للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
جلسة نقاشية نظمها برنامج الفاخورة سلطت الضوء على الآثار الاقتصادية للنزاعات
لأكثر من 25 عامًا تعتبر نسبة البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من النسب الأعلى في العالم، وقد ساهمت النزاعات التي تشهدها المنطقة العربية في رفع نسبة البطالة، خصوصًا في ظلّ استمرار النزاع في سوريا للعام الثامن على التوالي، وما يخلفه من آثار اقتصادية سلبية على سوق العمل في المناطق المجاورة لهذه الدولة، مثل لبنان، والأردن، وتركيا؛ بالتوازي مع ارتفاع عدد اللاجئين الذين بلغ عددهم 4.8 مليون لاجئ.
هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على حدّ سواء شكّلت محطّ نقاش جلسة عقدها برنامج الفاخورة، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، وذلك ضمن جلسات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم الذي انطلق اليوم.
الجلسة التي عقدت تحت عنوان تقليص الهوة بين التعليم العالي والتوظيف ذو الجدوى، استضافت مجموعة من المتحدثين من داخل قطر وخارجها، سلّطوا الضوء على أهمية التمكين الاقتصادي للشباب اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، من خلال استحداث فرص عمل وإطلاق مبادرات تتجاوز أطر التعاون التقليدي بين القطاعين العام والخاص، وتسهيل الوظائف لهم في الدول التي ينتقلون إليها، وتكريس برامج تدريبية مخصصة لهم بما يتناسب ومهاراتهم وتخصصاتهم، بالإضافة إلى أهمية دمجهم في البرامج التدريبية المحلية. كذلك أكد المتحدثون على ضرورة تجاوز الحواجز الجغرافية من خلال التوظيف عن بُعد، مع تحديد مسارات مبتكرة لإنشاء رابط بين الخريجين وسوق العمل مباشرة.
وتخللت الجلسة أيضًا مشاركة اللاجئة السورية مايا غزال، وهي من أبرز المؤيدين لمفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، عبر الفيديو، شاركت فيها الحاضرين رحلة انتقالها قسرًا من سوريا بسبب الحرب إلى المملكة المتحدة كلاجئة، موضحة رحلة طويلة من الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكيف أنها اضطرت إلى التوقف عن التعليم لبضعة أشهر، جرّاء رفض عدد من الجامعات انضمامها. توجهت مايا غزال برسالة إلى المشاركين في الجلسة عبر "الفاخورة"، ومن خلال "وايز"، داعية إياهم إلى عدم الاستسلام عن أحلامهم، ومناشدة صنّاع القرارات الاقتصادية بالقول:" التعليم يساهم في تغيير حياتنا، وفي منحنا القدرة على إيصال أصواتنا إلى العالم. لقد تمكنتُ من تخطي الوصمة التي طُبعت بها كلاجئة، وبعد شهور من العزلة والوحدة، التحقتُ بدراسة هندسة الطيران وحققت حلمي كأول لاجئة سورية تدخل هذا المجال".
وأضافت:" يشكّل الاستثمار في تعليم اللاجئين جائزة جماعية تعود بالنفع على جميع المجتمعات، وإذا ما أردنا إحداث التأثير الإيجابي، لا بدّ لنا من إشراك المؤسسات الحكومية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، لضمان تعليم اللاجئين".
وختمت:" هذه المقاربة الجماعية يجب أن تتجاوز التعليم التقليدي، من خلال الابتكار في التعليم، وإتاحة الوصول إليه، والعمل معًا لاكتشاف جدوى التعليم من خلال التوظيف الذي يحمل مغزىً، ويعزز من الإنتاجية، ويدعم روّاد الأعمال، ويمكن اللاجئين من النهوض، من أجل تحقيق أحلامهم".
من جهتها قالت سعادة السفيرة دو يونغ شيم رئيسة مجلس إدارة مؤسسة منظمة السياحة العالمية للسياحة المستدامة والقضاء على الفقر بأن:" يُمكن للتعليم أن يحقق المعجزات، وذلك من خلال صناعة السياحة والسفر"، مضيفةً:" يشكل مؤتمر وايز منصة متقدّمة، يمكننا من خلالها، تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في تعليم اللاجئين واستحداث الفرص لهم، وذلك في مجال صناعة السياحة والسفر. أغلب الشركات الكبيرة العاملة في هذا المجال ترغب في مساندة المجتمعات، ولكنها لا تمالك الوقت الكافي لذلك، وأغلبها لا يعرف من أن يبدأ. وهنا يأتي دور القطاع العام في تمكين القطاع الخاص لتحقيق الغايات المشتركة، وتزويد القطاع الخاص بأفكار ومبادرات للانضمام إليها لا سيّما على مستوى الاستثمار في المشاريع الصغيرة، التي يمكن للاجئين من خلالها ان يشعروا بإنسانيتهم".
