إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
11 February 2021

مقال رأي: هكذا يدعم برنامج نجوم العلوم وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا المبدعين من الشباب العرب

مشاركة

هيفاء العبدالله، مدير الابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تتحدث عن تجربتها كعضو ضيف في لجنة تحكيم البرنامج وتأثيره على مجتمع المبتكرين العرب الآخذ بالنمو والازدهار

سنحت لي الفرصة هذا العام بتحقيق حلم شخصي، وهي المشاركة كعضو ضيف في لجنة التحكيم المرموقة للموسم الثاني عشر من برنامج نجوم العلوم، والعمل إلى جانب البروفيسور فؤاد مراد والبروفيسور عبد الحميد الزهيري والدكتور خالد العالي.

فبرنامج تلفزيون الواقع الترفيهي التعليمي الرائد من مؤسسة قطر يستفيد من الشاشة الصغيرة بشكل كامل ليقدم تجربة ابتكار متميزة غير مسبوقة. وفي كل عام، يبذل المتسابقون قصارى جهدهم لإثبات صحّة اختراعاتهم وفائدتها على الساحة العالمية، حيث تتاح أمام رواد الأعمال الناشئين ومتابعي البرنامج على حد سواء فرصة اختيار مخترعهم المفضل والإدلاء بأصواتهم في مسابقة تختار أفضل مبتكر عرب في كل موسم.

ولا ينفكّ هذا المزيج المشوقّ بين العلم والترفيه عن تعزيز حماسي، ويدفعني لمتابعة البرنامج متى سنحت لي فرصة ذلك، ومواكبة رحلة ابتكار العقول العربية الشابة. وعلى الرغم من عملي ضمن مشهد الابتكار الحيوي في قطر والمنطقة لسنوات عديدة، فإن طاقة الشباب المشتعلة تثير اهتمامي بشكل كبير. كما أنني أشعر بالحماس عندما أرى العديد من الشابات العربيات يتنافسن في هذا البرنامج، مما يبرهن تأثير المرأة وأهميته في مجال العلوم، ويحطم الصورة النمطية للابتكار كبيئة يهيمن عليها الذكور.

هيفاء العبدالله

على سبيل المثال المخترعة الكويتية سارة أبو رجيب والزميلة القطرية إيمان الحمد وهما تمثلان المرأة العربية في هذا الموسم لمسني على المستوى الشخصي، إذ تنضم مخترعتا جهاز الماسح الضوئي لرضوض الأطراف وتطبيق لخصوصية المعلومات بالعربية على التوالي، إلى سلسلة طويلة من النساء العربيات اللواتي قدمن اختراعاتهن واستعرضن مواهبهن في الابتكار عبر برنامج نجوم العلوم على مدار الاثني عشر عامًا الماضية.

وتستمر خريجات البرنامج في ترك بصمتهن في المجتمعات المختلفة في العالم العربي وخارجه. ومن الأمثلة المشرقة على ذلك فوز الدكتورة نور مجبور مؤخرًا بجائزة من جامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر تقديرًا

لابتكارها مجموعة أدوات اختبار جديدة للكشف عن كوفيد-19، وكانت الدكتورة نور من بين المتأهلين للتصفيات النهائية في الموسم العاشر من البرنامج.

من خلال عضويتي كضيف في لجنة التحكيم خلال الموسم الثاني عشر، ومشاركتي في هذه التجربة، ازداد تقديري لحجم العمل الهائل الذي تقوم به لجنة التحكيم وفريق إنتاج نجوم العلوم لتقديم هذا العمل الضخم عامًا تلو الآخر بالشكل الذي يراه المشاهد.

وعبر انخراطي مع المتسابقين في هذا المكان الفريد تعرفت على منافع عملية الإقصاء المكثفة في البرنامج، فهم يجدون أنفسهم بحاجة للدفاع عن أفكارهم أمام اللجنة ما يُوّلد شعورًا بضرورة التحرك بسرعة. وبصفتي عضوًا في لجنة التحكيم، أدليت برأيي في الابتكارات، أصغيت لرأي المتسابق، وشاركت ملاحظاتي مع بقية أعضاء اللجنة.

