إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
2 November 2020

مقال رأي: ماذا سيحدث بعد الانتخابات الأمريكية في الثالث من نوفمبر؟

مشاركة

مصدر الصورة: Jason Bergman، عبر موقع REUTERS

يسلط كريستيان كوتس أولريخسن الضوء على الانتخابات الأمريكية وهو أحد المتحدثين في الندوة الإلكترونية التي نظمتها جامعة حمد بن خليفة بعنوان "المشهد الخليجي المتغير إقليمًا ودوليًا"

دخلت الانتخابات الرئاسية الأمريكية مراحلها الأخيرة، حيث توقّعت استطلاعات الرأي فوز المرشح جو بايدن على دونالد ترمب. إن حدث ذلك، سيكون ترمب أول رئيس تقتصر فترة حكمه على ولاية واحدة، منذ عهد جورج دبليو بوش، الذي ترأس الولايات المتحدة الأمريكية خلال أعوام 1989-1993.

خلال الحملة الانتخابية عام 2016، تقدّمت هيلاري كلينتون في الأسبوع الأخير وبشكل متقدّم على منافسها ترمب، وفازت بالتصويت الشعبي بفارق 2.9 نقطة. اليوم، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدّم بايدن بشكل أكبر، مقارنة بما حققته كلينتون سابقًا؛ لذا من المرجح فوز بايدن في هذه الانتخابات.

لقد أظهر موقع "فايف38" للاقتراع الالكتروني، اعتبارًا من 27 أكتوبر الماضي، تقدّم بايدن بـ9.1 نقطة على حساب ترمب، وذلك بناء على استطلاعات الرأي الوطنية كمعدل وسطي. ومنح بايدن أيضًا فرصة 88 في المائة للفوز في الانتخابات، وهو ما يضع هذا المرشح في أقرب نقطة للفوز بهذه الانتخابات منذ قيادة باراك أوباما الذي تقدم على منافسه جون ماكين بنسبة 8.2 نقطة في عام 2008، وعلى هيلاري كلينتون بحصولها على 6.7 نقطة في عام 2016.

مصدر الصورة: REUTERS

في الثالث من نوفمبر المقبل، يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، وقد أدلى بعضهم بالفعل بأصواتهم مبكرًا بأرقام قياسية من خلال إرسالها بالبريد، في ظل جائحة (كوفيد-19)، الذي أودى بحياة أكثر من 220 ألف فرد في الولايات المتحدة الأمريكية.

مع بدء الآثار الناجمة عن جائحة (كوفيد-19) في أمريكا، تقدّمت حملة بايدن بأربع نقاط على حملة ترمب في استطلاعات الرأي منذ مارس 2020. ونتيجة لوقوع حدثين سنأتي على ذكرهما تقدّم بايدن بقوّة على ترمب. يتجسد الحدث الأول بمقتل جورج فلويد في مدينة مينيسوتا خلال شهر مايو الماضي، وما تلاه من احتجاجات لأسابيع عدّة، وارتفاع مؤشّر تقدم بايدن من 5.8 نقاط في 25 مايو إلى أكثر من 9 نقاط بحلول منتصف يونيو قبل أن يستقر في يوليو وينخفض قليلاً في أغسطس وسبتمبر.

الحدث الثاني جاء بدخول الرئيس ترمب إلى مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني من 2 إلى 5 أكتوبر إذ أظهرت استطلاعات الرأي تقدّم بايدن بـ 7.5 نقطة قبل إعلان ترمب إصابته بـ(كوفيد-19)، ومن ثم ارتفاع المؤشر إلى 9 نقاط بحلول الوقت الذي غادر فيه ترمب المستشفى، ليرتفع إلى 10 نقاط في ظلّ الانتقادات العلنية لنهج الرئيس؛ إلا أن هذا التأييد تراجع مع إصابة ترمب بالفيروس. ورغم القدرة التي أظهرتها حملة ترمب لمواجهة ارتدادات حملة بايدن خلال شهري مايو ويونيو وتقليلها الفارق ببطء خلال الصيف، إلا أنّ حملة ترمب تواجه اليوم حقيقة نفاذ الوقت اللازم من أجل أحداث التغيير في نتيجة الاستطلاعات.

يبدو فوز بايدن في التصويت الشعبي مضمونًا نسبيًا، إلا أن حجم هذا الانتصار ومدى انتشاره يبقى متأرجحًا بين الولايات، وهذا هو المفتاح لتحديد ما قدرة بايدن على تجنّب مصير كلينتون الذي لاقته عام 2016، والذي لاقه أيضًا آل غور عام 2000 بفوزهما في استطلاعات الرأي وخسارتهما الانتخابات.

