حماية أصغر الأرواح: جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر تنتج أقنعه لحماية حديثي الولادة

تمثل حماية الفئات الضعيفة من الإصابة بفيروس كورونا تحديًا يواجهه أخصائيو الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم - خاصة عندما يكون البعض منهم بالكاد يزن ثلاثة كيلوغرامات.

خلال الأسبوع الأخير من رمضان 2020 ، تساءلت الدكتورة مي القبيسي، الاستشاري والمدير الطبي لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) في مؤسسة حمد الطبية، كيف يمكنها حماية هؤلاء الرضع حديثي الولادة من التقاط المرض.

قرأت وسمعت تقارير عن كيف بدأت دول مثل الصين وتايوان - التي كانت من بين الدول الأولى التي أصيبت بهذا المرض - في استخدام أقنعة الوجه للأطفال حديثي الولادة. ومع ارتفاع عدد الحالات في قطر، كان لا بد من التصرف بسرعة.

تقول الدّكتور القبيسي: "عندما علمت أن بعض الأمهات من اللواتي كان أطفالهن في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة - قد ثبتت إصابتهم بالفيروس، كانت ردة فعلي الأولى هي ضمان سلامة أطفالهم" وأضافت : " لهذا، كان علي استيراد ما يمكن ارتداؤه لحماية هؤلاء الرضع والذين تم احتجازهم في وحدة العناية المركزة عند قيام أمهاتهم ومقدمي الرعاية الصحية بإطعامهم".

" بحثت عبر الإنترنت ولم أجد شيء يمكنه أن يخدم الغرض. ومع ازدياد عدد الحالات في قطر، شعرت أن الوقت ينفذ مني. حينها ذكرت ابنة أخي أنها شاهدت وعبر الانستجرام، المبادرة التي قامت بها جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر لإنتاج أقنعه للوجه لحماية العاملين بالمجال الصحي".

تواصلت الدكتورة مي القبيسي مع الجامعة وتمكنت من التواصل مع فريق مختبرات التصنيع في الجامعة، وهم نفس الفريق الذي قام قبل بضعة أسابيع بتصميم وتصنيع أقنعة الوجه للبالغين من العاملين في مراكز الرعاية الصحية العامة والتابع لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية ،.

واستشعارًا بمدى أهمية الطلب، وافق مصممو جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر على مقابلة الدكتور مي القبيسي وبسرعه عاجلة.

وتتذكر قائلة: "قابلت كريس بوكاكجيان منسق مختبر التصنيع في آخر يوم قبل بداية عطلة العيد وقمنا بمناقشة القياسات والتصاميم. وافترضت بأن الأقنعة لن تكون جاهزة إلا بعد عطلة العيد. ومما أثار دهشتي، ليس فقط قيام كريس وفريقه بتصميم الأقنعة وتوصيلها، ولكن عملهم خلال عطلة العيد وتجهيزها في أسرع وقت".

"وفعلا، حصلت على الكمية الأولى من أقنعة الوجه لحديثي الولادة، عشرون قناعا تقريبا، في ثاني أيام العيد. عمل فريق الجامعة على مدار الساعة، وخلال عطلتهم، لحماية هؤلاء الرضع. إنها لفتة إنسانية لن أنساها أبدًا "

قامت دائرة الأمن والسلامة في الجامعة بتوفيردمى بحجم الأطفال الرضع لكريس وفريقه لضمان إنتاج أقنعة بقياس مناسب.

وقال كريس : "نجحنا في تصنيع وتسليم 100 قناع للوجه للرضع حديثي الولادة في غضون أيام قليلة فقط لأن الناس والموارد كانت موجودة بالفعل"، "ونحن نعمل على إنتاج المزيد".

وأضاف : "كان التصميم النهائي مبادرة طموحة. نعمل على صنع منتجات لرؤيتها في العالم ، ونسعى جاهدين للقيام بذلك بطريقة تؤثر بشكل إيجابي على الآخرين "

وتختم الدكتور القبيسي حديثها قائلة : "يتم استخدام هذه الأقنعة في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في في كل من مؤسسة حمد الطبية والمستشفى الكوبي."

وتقول: "عندما فكرت لأول مرة في شراء أقنعة الوجه لحديثي الولادة، لم أتخيل للحظة أنني سأتمكن من تصنيعها في بلدي - إنه لأمر رائع ما يمكن أن يحدث عندما يتكاتف الناس معًا لتحقيق غرض مشترك".