وأوضحت السفيرة دو يونغ شيم:" إن القيمة المستثمرة في صناعة السياحة والسفر تقدر بنحو 7 ترليون دولار أمريكي، ويمكننا من خلال هذه الصناعة أن نحقق الإمكانيات المحتملة، لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لكي نساهم في تدريب اللاجئين على الوظائف والمهن في هذا المجال.".
من جهته، رأى السيد مسفر بن حمد الشهواني المدير التنفيذي لإدارة المشاريع التنموية في صندوق قطر للتنمية:" أن دعم التعليم للاجئين لا يشكّل عملًا خيريًا وإنما على العكس فهو فرصة للقطاع الخاص لاستكشاف المواهب والاستفادة منها على مستوى العالم". وقدّم الشهواني نموذجًا عن ذلك في مشاركة قصة فتاة فلسطينية من غزة، تم دعمها عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من خلال البرنامج المشترك مع قطر في هذا المجال، وتمكنت هذه الفتاة من إنهاء تعليمها الجامعي في المملكة المتحدة، عبر برنامج الفاخورة من قطر، ومن ثم العودة إلى غزّة للعمل.
ومن خلال هذا النموذج أكد الشهواني على أن استكشاف المواهب وإطلاق قدراتهم هو خير مثال على أن القطاع الخاص أمامه فرصة لتعزيز فرص سوق العمل واستحداثها.
بدوره، ركّز جيم جونز مدير برامج الاستثمار في المجتمع في شركة إكسون موبيل في حديثه على أهمية إشراك القطاع الخاص في صياغة السياسات المتعلقة بالتعليم والتوظيف على حدّ سواء، قائلًا أن "التعليم يشكّل محور حياة اكسون موبيل، التي تحتضن علماء وباحثين ومواهب ومبتكرين، الذين يشكّلون ركيزة من الركائز الرئيسية التي تدفع بالشركة إلى المضي قدمًا في مسيرة نجاحاتها وإنجازاتها". وأضاف:" نحن في رحلة بحث دائمة عن مواهب جديد، ونقوم بالتكيف في طريقة تعاملنا مع التحديات، حيث نعتمد في فرص العمل على استراتيجيات متنوعة منها العمل بدوام كامل، أو العمل عن بُعد. وهذا ما يميز الشركة التي تتسم بهذا القدر من الديناميكية".
وكان من بين المتحدثين ايضًا في الجلسة النقاشية، التي أدارها المدير التنفيذي لبرنامج الفاخورة فاروق بورني، مفوض المساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستيليانديس، والسيدة سارة الدوراني، الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال المؤسسي بمركز قطر للمال، وخريج برنامج الفاخورة أحمد الرنتيسي، والسيدة إيفون هيلي، الممثلة الخاصة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين.
الجدير بالذكر أنه تم إطلاق برنامج الفاخورة في عام 2009 من أجل تجاوز آثار النزاع في قطاع غزة والذي نتج عنه تدمير العديد من المدارس والجامعات. منذ ذلك الحين تطور برنامج الفاخورة ليصبح نظام دعم شامل وحيوي للتعليم في غزة. وتتمثل مهمة الفاخورة في تعزيز الحق في التعليم عن طريق دعم جيل جديد من الشباب المهمشين ليصبحوا قادة متعلمين، مهنيين مهرة ورواداً يلهمون أفراد عائلاتهم ومجتمعاتهم للتكاتف وتحقيق الازدهار
هذا وتستمر جلسات "وايز" الذي يصل عددها إلى أكثر من 150 جلسة على مدى يومين (20-21 نوفمبر)، ولمعرفة المزيد عن جلسات مؤتمر القمة العالمية للابتكار في التعليم لعام 2019 يمكن زيارة الرابط التالي www.wise-qatar.org/wise-2019