بالإضافة إلى الثروة الهائلة من المعرفة المتخصصة لدى أعضائها، فقد جسّدت لجنة التحكيم تنوّع وجهات النظر من مختلف أنحاء المنطقة. فالبروفيسور فؤاد مراد والبروفيسور عبد الحميد الزهيري من لبنان ومصر على التوالي، بينما الدكتور خالد العالي وأنا نمثل قطر. وقد أثرى هذا التنوع الصحي في التخصصات والجنسيات مناقشاتنا بوجهات نظر منفتحة – وهذه ميزة ضرورية لأية عملية ابتكار.

ومما أثار إعجابي في المتسابقين المشاركين في الموسم الثاني عشر من البرنامج هي الروح الجميلة التي يتمتع بها كل واحد منهم، بالرغم من عملهم على اختراعاتهم في ظل الظروف الصعبة التي فرضها وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وبالرغم من أن المسائل اللوجستية طاردتهم طوال البرنامج، فقد عزّزوا عملية التواصل فيما بينهم بشكل قوي ودائم ما أثمر عن بناء مجتمع علمي وبحثي متماسك. وقد كان لي الشرف برؤية مدى قدرتهم على التكيف بشكل مباشر، ورأيت بنفسي مدى التزامهم الراسخ بتنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى واقع.

وأنا على ثقة بأن برنامج نجوم العلوم لا ينفك يلهم الشباب العرب عبر موسمه الحالي والقصص الملهمة حول مساهمات خريجيه في محاربة وباء كوفيد-19. هذا البرنامج دليل على أن الابتكار ليس حصرًا على وادي السيليكون، فالعقول النيّرة من مجتمعاتنا قادرة على تطوير حلول متميزة هنا من قلب قطر والمنطقة.

صورة 1 من 3

مصدر الصورة: Jumana El-Heloueh، عبر موقع REUTERS

مصدر الصورة: Jumana El-Heloueh، عبر موقع REUTERS

مشاركتي في البرنامج مثّلت أيضًا الخطوة التالية في الدور المتنامي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في الإشراف على برنامج نجوم العلوم. ويُعدّ نجوم العلوم أحد برامجنا التي تحفّز العقول وتُعدّها، والتي تشمل أيضًا برنامج الأكاديمية العربية للابتكار.

ولأننا نحمل القيم ذاتها، عزز دوري كعضو ضيف في لجنة التحكيم من إمكانات شراكتنا المستمرة. وخلال الفترة التي قضيتها في البرنامج، قمت بإلقاء الضوء على دور واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في دعم رواد الأعمال العرب الموهوبين، وخاصة النساء في المنطقة مع التشديد على ضرورة مواصلة تقديم الدعم للمشاركين حتى بعد مغادرتهم للبرنامج، إذ يتمثل جزء من رسالتنا في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في غرس القيم والذهنية الصحيحة لدى رواد الأعمال والمخترعين الطموحين، ودعم تطورهم الشخصي بنفس مستوى دعم تقدم اختراعاتهم، وتقديم التوجيه والإرشاد للجيل المقبل من العلماء والمهندسين ورواد الأعمال العرب، ويكشف لهم حجم التضحيات والجهد الذي تنطوي عليه عملية الابتكار.

لقد بينت تجربتي الناجحة على العمل الديناميكي والفعال ما بين برنامج نجوم العلوم وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. وأنا ممتنة للغاية من فريق عمل نجوم العلوم لترحيبهم الذي تلقيته عند انضمامي إلى البرنامج. وأنا متأكدة أننا معًا سنمضي لاكتشاف مناهج وأفكار جديدة لتعزيز منظومة البحث والتطوير والابتكار في قطر والعالم العربي.

قصص ذات صلة