للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
هيفاء العبد الله، مدير الإبتكار بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تتحدث عن دور رائدات الأعمال العرب في مجال الابتكار وتزايد أعدادهن بصورة مستمرة
إن التفاعل مع الشركات الناشئة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، يُعد أمرًا في غاية الأهمية بالنسبة لي، لأن ذلك التفاعل يمثّل رحلة ممتعة وشيقة لنا جميعًا ونستطيع من خلالها مساعدة أحدنا الآخر. فمن أولوياتنا أن نضمن لتلك الشركات أن تحصل على كل سبل الدعم الذي تحتاجه من أجل تطوير أفكارهم، وضمان التواصل الدائم معهم وتمكينهم من المضي قدمًا في تحقيق تلك الأفكار إلى واقع ملموس.
إنه لمن الرائع حقًا أن نرى المزيد من النساء في السنوات الأخيرة وقد أبدين اهتمامًا ملحوظًا بقطاع التكنولوجيا والإبتكار. على سبيل المثال، شكلت النساء نسبة 50 في المائة من عدد المشاركين في النسخة الأخيرة من برنامج الأكاديمية العربية للابتكار- وهو أحد أكبر البرامج التي نديرها في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا-، وكنّ فاعلات للغاية.
النساء اللواتي نجحن في مجال العلم والابتكار شكلّن مصدر إلهام كبير لغيرهن، وهو أمر مبشّر للأجيال الشابة.
كما أننا لاحظنا أن الطالبات تحديدًا يتمتعن بحماسة للعمل في هذا المجال تفوق الطلاب الذكور. في الحقيقة، نفخر في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا أن نشهد زيادة في أعداد المشاركات من النساء في مختلف البرامج على مر السنوات، ونتطلع بالتأكيد إلى استمرار ذلك.
قد بدا في بعض الأحيان، أنه على الرغم من تمتّع الكثير من النساء بالمعرفة والقدرات اللازمة للإنخراط في مجال الابتكار، إلّا أنهن افتقرن في السابق إلى الشجاعة للسعي والإنضمام إلى البرامج. اليوم، يُسعدني تقدّم المزيد من النساء بشجاعة لمشاركة أفكارهن، حيث أن أغلب النساء اللواتي نجحن في مجال العلم والابتكار شكلّن مصدر إلهام كبير لغيرهن، وهو أمر مبشّر للأجيال الشابة. فأنا أرى نساء شابات مبدعات يقمن بمساعدة بعضهن البعض، وهو أمر في غاية الأهمية، لأنه علينا جميعًا مساندة أحدنا الآخر للمضي قدمًا.
سابقًا، عندما انطلقتُ في مسيرتي المهنية، كان انضمامي كإمرأة عربية إلى قطاع يسيطر عليه الرجال مثل قطاع التكنولوجيا والإبتكار بمثابة تحدٍ لي، فقد شعرنا كنساء آنذاك بأننا غرباء في هذا المجال. لكن اليوم تغير المشهد تمامًا، حيث يتمتع النساء والرجال بفرص متساوية، خصوصًا في مجالي العلوم والهندسة، أصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة لنا كنساء لاقتحام تلك المجالات والعمل بها. إلا أنه وبالطبع، نريد أن نرى أيضًا المزيد من سيدات الأعمال في مجال التكنولوجيا.
إن كانت لديكن فكرة، انطلقن، واجمعن فريق عملكن، واسعين إلى أي وجهة مرموقة تقدم لكنّ الدعم لبدء مشروعاتكن.
ولا بدّ هنا من التأكيد على أن الشابات من النساء يحتجن إلى مزيد من الثقة بأنفسهن. فنظرائهن من الرجال ليسوا بأفضل منهن؛ أنتن ذكيات، ودرستن المجال نفسه؛ فقط يجب أن تتحلين بالشجاعة وروح القيادة. لا تكتفين باتباع أفكار الآخرين، إن كانت لديكن فكرة، انطلقن، واجمعن فريق عملكن، واسعين إلى أي وجهة مرموقة تقدم لكنّ الدعم لبدء مشروعاتكن.
في المرحلة الأولى من شبابي، لطالما أحببت العمل على التقنيات واستكشاف الأفكار المبتكرة. استمتعتُ بمحاولاتي طرح أفكار لاختراعات جديدة. وحاليًا أنا فخورة بالعمل الذي أقوم به كمدير الإبتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
بالنسبة لي، لطالما تردد على ذهني سؤال مُلحّ، وهو لماذا انخفضت نسبة الابتكار في العالم العربي؟ وهو السؤال الذي لم أجد له إجابة. لا نريد أن تصبح الابتكارات حكرًا على جهة واحدة من العالم – فذلك شيء يؤلمني.
إذا فكرنا في الأمر، سنجد أننا نمتلك تاريخًا من الإبتكار والإختراع في العالم العربي، ولكن يبدو أننا اليوم قد تخلّفنا عن ذلك قليلاً. أرغبُ في إنعاش روح الإبتكار والطموح في العالم العربي من جديد، وإني على ثقة بأن دوري كجزء من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، يساعدني كثيرًا على تشجيع تلك الروح الأصيلة لتحقيق إنجازات عظيمة.