للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تتحدث جميلة الشمّري معلمة لغة عربية في أكاديمية قطر-الدوحة، إحدى مدارس مؤسسة قطر، عن المساعي القطرية للحفاظ على اللغة العربية كجزء لا يتجزأ من التراث
كعادتها في التعاطي مع القضايا بجدية وحرفية وعمق، اضطلعت دولة قطر باللغة العربية في وقت تعاني فيه داخل عدد من الدول الناطقة بها. ولم يقتصر هذا الاهتمام على الشعارات والخطب الرنانة بل قام على قانون ومشروعات وإجراءات تعيد إلى لغة القرآن مكانتها و رونقها.
يأتي ذلك في إطار مساعي قطر الحثيثة للحفاظ على تراث المسلمين العظيم الذي أبهر العالم عبر لغة الضاد، وظل العالم يتعلمها لقرون
ويأتي ذلك في إطار مساعي قطر الحثيثة للحفاظ على تراث المسلمين العظيم الذي أبهر العالم عبر لغة الضاد، وظل العالم يتعلمها لقرون حتى ينهل من العلوم داخل دولة الإسلام.
جميلة الشمّري، معلمة لغة عربية في أكاديمية قطر-الدوحة
ويكفي قطر شرفًا أنها تعتني بلغة القرآن، ولبّت نداء رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف: "أَحِبُّوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآنُ عربي وكلامُ أهل الجنة عربي".
كما يكفيها شرفًا أنها تعزز من مكانة اللغة العربية - وهي من أوصاف العربية - لأنها ناقلة الحضارة والشريعة والثقافة
كما يكفيها شرفًا أنها تعزز من مكانة اللغة العربية - وهي من أوصاف العربية - لأنها ناقلة الحضارة والشريعة والثقافة، ولذلك قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : "تعلموا العربية فإنها من دينكم"، وتحافظ على وحدة الأمة العربية بل والإسلامية، وعن ذلك قال الإمام الشافعي: "ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب".
فعلى المستوى التشريعي أصدرت دولة قطر قانون حماية اللغة العربية، وتغريم من ينتهك ذلك. وينص على دعم لغة الضاد في الأنشطة والفعاليات كافة مع إلزام الوزارات والمؤسسات والهيئات باستعمال اللغة العربية في اجتماعاتها، وصياغة تشريعات الدولة بها، وعلى أن تكون العربية لغة المحادثات والمفاوضات والمراسلات مع الحكومات والمنظمات والمؤتمرات. كما تكون العربية لغة التعليم في المؤسسات التعليمية العامة، وتدريسها مادة أساسية في مناهج المؤسسات التعليمية الخاصة.
على مستوى الإجراءات أطلقت قطر منذ نحو عامين مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية لبناء معجم تاريخي للغة العربية على امتداد تراثها طيلة ألفي عام وذلك عبر موقع إلكتروني، ويتضمن المنتج النهائي "ذاكرة" كل لفظ من ألفاظ اللغة العربية، تسجّل تاريخ ظهوره بدلالته الأولى، وتاريخ تحولاته البنيوية والدلالية، ومستعمليه في تطوراته، مع توثيق تلك "الذاكرة" بالنصوص التي تشهد على صحة المعلومات الواردة فيها، وذلك استناداً على مدونة لغوية ضخمة تشمل جُلَّ ما أُلِّف من المصنفات العربية.
كما أطلقت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومؤتمر تيد، منتصف عام 2020 مبادرة مشتركة لمدة عامين تحمل اسم "TED بالعربي"، وهي منصة عالمية تستقطب المفكرين والباحثين والفنانين وصناع التغيير في العالم الناطقين باللغة العربية. وتعكس مبادرة "TED بالعربي" التزام مؤسسة قطر بالحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها والارتقاء بمكانتها، وتكريسها منصات مفتوحة لجميع أفراد المجتمع في سبيل تمكينهم من تبادل معارفهم وتجاربهم وتوفير الفرصة لهم لمشاركة أفكارهم مع جمهور أوسع.
على المستوى التعليمي الذي تدعمه الدولة بشتى الطرق أخذت على عاتقها زرع حب اللغة العربية في نفوس الأطفال في سن مبكرة
وسيخصص مؤتمر تيد منصة رقمية تحتوي على مكتبة غنية بموضوعات تهم العالم الناطق بالعربية وتتضمن المحتوى الخاص بهذه المبادرة، كما ستضم المكتبة محتوى مؤتمر تيد الأصلي، والمترجم، ومقالات المدونة، إضافة إلى فيديوهات ودروس تيد- إيد، وغيرها من المحتويات ذات الصلة.
ومن المقرر أن يستمر تأثير مبادرة "TED بالعربي" بعد انتهاء فترة الشراكة بين كل من مؤسسة قطر وتيد من خلال الموقع الإلكتروني لـ "TED بالعربي"، الذي سيكون متوفراً ومتاحًا عبر شبكة الإنترنت، كمصدر لتحفيز خيال الأفراد في المجتمعات الناطقة بالعربية، وتمكينهم من مشاركة أفكارهم.
كما ساهمت جامعة قطر أيضًا في هذا المضمار عبر مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها والذي يمنح شهادات كفاءة للملتحقين به من الطلاب الذين لا تكون اللغة العربية لغتهم القومية. وشكَّل المركز منذ نشأته مِنصةً رئيسة لتحقيق أهداف الجامعة في نشر اللغة العربية، ومد جسور التواصل العلمي والثقافي بينها وغيرها من المؤسسات الأكاديمية، وفتح آفاق التعاون مع نظيراتها من الجامعات الإقليمية والدولية.
وعندما أبهرت قطر الإعلام العربي بل والعالمي بإطلاق قناة الجزيرة الفضائية نحو ربع قرن وعززت من مكانة حرية التعبير ورفعت سقفها، فإن هذه الخطوة ساهمت أيضًا في تعزيز التواصل بين الناطقين بالعربية عبر لغة عربية سليمة ومفهومة عابرة للهجات.
تقول جميلة الشمّري، ينعكس اضطلاع قطر واهتمامها باللغة العربية من خلال خطوات فعّالة ومؤثرة وليس بالشعارات والخطب الرنانة
وعلى المستوى التعليمي الذي تدعمه الدولة بشتى الطرق أخذت على عاتقها زرع حب اللغة العربية في نفوس الأطفال في سن مبكرة فقد انتجت مؤسسة قطر مسلسل سراج التعليمي التربوي وهو برنامج تلفزيوني ترفيهي ثلاثي الأبعاد متكامل يهدف إلى توصيل اللغة العربية بطريقة محببة للأطفال .
ولا شك أن دولة قطر تتمنى أن تنضم إليها دول العالم الإسلامي وفي القلب منها أصحاب اللسان العربي لإعادة اللغة العربية إلى مكانتها السامية كي تعود قاطرة الحضارة الإسلامية التي سادت العالم لأكثر من ألف عام.
والمأمول أن تعزّز هذه الدول لغة دينها حتى تسمو وتسود، كي تتجنب العكس لا قدر الله، فما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار، كما قال معجزة الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي.