للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
انقضى ما يزيد على الشهرين منذ تفشي كوفيد-19 لكن دولة قطر كانت مستعدة لمواجهة هذا الوباء.
مصدر الصورة: Noushad Thekkayil، عبر موقع Shutterstockفاروق محمد آزاد، المدير التنفيذي المساعد لتطوير الأعمال في مؤسسة حمد الطبية، وأحد المتحدثين في حلقة نقاش عقدت في جامعة جورج تاون في قطر، سلّط فيها الضوء على جسامة المسؤوليات عندما تكون صحة الناس على رأس الأولويات
انقضى ما يزيد على الشهرين منذ أن شرعت دولة قطر في تطبيق سلسلة من التدابير لاحتواء تفشي كوفيد-19، ذلك المرض التنفسي شديد العدوى الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. وقد عمدت الجهات الحكومية على الفور إلى إطلاق العديد من الحملات لرفع مستوى الوعي العام، وتوفير مرافق الحجر الصحي، وإنشاء مزيد من المشافي الميدانية، والتحكم في مدى انتشار الفيروس بتعليق الدوام المدرسي، وإصدار توجيهات إلزامية للأشخاص بالبقاء في منازلهم، وفرض حظر على السفر.
فاروق محمد آزاد، المدير التنفيذي المساعد لتطوير الأعمال في مؤسسة حمد الطبية.
النبأ السار في ذلك هو أننا كنا – وما نزال – متأهبين ومستعدين للتعامل مع الأمر.إن منظومة الرعاية الصحية لدينا تمتاز بقوتها، ولم نتأخر كذلك في تعزيزها بمزيد من الأدوات الحديثة لكي نوفر دفاعات أكثر قوة في مواجهة الفيروس؛ فقد أتيحت الفحوصات المخبرية منذ البداية، ويتلقى المصابون رعاية علاجية شاملة، وتعمل الجهات الحكومية وطواقم الرعاية الصحية على مدار الساعة من أجل مكافحة الوباء، كما سخرت مؤسسة حمد الطبية مواردها المادية والبشرية الحالية لأغراض تعزيز طاقتها الاستيعابية في الرعاية الحرجة ووحدات العناية المركزة.
لقد زدنا الطاقة الاستيعابية بإضافة 3 آلاف سرير مستشفى و700 سرير بالعناية المركزة، إلى جانب افتتاح مستشفيين جديدين تم تخصيصهما لعلاج حالات كوفيد-19. في الوقت نفسه، تم بناء مشفى ميداني في المنطقة الصناعية وافتتاحه أيضًا، ويستقبل المرضى حاليًا بالإضافة إلى تخصيص قسم داخله لفحص الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس.
اتحدت الجهات الحكومية المختلفة معًا وتكاتفت من أجل إطلاق حملات توعوية وتثقيفية للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي لتقديم معلومات محدثة عن انتشار الفيروس، والتعريف بأفضل الممارسات في مجال النظافة الشخصية، والخطوات الموصى باتخاذها للوقاية من الإصابة
وقد نظمت وزارة الصحة العامة أيضًا ورش عمل للحملة التطوعية الوطنية "من أجل قطر" التي أطلقتها لدعم جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا المستجد. ويشارك في هذه الحملة ما يزيد على 30 ألف متطوع يقدمون الدعم للمجتمع، ويساعدون في تخفيف الضغط على موارد الدولة خلال فترة تفشي الجائحة. وقد تلقى المتطوعون التدريب اللازم لمساندة الطواقم الطبية في عملها، ورفع الوعي بالصحة العامة، وتقديم الدعم اللوجيستي، وغير ذلك من المهام الأخرى.
منذ اللحظة الأولى عمدت اللجنة العليا لإدارة الأزمات ووزارة الصحة العامة إلى تحويل المحنة إلى منحة تمثلت في تبني استراتيجية رقمية تقوم على توظيف أحدث معطيات التكنولوجيا؛ فاتحدت الجهات الحكومية المختلفة معًا وتكاتفت من أجل إطلاق حملات توعوية وتثقيفية للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي لتقديم معلومات محدثة عن انتشار الفيروس، والتعريف بأفضل الممارسات في مجال النظافة الشخصية، والخطوات الموصى باتخاذها للوقاية من الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصدرت الدولة تطبيق الجوال "احتراز" الذي تم تصميمه بغية المساعدة في تتبع السلاسل الانتقالية للمرض وتزويد أفراد المجتمع بآخر المستجدات وأحدث المعلومات بشأن فيروس كوفيد-19.
استعدادًا للتعامل مع أية موجة مفاجئة من حالات كوفيد-19 المحتملة، فقد طورنا أيضًا تطبيقًا شاملاً ومحسنًا أسميناه "كاشف" لبيانات مسحات كوفيد-19، وهو أداة بالغة الأهمية في الكشف المبكر عن حالات الإصابة المؤكدة ومن ثم سرعة علاجها. ويعتمد تطبيق "كاشف" على استخدام تقنية المسح الضوئي لإدخال بيانات خالية من الأخطاء، والتحقق الفوري بواسطة كلمة مرور تستخدم لمرة واحدة "OTP"، إلى جانب التحقق من البيانات في الوقت الحقيقي ودمجها مع نظم متعددة للرعاية الصحية.
تم توفير الدعم للمنظومة الصحية القوية في دولة قطر بمراكز جديدة للعلاج وأسرّة إضافية منذ بدء انتشار الوباء. مصدر الصورة: Little Adventures، عبر موقع Shutterstock
من التدابير الأخرى التي اتخذناها استخدام طائرات مسيرة وروبوتات مزودة بخوارزميات معقدة للتأكد من التزام الأشخاص بتوجيهات التباعد الاجتماعي. كما قامت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة المواصلات والاتصالات، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، بتوفير ما يزيد على ألف حاسوب لمرفق الحجر الصحي في إطار مبادرة "التواصل الأفضل" التي تهدف إلى مساعدة العمالة في الحجر الصحي على التواصل مع عائلاتهم وأحبائهم من منازلهم.
أحث الجميع في دولة قطر على مواصلة التحلي بأعلى درجات الالتزام واتباع التوجيهات والتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة العامة من أجل صالحنا جميعًا
في هذا السياق، أحث الجميع في دولة قطر على مواصلة التحلي بأعلى درجات الالتزام واتباع التوجيهات والتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة العامة من أجل صالحنا جميعًا. إن حاجتنا اليوم إلى التلاحم والوحدة أكثر من أي وقت مضى، وإذا ما تضامنا معًا وتكاتفنا بالعمل والتعاون فيما بيننا وتطبيق أحدث معطيات التكنولوجيا، فسوف نتمكن من التصدي للوباء وتجاوز هذه الأزمة والخروج منها أكثر قوة.