للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الدكتور يوسف العزوزي هو الفائز في الموسم 11 من نجوم العلوم.
الدكتور يوسف العزوزي، الفائز بالنسخة الحادية عشر من برنامج الابتكار التابع لمؤسسة قطر "نجوم العلوم"، يوضح أن تنشيط علاج ورعاية مرضى فيروس كورونا "كوفيد-19" يساعد على تخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية العالمية
من القارة الإفريقية المطلّة على أوروبا من طنجة، المغرب، لا تزال جبال إسبانيا القريبة تحافظ على ارتفاعاتها المغرية للمهاجرين إلى جنوب الصحراء الكبرى، الذين ينتظرون أقرب فرصة ممكنة لعبور مضيق جبل طارق، ومع ذلك، بدأت أيضًا في إثارة مخاوف تقشعر لها الأبدان بين سكان طنجة حيث تغزو جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) موطئ قدم في إسبانيا.
يمكن أن تفتح هذه الأزمة الصحية فصلاً جديدًا في الطريقة التي نتعامل بها في تحفيز الشراكات بين قطاعي الرعاية الصحية العام والخاص
أصبح فايروس كورونا (كوفيد-19)، "عدوّ البشرية"، شعارًا جذابًا للعديد من الخبراء، ليس فقط في المجال الطبي، ولكن أيضًا في مختلف القطاعات المالية حول العالم. ولكن بدلاً من النظر إلى الفوضى الحالية في الأسواق على أنها كارثة خارقة لا يمكن إيقافها، يمكن أن تفتح هذه الأزمة الصحية فصلاً جديدًا في الطريقة التي نتعامل بها في تحفيز الشراكات بين قطاعي الرعاية الصحية العام والخاص.
يؤمن الدكتور العزوزي أن القطاع الصحي الخاص يمكن أن يُساهم في علاج المزيد من مرضى كوفيد-19
بينما يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحزمة تحفيز مالية بقيمة 2 تريليون دولار عبر الجهة الأخرى من المحيط، فلن يكون من المنطقي بالنسبة لمسؤولي الصحة في جميع أنحاء العالم التفكير في مسألة تحفيز المستشفيات الخاصة، ومقدمي الرعاية الصحية، وعلى قبول نقل المرضى المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، المجهولين إلى المستشفيات العامة. هل يمكن أن تكون الوعود بتخفيض الضرائب المستقبلية للمستشفيات الخاصة التي تقوم حاليًا برعاية مرضى (كوفيد-19) تحفيزًا لمساعدة قطاع الرعاية الصحية العامة في وقت الحاجة الماسة؟
في الواقع، قد تكون هذه الاستراتيجية مخرجًا، على الرغم من أنه يجب ملاحظة أن مثل هذا التصرف لا يمكن أن يُعمل به إلا خلال الأزمات الصحية الحادة مثل الأوبئة. والتي لا تتواجد لفترات طويلة. وخلال سيناريو الوباء، من المتوقع أن مجموعات مختلفة من المستشفيات الخاصة يمكن أن تتضارب بين بعضها البعض للوصول إلى توافق في الآراء بشأن متوسط تكلفة الرعاية لكل مصاب بفيروس (كوفيد-19) وفقًا للفئة العمرية.
وبعد ذلك، سيتوجه كل ممثل عن مجموعة إلى وزارة الصحة الحكومية المعنية ويقدم اقتراحًا بشأن تخفيض الضرائب في المستقبل، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مكافأة قطاع الرعاية الصحية الخاص في المستقبل، مع ربح أساسي مقبول لكل مصاب بفيروس (كوفيد-19) خلال هذه الفترة الحرجة. يمكن أيضًا منح تخفيض إضافي على الضريبة، اعتمادًا على النتيجة السريرية لكل مريض وفقًا لفئته العمرية.
تحفيز العلاج والرعاية المناسبة للمصابين بفيروس كورونا سيساعدنا بالفعل على الخروج من هذا الوضع
من شأن مثل هذا الترتيب أن يخفف من الضغط الذي لا يحتمل على المستشفيات العامة في الوقت الحاضر، ويخفف من الخسائر المالية التي تكبدتها الحكومات نتيجة لهذه الأزمة على مدى فترة زمنية أطول، وإدارتها بشكل أفضل من خلال المبادرات والآليات المختلفة التي تقودها الدولة.
