إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
27 September 2020

مقال رأي: تعزيز مهارات القيادة مفتاح لتطوير أنظمة التعليم

مشاركة

يتخذ قادة المدارس منهجًا عمليًا في تعليم الأطفال، ولكن ينبغي منحهم الفرصة وإشراكهم في عمليات الإصلاح.

مصدر الصورة: Monkey Business Images، عبر موقع Shutterstock

تتحدث الدكتورة أسماء الفضالة، مديرة إدارة البحوث وتطوير المحتوى في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، عن سبب حاجة قادة المدارس إلى المشاركة في إصلاح التعليم كونهم المكَّلفين بتحقيق ذلك.

تعدّ المدارس من أهم المؤسسات في المجتمع؛ ولمديريها دورٌ حيوي في قيادتها والتأثير على التدريس والتعلُّم إيجابيًا. هذا ليس باكتشاف جديد، فقد أظهرت الأبحاث أن القيادة المدرسية هي أحد أهم الجوانب التي تؤثر على عملية تعلّم الطلاب، وبالتالي فهي عامل حاسم في تحسين حياة الطلاب ونتائجهم التعليمية، وتطوير النمو الاقتصادي.

مع ذلك، لا تُحدِث القيادة المدرسية التأثير الإيجابي المنشود بشكل تلقائي، حيث من المفترض دعم قادة المدارس، وتمكينهم، والترحيب بهم في نقاشات صنّاع القرار السياسي، كمتعاونين، ومشاركين فاعلين، حيث لا ينبغي أن تُملى عليهم البيروقراطية.

منح المُعلمين ومديري المدارس الثقة والحرية للعمل كقادة يمكّنهم من لعب أدوار قيادية حيوية في المدارس والأنظمة التعليمية خارج الفصل الدراسي

الدكتورة أسماء الفضالة

ما شهدناه خلال جائحة (كوفيد-19) يؤكد أن منح المُعلمين ومديري المدارس الثقة والحرية للعمل كقادة يمكّنهم من لعب أدوار قيادية حيوية في المدارس والأنظمة التعليمية خارج الفصل الدراسي. وبكلّ صدق، نأمل أن نحافظ على ذلك في ظلّ "الوضع الجديد" بمجرد انتهاء هذه الأزمة.

وعلى الرغم من الأدلة القوية التي تُظهر أهمية الاستثمار في القيادة المدرسية، فقد انخفض الاستثمار الفعلي من قبل الحكومات والأنظمة في مجال تمويل البحوث ودعم التعلُّم المهني في العقدين الماضيين. وإلى جانب حدّ تحوّل قويّ في طرق تفكيرنا بعملية التعلُّم والتعليم في مواجهة مستقبل دائم التغير، لا سيما في أعقاب جائحة (كوفيد-19)، فقد باتت العديد من الأنظمة المدرسية تفتقر إلى القيادة اللازمة لرعاية المعلمين والمتعلمين المستعدين للمستقبل أثناء رحلتهم في مسار من عدم اليقين.

وعليه، فإنني اقترح توصيتين لدعم القيادة المدرسية من خلال التعاون وإنشاء الشبكات المهنية المحلية والدولية. خلال أبحاثي في دولة قطر، وجدتُ أن مدراء المدارس هنا لا يختلفون كثيرًا عن نظرائهم في أجزاء أخرى من العالم. فهم، كحال جميع قادة المدارس، بحاجة إلى الدعم لقيادة المدارس الناجحة، وتعزيز التعاون والتواصل، وإنشاء نظام داعم.

جزء من دوري في "وايز" هو العمل مع قادة المدارس المحلية في بناء قدراتهم، وتطويرها، وذلك من خلال مساعدتهم على تطوير مهارات وقدرات القيادة الأساسية، مثل التعاون وحل المشكلات وثقافة التعلُّم مدى الحياة.

من هذا المنطلق، قمنا في "وايز" بإدارة برنامج امتد عبر سنوات يسمى "تمكين قادة التعلُّم"، وكانت مسألة إدراك أن مديري المدارس هم قادة ومتعلمين في الوقت نفسه جزء رئيسي من نهج هذا البرنامج، وأنهم لا يمكنهم تحقيق ما يصبون إليه بمفردهم، بل يحتاجون إلى أنظمة داعمة بشكل مستمر.

الدكتورة أسماء الفضالة، مديرة إدارة البحوث وتطوير المحتوى في "وايز"

يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج" تمكين قادة التعلُّم" في غرس الثقافة التعاونية في قادة مدارسنا، وتشجيع منهجية إنشاء فرق قيادية في المدارس توحدِّها مجموعة من القيم المشتركة والشعور العميق بالأمان النفسي. هذه إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها تحسين أنظمة التعليم.

أعتقد بشكل قوي أن فهمنا الحالي لتحسين واقع المدارس لا يتمثل في معرفة ما يجب على المدارس القيام به، ولكن في معرفة كيف يمكن للمدراء إنجاز هذه المهام، لهذا تُعدّ قدرة الأنظمة على إشراك المديرين في عمليات التطوير هي ميزة مفقودة في العديد من المدارس.