يمكن القول أن الجمهوريين يتمتعون حاليًا بـ "ميزة" في تخصيص الأصوات الانتخابية وهو ما ضمن لترمب فوزه عام 2016، مع أقل من ثلاثة ملايين صوت كانت قد مُنحت لكلينتون من قبل الاقتراعات الشعبية. في هذا الإطار، توقّع موقع " فايف38" وجود فرصة لـ"بايدن" بنسبة 50 في المائة فقط للفوز بالانتخابات، بهامش فوز في التصويت الشعبي يصل إلى ثلاث نقاط، مع وجوده في وضع غير مريح، إلا في حالة فوزه بأربع نقاط أو أكثر كهامش في التصويت الشعبي.

مصدر الصورة: REUTERS

عبر التاريخ الأمريكي الحديث شهدت الانتخابات الرئاسية ظهور الفائز بوضوح مع اقتراب ليلة الانتخابات، باستثناء عام 2000، عندما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا إلّا بعد اصدار المحكمة العليا قرارها في قضية بوش ضد آل غور في 12 ديسمبر، وذلك بعد 35 يومًا من الانتخابات، حيث كان ذلك القرار حاسمًا مع توقف اسم المرشح الفائز بالانتخابات الرئاسية على نتيجة التصويت في ولاية فلوريدا، بعدد أصوات يصل إلى 25 صوت.

وعليه، لا بدّ من مراقبة نتائج التصويت بهذه الولاية أيضًا في عام 2020 لسبب مختلف. ففي حال لم يتمكن ترمب من الفوز بأصوات هذه الولاية، يصبح من المستحيل إلى حدّ ما رسم مسار بديل للعودة إلى البيت الأبيض بغض النظر عن عدد الولايات التي قد يفوز بها، حيث تتأرجح بها الأصوات الانتخابية، مثل نورث كارولينا، أريزونا، بنسلفانيا، أو ميشيغان.

من المرجح أن تتميّز انتخابات عام 2020 عن الانتخابات الرئاسية السابقة كذلك في عدم وضوح النتيجة النهائية عشية الانتخابات وربّما لأيام عدّة، ويرجع ذلك إلى تسبب الوباء في زيادة التصويت عن طريق البريد، واستلام ولايات عدّة لأوراق الاقتراع المختومة بالبريد بحلول يوم الانتخابات نفسه، وفرزها خلال الأيام التي تليها. فقد استغرق فرز جميع الأصوات وإعلان الفائز النهائي في إحدى الانتخابات التمهيدية على مقعد في مجلس النواب بمدينة نيويورك، فترة ثلاثة أسابيع، خلال وقت سابق من هذا العام.

مصدر الصورة: REUTERS

من المتوقع ألّا يستغرق إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية وقتًا طويلًا، أو حدوث أي تأخير أو عدم يقين بشأن ذلك، لكن النتائج تفتح الباب أمام احتمالية محاولة أحد المرشحين أو كليهما تعطيل عملية فرز الأصوات أو الاعتراض عليها. وقد فعل ترمب ذلك حيث ادّعى مرارًا وتكرارًا أن التصويت عن طريق البريد معرّض للتزوير والنشاط الاحتيالي.

قد تمر أيام أو حتى أسابيع من عدم اليقين ما بعد الثالث من نوفمبر خصوصًا إذا لجأ أحد المرشحين إلى المحكمة بسبب فرز الأصوات والتصديق عليها، والتي يجب أن تكتمل بحلول 14 ديسمبر، وهو اليوم الذي يلتقي فيه مندوبو المجمع الانتخابي في كل ولاية.

إذا فاز جو بايدن، كما يبدو مرجحًا، وأصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، فمن المتوقع أن تستهلك القضايا المحلية اهتمامه خلال الأشهر الأولى من رئاسته، وربما سنوات من منصبه، بدءًا من طرح لقاح فيروس كورونا (كوفيد-19)، ورسم مسار للانتعاش الاقتصادي والمجتمعي في مرحلة ما بعد الجائحة.

ومن المحتمل أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية إعادة التأكيد على التعددية في النهج الأمريكي، ومساعي العمل بشكل أوثق مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم. عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، ستحاول إدارة بايدن إعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى موضع الامتثال على مستوى الاتفاق النووي الإيراني، وإنهاء الحرب على اليمن، مع الضغط على شركائها في الخليج لإيجاد حلّ للحصار المفروض على قطر، وإنهاء الصدع في منطقة الخليج.

الدكتور كريستيان كوتس أولريخسن

الدكتور كريستيان كوتس أولريخسن، زميل بمعهد بيكر للشرق الأوسط، ومعهد بيكر للسياسة العامة، جامعة رايس. وزميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس بلندن. وهو مؤلف لستة كتب عن الاقتصاد السياسي والأمن والعلاقات الدولية في الخليج، بما في ذلك، ، قطر وأزمة الخليج، والتي نشرها مؤخرًا في العام الحالي 2020 عن طريق "هارست أند كو" في المملكة المتحدة ومطبعة جامعة أكسفورد في شمال أمريكا.

قصص ذات صلة