للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يدرس العلماء عمليات الأيض الخاصة بالمرضى والأورام لزيادة دقة علم الأورام
يعد علم الأورام الدقيق أحد المجالات سريعة النمو في رعاية مرضى السرطان، وهو علاج مخصص للمرضى بناءً على البصمات الجينية لأورامهم. ومع ذلك، يبدو أن العلاج المعتمد على الجينات وحدها غير ناجح بالنسبة لكثيرين، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى، ويطرح تساؤلاً عن كيفية جعل الطب الدقيق أكثر دقة.
كما هو الحال في علم الوراثة، فإن عملية الأيض تختلف من شخص إلى آخر، وقد تجعل الطب الدقيق أكثر فعالية
تقول الدكتورة آنا هالاما، الأستاذ المساعد للبحوث في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "يهدف الطب الدقيق، من خلال التركيز على التحليل الجيني للورم، إلى وضع أهداف علاجية محددة. ولكن هناك عوامل أخرى قد تحفز نمو الخلايا السرطانية وتفاقمها، مثل أيض الأورام، والذي لا يمكن مراقبته مباشرة عن طريق التحليل الجيني. وكما هو الحال في علم الوراثة، فإن عملية الأيض تختلف من شخص إلى آخر، وقد تجعل الطب الدقيق أكثر فعالية."
الدكتورة آنا هالاما
في مشروع مبتكر يموله الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، ومؤسسة حمد الطبية، تعاون علماء من وايل كورنيل للطب-قطر وعلماء من كلية وايل كورنيل للطب، وأطباء من مؤسسة حمد الطبية، لدراسة أمراض سرطان الثدي للحصول على فهم أكثر دقة عن الورم من خلال التركيز على عمليات الأيض، وكذلك التحليل الجيني.
علم الأيض هو مجال علمي يدرس مجموعة كاملة من النواتج الأيضية، أي منتجات الأيض الخلوي داخل عينة بيولوجية لتقديم لمحة عن صحة الكائن الحي في تلك اللحظة. ويعد المرض، والنظام الغذائي، ونمط الحياة، والجينات من العوامل الصحية الرئيسية التي تؤثر بطريقة خفية في تكوين النواتج الأيضية لدينا.
تقول الدكتورة آنا: "إن البحوث والتطورات السريرية متشابكة ومتداخلة، وأعتقد أن المشاريع الهادفة إلى تطوير علم الأورام الدقيق تتطلب فريقًا متعدد التخصصات، مثل الجراحين، وعلماء الأورام، وعلماء الأحياء الحاسوبية، ليقدم كل منهم منظوره الفريد. ويتكون الفريق العامل في هذا المشروع من الدكتورة كلثوم جونيجو، استشاري جراحة الثدي في مؤسسة حمد الطبية، والدكتورة صالحة بوجسوم - استشاري أول الأورام وأمراض الدم بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية، والدكتور يان كرومسيك، الأستاذ المساعد في علم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية في كلية طب وايل كورنيل ".
يمكن أن تساعدنا دراسة أيض أنسجة الورم على فهم كيفية نموه بشكل أفضل، وفهم نوع العناصر الغذائية التي يعتمد عليها لتغذية نموه وكيف يمكن استخدام ذلك لتحسين العلاج
ومن المعروف أن أيض الخلايا السرطانية يختلف عن أيض الخلايا الطبيعية. ويتأثر الأيض بشكل كبير بالعوامل البيئية الدقيقة (المايكروية)، ومنها توافر المغذيات. ونظرًا لأن الخلايا السرطانية تحتاج إلى الكثير من الطاقة لتغذية نموها السريع، فإنها لا تنتقي ما تستهلكه لتوليد الطاقة، بل تستخدم كل ما هو متاح في بيئتها المباشرة، لذلك، يمكن أن تكون عمليات أيض الخلايا السرطانية هدفًا لاستراتيجيات العلاج الجديدة.
وتوضح الدكتورة آنا: "يتمثل أحد أهداف المشروع في تحديد الصفات المميزة للأيض لدى مرضى سرطان الثدي، وسيتم ذلك عن طريق إجراء التحليل الأيضي لعينات دم من مرضى سرطان الثدي والمرضى الأصحاء، ثم مقارنتها؛ من أجل تكوين بصمة أيض نموذجية لمرضى سرطان الثدي"
إذا عرفنا كيف يغذي السرطان نموه، فقد نستطيع التدخل بعلاج أكثر دقة
الهدف الثاني أكثر تعقيدًا، فإلى جانب دراسة عمليات الأيض للمريض، تهدف المجموعة إلى دراسة أيض الورم نفسه من خلال تحديد التركيب الأيضي للورم والأنسجة المحيطة به.
وتشرح الدكتورة آنا: "يمكن أن تساعدنا دراسة أيض أنسجة الورم على فهم كيفية نموه بشكل أفضل، وفهم نوع العناصر الغذائية التي يعتمد عليها لتغذية نموه وكيف يمكن استخدام ذلك لتحسين العلاج، ويعد الحصول على عينة جديدة من الورم أمرًا مهمًا للغاية عند دراسة أنسجة الورم، وهذا هو سبب أهمية مشاركة الدكتورة جونيجو في المشروع، بصفتها جراحًا للثدي، فهي المسؤولة عن تحسين عملية جمع أنسجة الورم".
مصدر الصورة: Guschenkova، عبر موقع Shutterstock
يُعد الفهم التفصيلي للسرطان وكيفية استجابة أجسام المرضى له أمرًا بالغ الأهمية لتحسين خيارات العلاج. كما أن الجمع بين علم الأيض وتحليل الجينوم هو السبيل لفهم هذه العمليات بشكل أفضل، وخطوة إضافية نحو تحقيق رؤية الطب الدقيق.
تقول الدكتورة آنا: "إذا عرفنا كيف يغذي السرطان نموه، فقد نستطيع التدخل بعلاج أكثر دقة، ويمكن للمعلومات، التي نحصل عليها من اضطرابات أيضية محددة في الدم، أن تدعم الكشف المبكر عن السرطان وتُقيّم الاستجابة للعلاج".