أن تخفي حقيقة اصابتها خوفًا من الوصمة الاجتماعية التي قد تحيط بها، بل أرادت أن تسهم في التوعية حول هذه الجائحة وكيفية مواجهتها بالأمل والارادة.

من الممكن أن تؤدي الوصمة التي قد تحيط بالمصابين إلى المزيد من الاجهاد النفسي، وشعور المصاب بأنه ارتكب أمرًا خاطئًا لمجرد اصابته بالعدوى. وفي حالات معينة قد يمتنع المريض عن طلب الرعاية الصحية خوفًا من الوصمة والتعرض للتميز والرفض، فيحجم عن اجراء الفحوصات وبالتالي تسوء حالته.

تقول الدكتورة موسوى:" يؤدي الشعور بالمهانة الذي صاحب الإصابة بفيروس كوفيد-19 إلى زيادة المشكلة تعقيدًا، ويعتبر تثقيف وتوعية أفراد المجتمع إحدى الطرق الفعالة لمكافحة الوصمة الاجتماعية، ويمكن القيام بذلك عن طريق مشاركة الحقائق حول الوباء من مصادر حكومية وطبية موثوقة مع العائلة والأصدقاء، حيث يقلل ذلك من انتشار الشائعات. لو سمعنا أو قرأنا معلومات غير دقيقة حول جائحة (كوفيد-19) علينا أن نذكر أنفسنا أن هذا الوباء عالمي لا يخص مجموعة معينة من الأفراد، وأن علينا تفهم الحالة النفسية للمصابين وتقديم الدعم المعنوي لهم".

وتضيف:" نحن جميعًا نلعب دورًا مهمًا في ذلك. نحتاج جميعًا إلى التعاطف وإظهار الاحترام بعيدًا عن أي تحيز أو تمييز ضد هذه الفئة"، داعيًة إلى تقدير المتعافين الذين يشاركون قصصهم مع باقي أفراد المجتمع، لأنهم يشكلون مصدرًا لإلهام الآخرين وتثقيفهم حول سبل الوقاية، مما يساعد في مواجهة تحديات هذه الجائحة."

تؤكد عبير أن اصابتها بالفيروس جعلتها تخوض رحلة مليئة بالتحديات، خرجت منها أقوى وأكثر تمسكًا بالحياة.

الامتنان

عادت عبير إلى أسرتها بعد أن أنهت فترة العلاج، ووجدت أن النباتات التي زرعها ابنها قد نضجت، فشعرت بالامتنان.

تقول عبير:" تجربة اصابتي بفيروس كوفيد-19، علمتني الكثير، أنا ممتنة لكل من ساندني، وممتنة للقطاع الصحي في قطر الذي قدم لي أفضل رعاية ممكنة، لقد جعلتني فترة العلاج أحدد أولوياتي، وأقدر التفاصيل الصغيرة في الحياة".

وتختم:" أن تتناول فطورك صباحًا مع أسرتك، وأن تتمكن من شم الورود قرب نافذتك، وأن تلقي خيوط الشمس بأشعتها على غرفتك، فلا تحجبها بل تستمتع بها وتستمد منها الطاقة والنور، كلها أمورٌ كانت تعد من المسلمات واليوم باتت تحظى بقيمة كبيرة في حياتي".

قصص ذات صلة