أعتقد بشكل قوي أن فهمنا الحالي لتحسين واقع المدارس لا يتمثل في معرفة ما يجب على المدارس القيام به، ولكن في معرفة كيف يمكن للمدراء إنجاز هذه المهام

الدكتورة أسماء الفضالة

تشير الأبحاث حول القيادة التربوية إلى أن العديد من أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم تكافح من أجل إقامة الروابط بين ما يحدث على مستوى السياسة ومستوى المدرسة، وهناك الكثير الذي يتعين القيام به لتطوير أنظمة متماسكة، بما في ذلك تشجيع الحكومات على القيام بمزيد من الاستثمارات في برامج تطوير القيادة المدرسية عالية الجودة التي تؤكد على نموذج التحسين المستمر.

من خلال أبحاثي في تطوير نظام التعليم في قطر، وجدتُ أن الإصلاح التعليمي في دولة قطر كما هو حال العديد من الجهود الإصلاحية في دول العالم، يفتقد لعامل القيادة الهام: والذي يتطلب إشراك مديري المدارس وقادتها في عملية التصميم الأساسية للسياسة التعليمية، وإصلاح التعليم. إذ يحتاج قادة المدارس إلى الحصول على مكان لهم في مناقشة وضع السياسات التعليمية، فهُم في النهاية يمثلون القنوات الرئيسية لترجمة السياسات إلى ممارسات في المدارس.

في الواقع، تقدم أزمة (كوفيد-19) نموذجًا مثاليًا للدور المهم الذي يجب على قادة المدارس أن يؤدوه في تفعيل السياسات على مستوى المدرسة. في بداية الأزمة في شهر مارس2020، رأينا قادة المدارس على مستوى العالم يتولون قيادة مدارسهم أثناء مسيرة الانتقال نحو بيئات تعلم عن بُعد بين عشية وضحاها لتتماشى مع سياسة الصحة العامة.

ولأنه لم يكن هناك دليل للحكومات والوزارات لإملاء الشكل الذي سيبدو عليه هذا التغيير السريع بالضبط، فقد أعطت أزمة (كوفيد-19) العديد من قادة المدارس الفرصة للابتكار، وقيادة وتسريع التغيير على نطاق واسع، وأكثر عمقًا، لم يسبق له مثيل من قبل.

تحتاج الحكومات والوزارات التي تملي السياسة التعليمية إلى إعادة التفكير في ثقافات العمل الخاصة بها، وإشراك قادة المدارس في المداولات والمناقشات، كمصممين مشاركين ومتعاونين

الدكتورة أسماء الفضالة

في الوقت نفسه، تحتاج الحكومات والوزارات التي تملي السياسة التعليمية إلى إعادة التفكير في ثقافات العمل الخاصة بها، وإشراك قادة المدارس في المداولات والمناقشات، كمصممين مشاركين ومتعاونين في صياغة السياسة التعليمية والإصلاح والتنفيذ.

على المستوى الشخصي، أسعى إلى تشجيع التغيير على مستوى المدرسة والنظام من خلال شبكة القيادة المدرسية العالمية التي أتولى قيادتها في" وايز": شبكة الابتكار لقيادات التعلّم، والتي تأسست عام 2017، كشبكة عالمية مؤلفة من مقدمي التدريب في مجال القيادة التربوية والمنظمات التي تقوم بإجراء بحوث في مجال سياسات وممارسات القيادة المدرسية عالية الجودة و تصميمها والترويج لها والتي تكون قادرة على إعداد الأنظمة المدرسية ودعمها.

في الواقع، كجزء من سلسلة فعاليات "وايز" التي حملت عنوان "تعطُّل التعليم، وإعادة تصوُّره" في سبتمبر 2020، استضفنا مؤتمرًا افتراضيًا يأخذ بالاعتبار نموذج القيادة المدرسية للقرن الحادي والعشرين من خلال منظور (كوفيد-19).

ترأس الدكتورة أسماء الفضالة شبكة عالمية للقيادة المدرسية تهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي في المدارس وداخل أنظمة التعليم.

ستكون نتائج هذه الفعاليات بمثابة نقطة انطلاق لشبكة قيادتنا المدرسية نحو وضع خطة استراتيجية محدّثة لمدة عامين، بهدف ضمان وضع القيادة المدرسية بشكل مباشر على خريطة السياسة التعليمية، عندما تبدأ الحكومات في بناء أنظمتها التعليمية بعد الجائحة.

يروي الإصدار الخاص من الكتاب الإلكتروني لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" بعنوان "تعطُّل التعليم، وإعادة تصوره"، قصة التعليم أثناء الجائحة من خلال نشر الأفكار والاستجابات لتحديات التعليم واحتياجاته في ظل جائحة (كوفيد-19) وما بعدها، وقد تم تأليفه خلال الأشهر الخمسة الأولى من انتشار الجائحة ؛ حيث يضم أكثر من 40 مقالًا كتبها نخبة من المعنيين في مجال التعليم ، بما في ذلك وجهات نظر المدارس، والمنظمات غير الحكومية، والحكومات، والمنظمات الدولية.

سيتم إطلاق الكتاب الإلكتروني خلال فعالية "وايز" في إحدى جلسات أسبوع الأهداف العالمية للأمم المتحدة 2020 والذي تعقده مؤسسة قطر وذلك يوم الثلاثاء 29 سبتمبر، الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت الدوحة، حيث يشارك ستة من مؤلفي الكتاب في حلقة نقاشية حول مستقبل التعليم في عالم ما بعد (كوفيد19-).

للتسجيل، تفضلوا بزيارة www.qf.org.qa/united-nations-global-goals-week

قصص ذات صلة