للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تقول جانيس كوبر أن هذه التحدّيات تثير قلق العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقد تؤدي بهم إلى "الإجهاد النفسي أو حتى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة".
مصدر الصورة: Maridav، عبر موقع Shutterstockيحذر الخبراء من تفاقم التحديات النفسية التي يعاني منها العاملون في مجال الرعاية الصحية
سيكون دعم الصحة النفسية للعاملين في الخطوط الأمامية لرعاية مرضى (كوفيد- 19) أمرًا أساسيًا أثناء جائحة الوباء وبعده، وذلك فقًا لخبيرة الصحة التي شاهدت عن كثب الخسائر التي يمكن أن يتسبب بها هذا الوباء.
كانت جانيس كوبر، مستشار مشروع أول الصحة النفسية العالمية، مركز كارتر، من بين المتحدثين خلال نسخة إلكترونية من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، عقدت بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعية الصحية "ويش"، والتي ناقشت تأثير (كوفيد -19) على الصحة النفسية من منظور دولي.
جانيس كوبر، مستشار مشروع أول الصحة النفسية العالمية، مركز كارتر.
تقول جانيس كوبر، والتي تمتلك خبرة واسعة في العمل مع خبراء الرعاية الصحية الذين عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة في ليبيريا، بعد تفشي فيروس إيبولا في البلاد ما بين 2014- 2015:" لقد أظهر هذا الفيروس حجم التحديات التي تواجه العاملين في مجال الرعاية الصحية، مثل خطر العدوى، والحاجة إلى المعدات والإمدادات للحفاظ على سلامتهم، هذا بالإضافة إلى كيفية حماية أسرهم عند عودتهم إلى المنزل".
تتابع:" تثير هذه التحدّيات قلق العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقد تؤدي بهم إلى الإجهاد النفسي أو حتى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. يعدّ الحصول على خدمات الصحة النفسية والدعم أثناء أزمة كهذه أمرًا حاسمًا للجميع، ولكنه أكثر أهمية بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، إذا كنا نتوقع استمرارهم في العمل وبالكفاءة المطلوبة".
يعدّ الحصول على خدمات الصحة النفسية والدعم أثناء أزمة كهذه أمرًا حاسمًا للجميع، ولكنه أكثر أهمية بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية
تعتقد كوبر أن العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية قد يجدون صعوبة في قبول أنهم يكافحون من أجل التأقلم نفسيًا مع الضغط الناجم عن وباء (كوفيد- 19)، حيث يصعب على مقدم خدمات الصحة النفسية
أن يعترف بأن لديه مشاكل تتعلق بالصحة النفسية، أو أنه يعاني من صدمة، أو أنه ينهار فجأة عندما يعود إلى المنزل.
تضيف": عندما تنتهي من نوبة عمل طويلة وشاقة في الوضع الحالي، كيف ستتمكن من الفصل بين عملك وعائلتك؟ في الواقع، يصعب على العاملين في مجال الرعاية الصحية العودة الى المنزل بعد العمل دون أن يشعروا أنهم يعرّضون أسرهم للخطر".
في مرحلة إعادة البناء بعد الوباء، تعتقد كوبر أن أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم ستتاح لها الفرصة "للتعرف على المجالات التي تحتاج إلى أكثر من مجرد معدات البناء"، ومن بينها الصحة النفسية، قائلة:" من المستحيل أن نعيد البناء بشكل أفضل دون التركيز على خدمات الصحة النفسية، إن إعادة البناء يعني إدراك أنه في حين أننا جميعًا لدينا مرونة، لا يمكننا استنزاف ما نملك كي نتمكن من العودة بشكل أفضل، المرونة ليست دائمة، يمكننا الاعتماد عليها، لكن نحتاج أيضًا إلى الإصلاح".
من المستحيل أن نعيد البناء بشكل أفضل دون التركيز على خدمات الصحة النفسية
وتتابع:" ما نعرفه هو أن جميع الدول اليوم تدفع أموالًا طائلة من أجل معالجة الوضع الحالي، وخلال خمس سنوات، إذا لم تفعل شيئًا بشأن نظام الرعاية الخاص بك، فلن تكون محظوظًا. من المهم الاستفادة من الفرصة التي لدينا اليوم. في ليبيريا، كانت استراتيجيتنا لإعادة البناء بعد إيبولا وهي التعامل مع الاحتياجات الفورية مع التركيز على بناء نظام للصحة النفسية الذي تحمل الصدمة التالية وقد فعلنا ذلك."
إن أحد التحديات الرئيسية هو ما إذا كان العالم سيصرّ حقًا على أنه لا صحة بدون صحة نفسية، أو أنه سيعود إلى العمل كالمعتاد مع تركيز أقل على ذلك
تضيف كوبر:" لكن بينما نمضي قدمًا في التنمية، فإن أحد التحديات الرئيسية هو ما إذا كان العالم سيصرّ حقًا على أنه لا صحة بدون صحة نفسية، أو أنه سيعود إلى العمل كالمعتاد مع تركيز أقل على ذلك. أنا متفائلة، لأننا جميعًا الآن نختبر مشاعر القلق والخوف والتي يمكن أن يصبح بعضها أكثر جدية ".
خدمات الصحة أمرًا أساسيًا أثناء جائحة الوباء وبعده لإعادة بناء الجهود، وذلك فقًا للدكتورة جانيس كوبر. مصدر الصورة: Wavebreakmedia، عبر موقع Shutterstock
ويعدّ أحد أهداف مركز كارتر، الذي أسّسه الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وزوجته روزالين، هو القضاء على المرض وتحسين نوعية حياة الناس. خلال حديثها عن الأهداف المشتركة للمركز ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، قالت كوبر:" من خلال مشاركتي في مؤتمر ويش عام 2018، أتيحت لي الفرصة لمقابلة العديد من الأفراد الذين يتخصصون في جوانب مختلفة للرعاية الصحية، بما في ذلك الصحة النفسية". وختمت:" لقد قدم مؤتمر "ويش" فرصة هائلة لمركز كارتر من حيث تسليط الضوء على جهودنا وكذلك الاطلاع على الجهود التي يبذلها الآخرون في مجال الصحة العالمية."