إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
6 May 2020

الحفاظ على الصحة النفسية خلال التدابير المفروضة نتيجة تفشي كوفيد-19

مشاركة

مصدر الصورة: SewCream، عبر موقع Shutterstock

الدكتور جاويد شيخ، العميد وأستاذ الطب النفسي في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، يتحدث عن أهمية التواصل واتباع الروتين ومنح الحياة وتيرة محددة وهدفاً

عطَّلت جائحة فيروس كورونا المستجدّ "كوفيد-19" الوتيرة العادية للحياة اليومية في شتى أنحاء العالم. فمنذ بداية الجائحة الراهنة، وبناء على توصيات أصحاب المهن الصحية، قيّدت السلطات في أنحاء العالم المخالطة الجسدية للحدّ من انتشار الفيروس. وبينما يحقق مثل هذا "التباعد جسدياً" غايته في إبطاء انتشار الفيروس، إلا أنه تسبّب، وهذا أمر مفهوم، بشعور كثيرين بالعزلة والوحدة على نحو متزايد. فنحن البشر كائنات اجتماعية وبحاجة عادة إلى مخالطة اجتماعية ثابتة للحفاظ على معنويات عالية، وقد تكون مثل هذه المخالطة مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو مع الزملاء في العمل.

الدكتور جاويد شيخ، العميد وأستاذ الطب النفسي في وايل كورنيل للطب - قطر

ومن حسن الحظ فإن الانفصال جسدياً لا يعني بالضرورة عزل النفس اجتماعياً بفضل توافر الكثير من وسائل التواصل المتقدمة في أيامنا هذه. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام قد تبنّت مصطلح "التباعد الاجتماعي" بدلاً من "التباعد الجسدي"، وهذه حقيقة مؤسفة، إلا أنه لا حاجة للمرء أن يتباعد اجتماعياً. وفي واقع الحال، البقاء على تواصل وثيق مع الشبكات الاجتماعية الاعتيادية للمرء ليس أمراً ممكناً فحسب، بل مسألة في غاية الأهمية للبقاء في حالة ذهنية إيجابية خلال هذه الأوقات العصيبة.

البقاء على تواصل وثيق مع الشبكات الاجتماعية الاعتيادية للمرء ليس أمرًا ممكنًا فحسب بل مسألة في غاية الأهمية للبقاء في حالة ذهنية إيجابية خلال هذه الأوقات العصيبة

الدكتور جاويد شيخ

ولا يسعني التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية أن يتصل أحدنا هاتفياً بأصدقائه وأفراد أسرته وزملائه في العمل للدردشة معهم، وعلى أهمية استخدام المكالمات المرئية للتحدث إلى الأصدقاء وجهاً لوجه، واستخدام تطبيقات التراسل والبريد الإلكتروني وما إلى ذلك للبقاء على تواصل مع كل هؤلاء. ويبدو جلياً أن لمثل هذه الأمور أهمية كبرى في حال كان المرء معزولاً بمفرده وليس مع بقية أفراد أسرته أو رفاق السكن. فإذا كان أحدنا يعرف شخصاً معزولاً بمفرده، من الجيد حتماً التواصل معه من حين إلى آخر للسؤال عن أحواله ومن المؤكد أن هذا الأمر سيكون محل تقدير لديه.

وإلى جانب التفاعلات الاجتماعية المتواصلة، ربما يكون هناك أمر آخر أهم يمكن للمرء القيام به وهو تحديد روتين منتظم ليومه. ويشمل ذلك الاستيقاظ من النوم في وقت محدد كما لو أنه ما زال يذهب إلى العمل، وممارسة الرياضة بانتظام حتى لو كانت التمارين هي عبارة عن المشي السريع خارج المنزل لا أكثر، والاستحمام وارتداء الملابس الاعتيادية بدلاً من ملابس النوم. ومن المفيد أيضاً أخذ فترات راحة قصيرة عند استكمال مهام أو مكالمات العمل والتواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت. كما أن الالتزام بنظام غذائي متوازن مسألة أساسية للشعور بالعافية والهدوء والحؤول دون التقلبات المزاجية الحادة المصاحبة في العادة للوجبات السريعة المليئة بالكربوهيدرات والمواد الحافظة. ويجب التقليل في المساء من وقت معاينة الشاشات والابتعاد عن الهاتف الجوال والكمبيوتر أو التلفاز قبل ساعة على الأقل من موعد النوم. ومن الناحية المثالية، يجب تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على أقل تقدير من وقت النوم مع محاولة الالتزام بوقت محدد للنوم كما لو كانت الأيام عادية قبل تفشّي هذه الجائحة.

إلى جانب التفاعلات الاجتماعية المتواصلة ربما يكون هناك أمر آخر أهم يمكن للمرء القيام به وهو تحديد روتين منتظم ليومه

الدكتور جاويد شيخ

ويمكن لكافة هذه التدابير الصغيرة أن يكون لها أثر إيجابي، ما يساعد المرء على الاستمرار في الشعور بأن حياته تسير وفق وتيرة محددة وذات هدف. وفي حال كنتم توفرون العناية للأطفال أثناء فترة الإغلاق، قوموا بخطوات استباقية لتنظيم العديد من الألعاب والأنشطة التي تبقيهم مشغولين ومحفزين في الوقت نفسه.

ومثل هذه التدابير فعالة للجميع، ولكن يوصى بها بصفة خاصة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية. فإذا كنتم أنتم أو أحد أفراد أسرتكم مصاباً بأحد اضطرابات الصحة النفسية، كونوا على ثقة من أنه يمكنكم التواصل دائماً مع أصحاب المهن الطبية خلال هذه الفترة عند الحاجة إلى مساعدتهم. إن قطر تمتلك منظومة رعاية صحية حديثة ومتقدمة للغاية وكانت على أتم استعداد للتعامل مع أزمة جائحة فيروس كورونا المستجدّ "كوفيد-19"، فقد اتخذت التدابير اللازمة للاستمرار في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية خلال فترة الإغلاق. وإذا كنتم بحاجة إلى مساعدة تتعلق بصحتكم، الرجاء التواصل مع طبيبكم ليقدّم لكم الإرشادات والمساعدة المنشودة.

بحسب الدكتور جاويد شيخ يحتاج البشر إلى مخالطة اجتماعية ثابتة للحفاظ على معنويات عالية في مواجهة تحدي كوفيد-19. مصدر الصورة: Chanintorn.v، عبر موقع Shutterstock

وفي حال كنتم تتناولون أدوية موصوفة لكم لأحد اضطرابات الصحة النفسية، تأكدوا من الاستمرار في تناولها خلال فترة التباعد الجسدي. وإذا ما نفدت الأدوية وتشعرون بالقلق للذهاب إلى الصيدلية، فمؤسسة حمد الطبية قد وسّعت نطاق خدمتها المتميزة لتوصيل الأدوية وقد تساعدكم في هذا الإطار. وبالمثل أيضاً، إذا لم يسبق لكم أن عانيتم من مرض نفسي لكنكم تشعرون بقلق أو توتر أو اكتئاب يفوق المعتاد، لا بدّ من الحصول على مساعدة طبية وعدم الاعتقاد بأنه عليكم المعاناة بصمت بسبب الظرف الراهن. وقبل كل شيء، ابقوا على تواصل وابقوا بأمان.

قصص ذات صلة