للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مساعي مؤسسة قطر في الحفاظ على صحة الأطفال الذهنية والبدنية تعكس أهمية الصحة النفسية للمجتمع في قطر
أكد الدكتور وليد قرنفلة، مدير البحوث وتطوير السياسات بمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، أن:" رفاه الطفل البدني والعقلي والعاطفي يعدّ واحدًا من المواضيع التي تشكل أولوية قصوى لصنّاع السياسات والباحثين والممارسين في مجال الصحة النفسية بدولة قطر".
وأوضح الدكتور قرنفلة أن "ويش" ناقش خلال الندوة التي نظمها معهد الدوحة الدولي للأسرة حول "رفاه الطفل في دولة قطر" جزءًا من التقرير الذي صدر بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، ومؤسسة راند الأمريكية، حول التعليم والصحة ومنها الصحة النفسية في المدارس، مركزًا على أهمية دراسة تأثير جميع العناصر ككل على رفاه الطفل وليس بشكل منفصل، وكذلك على ممارسات حماية الطفل ومواجهة التحديات.
ودعا الدكتور قرنفلة إلى ضرورة تركيز الجهود على فئة الأطفال لأنهم المستقبل، ولأن إغفال صحتهم النفسية يهدد بنية المجتمع ككل، قائلاً:" تشير الدراسات إلى أن معظم تحديات الصحة النفسية تظهر قبل سن الـ 18 عامًا"، مؤكدًا على أهمية التدخل المبكر الذي من شأنه أن يحدث فارقًا حاسمًا، والذي يتم من خلال الأهل، والأطباء، والمعلمين، حيث يفترض أن يكونوا جميعهم على وعي وإدراك لأهمية الصحة النفسية لدى الطفل، وأن يتعاونوا لتحقيق هذا الهدف.
ولفت إلى أنه، من ضمن جدول أعمال الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022، ما ينص على ضمان الحياة الصحية وتعزيز رفاه جميع الأفراد في مختلف الأعمار كعنصر جوهري في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.
وحول التحديات الراهنة التي تواجه صناع السياسات والباحثين في مجال تعزيز رفاه الأطفال في دولة قطر، قال : "تعدّ دولة قطر من الدول التي تشهد نموّا سريعًا في مختلف المجالات، حيث تتطور اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، هذا التحول الكبير ينتج تحديات أمام أبناء الجيل الجديد. وتتجلى أبرز هذه التحديات في الفجوة الثقافية بين الأجيال، من ناحية الآراء والمعتقدات والقيم، بالإضافة إلى الانفتاح على ثقافات العالم من خلال السفر، والتعلم المتاح لجميع فئات المجتمع، وقيمة العمل"
وأضاف: "يتعرض الطفل في دولة قطر وبشكل خاص في المدرسة، إلى ثقافات وأيديولوجيات وأفكار جديدة، قد تكون مغايرة للثقافة والمعتقدات التي ينتمي إليها، ما يشكل تحديًا، كما أن التكنولوجيا والاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، قد تترك آثارًا سلبية على صحة الطفل النفسية".
وشدد الدكتور قرنفلة على أن ابتكار الحلول للتحديات التي تواجه مجتمعنا، يأتي في صميم ما يقوم به "ويش"، قائلًا:" لقد ركزنا جهودنا ومنذ العام 2015، على إجراء الأبحاث ووضع البرامج، وابتكار الحلول لمعالجة ذلك، وستتكلل هذه الجهود في قمة مؤتمر" ويش" التي ستنعقد في نوفمبر 2020، حيث ستضع من ضمن أولوياتها موضوع رفاه الطفل".
وتحدث الدكتور عن أهم الإجراءات التي وضعها " ويش" والتي من شأنها أن تعزز الصحة النفسية لدى الأطفال في دولة قطر وهي إشراك المجتمع، من خلال استراتيجية محلية لتعزيز رفاه الطفل يتم من خلالها تقييم احتياجات الأطفال والأسر، وتحديد الأدوار التي يمكن أن تقوم بها منظمات الرعاية الصحية، والمدارس، والمنظمات غير الحكومية، وغيرها.
بالإضافة إلى ضرورة رفاه التلاميذ التي يتم من خلالها تعزيز ثقة الطالب بنفسه، وبناء الاحترام المتبادل ومكافحة التنمر، واعتماد الثناء بدلًا من النقد السلبي، إلى جانب تأكيد منهاج المهارات الحياتية، حيث يتم تعليم هذه المهارات للأطفال كأحد عناصر رفاه الطفل، وذلك بما لا يقل أهمية عن تدريس أي مادة أخرى كالرياضيات، أو علم الأحياء، أو علم الفيزياء.
نحن نسعى إلى تنشئة الأجيال القادمة من خلال ابتكار الأفكار الجديدة في التعليم بما يساعدنا على تعزيز رفاهية جميع أفراد المجتمع
ومن الخطوات الإجرائية الأخرى أيضًا التي يقوم بها "ويش"، تدريب المعلمين على طرق رصد وتعزيز الصحة النفسية للأطفال وتوفير بيئة تعليمية صحية بحيث تصبح المدرسة مكانًا يشعر فيه الطلاب بالراحة والأمان. وكذلك، استخدام التكنولوجيا بما يعزز جانبها الإيجابي دون السلبي.
ولفت الدكتور قرنفلة إلى أن مدارس مؤسسة قطر تعتبر رائدة في مجال تعزيز رفاه الطفل، فهي تتمتع ببيئة تعليمية فريدة، قائلًا: "تقدم مدارس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر مثالًا يحتذى في تعزيز رفاه الطفل، وذلك في فترة عمرية مبكرة جدًا، حيث يسعى مركز التعليم المبكر في مؤسسة قطر إلى تعليم الأطفال كيفية التعبير عن أنفسهم من خلال إثارة فضولهم وتشجيعهم على الإبداع، وتعزيز الروح الاستقلالية لديهم. كما تسعى مدارس المؤسسة، مثل أكاديمية قطر، إلى بناء مهارات الطلاب وتشجيعهم على التفكير الناقد والمشاركة الفاعلة في مجتمعهم، وكل ما من شأنه أن يعزز رفاه الأطفال".
وأكد الدكتور قرنفلة على تحقيق "ويش" لإنجازات مهمة في مجال رفاه الطفل، وذلك بالشراكة مع قطاعات مختلفة في مؤسسة قطر، مثل قطاع تنمية المجتمع من خلال تنظيم أنشطة رياضية صحية للأطفال المصابين بالتوحد، كفصول السباحة للأطفال ذوي التوّحد، وبرنامج ركوب الخيل وغيرها من البرامج التي نظمت داخل المدينة التعليمية. كما أقام شراكة مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" من أجل التعاون في مجال العناية بالصحة النفسية في دولة قطر. هذا بالإضافة إلى شراكات عديدة في مجال البحوث مع الرعاية الصحية الأولية، ومؤسسة حمد الطبية، تهدف إلى تحديد السلوكيات الخطرة لدى الشباب وكيفية معالجتها، وغيرها.
واختتم بالقول "إننا ندرك جيدًا أن التغيير يحتاج إلى بذل جهود كثيفة، لن تثمر ولن تحدث التغير المرجوّ إلا بعد سنوات طويلة. نحن نؤسس لجيل جديد، ونقوم بتثقيفه كي يتبنى أفكارًا جديدة تحقق أهدافنا في تعزيز الرفاه لدى كافة أبناء المجتمع".