في ظل الحجر المنزلي في المغرب وبلدان أخرى حول العالم، تكبدت المستشفيات الخاصة خسائر فادحة، مثلما تعاني الشركات الأخرى بسبب نقص الحركة والنشاط. حيث يأتي جزء كبير من الإيرادات التي يولدها مقدمو الرعاية الصحية في القطاع الخاص من العمليات الجراحية غير العاجلة التي لا يقتصر عملها في وقت محدد نسبيًا مثل العديد من عمليات الفتق والدوالي. لذلك، من المنطقي أن نفترض أنه سيكون من مصلحة كل من الحكومة ومقدمي الرعاية الصحية الخاصة الدخول في مثل هذا النظام القائم على الائتمانات.
وما إذا كانت مربحة بما فيه الكفاية، يمكن أن نرى المستثمرين في القطاعات الاقتصادية المتروكة يستثمرون باستثمارات كبيرة في العديد من مؤسسات الرعاية الصحية الخاصة، وبالتالي توسيع العمليات من أجل معالجة أكبر عدد ممكن من مرضى (كوفيد-19)، وزيادة الربح المقبول من التخفيضات الضريبية لكل مصاب بالفيروس خلال فترة تفشي الوباء. وقد تؤدي موجة الاستثمار الناتجة عن هذا المخطط إلى استحواذ مستشفى خاص على مستلزمات طبية مختلفة، مثل أجهزة التهوية ومعدات التعقيم اللازمة لعلاج المرضى المنقولين، وذلك من خلال تحفيز العلاج والرعاية المناسبة للمصابين بفيروس كورونا، مما يساعدنا بالفعل على الخروج من هذا الوضع.
إن تحويل الفنادق إلى أماكن مؤقتة للرعاية والحجر الصحي، حيث يمكن لفرق المستشفيات الخاصة توسيع عملياتها، قد يشكل أساسًا لعلاقة تكافلية ثلاثية بين الحكومات والمستشفيات الخاصة والفنادق
لكن المستشفيات الخاصة قد لا تكون الكيانات الخاصة الوحيدة التي يمكنها المشاركة في هذه الاستراتيجية. فالفنادق التي عانت من انتكاسات كبيرة مع انخفاض السفر المحلي والدولي. وبالتالي السياحة قد تكون قادرة أيضًا على المساعدة في توفير أسرة إضافية لأعداد كبيرة من المرضى الذين يحتاجون إلى المستشفى بموجب ترتيب مماثل لتخفيض الضرائب في المستقبل مع الهيئات الحكومية.
إن تحويل الفنادق إلى أماكن مؤقتة للرعاية والحجر الصحي، حيث يمكن لفرق المستشفيات الخاصة توسيع عملياتها، قد يشكل أساسًا لعلاقة تكافلية ثلاثية بين الحكومات والمستشفيات الخاصة والفنادق. حيث أن النظم الصحية الوطنية التي تتضمن هذا الشكل من الشراكة القائمة على الأعمال بين القطاعين العام والخاص خلال الأزمات الصحية الحادة قد تكون في وضع أفضل لتوفير الأموال وتأمين المعدات الطبية التي تحتاج إليها بشدة، على عكس نظيراتها في الدول الأخرى. وبالتالي، من شأن الاستثمار الخاص المركز أن يؤدي إلى كفاءة أعلى وزيادة قوة المستهلك مقارنة بالأنظمة الوطنية التي تعتمد فقط على المزيد من المبادرات الحكومية البيروقراطية لشراء الإمدادات الطبية.
قام الدكتور العزوزي بتطوير جهاز صغير الحجم وهو ابتكار علمي ميسور التكلفة وفعّال لعلاج قصور القلب
بينما تغرب الشمس في المحيط الأطلنطي في الأفق الغربي لطنجة، نسيم آخر من الارتباك والخوف يشق طريقه حول الطرق الصامتة في المدينة وممرات المشاة غير المعبدة مع سؤال لم تتم الإجابة عليه حتى الآن. هل من الممكن أن تكون الإجراءات الاقتصادية الخاصة في زمن الأوبئة أن تمثل مخرجًا من "كوفيد-19"؟
الدكتور يوسف العزوزي هو الفائز في الموسم 11 من نجوم العلوم، وهو طبيب، والمؤسس والمدير التنفيذي لشركة AortoMedical LLC، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال الطب والتكنولوجيا تركز على تطوير جهاز صغير الحجم، وهو ابتكار علمي ميسور التكلفة وفعّال، وبأسعار معقولة، لعلاج قصور القلب.