إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
8 March 2020

وفقًا لخبير من مؤسسة قطر: اتباع القواعد والارشادات أفضل الطرق للحد من انتشار فيروس كورونا

مشاركة

الدكتور باتريك تانج، رئيس قسم علم الأمراض في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، يتحدث عن أهمية حماية أنفسنا من فيروس (كوفيد- 19) ودور ذلك في حماية الآخرين.

بدايةً، إلى أي حد يجب على الناس، داخل دولة قطر وخارجها أن يشعروا بالقلق من فيروس كورونا؟

لا يبدو أن العالم سيتمكن في هذه المرحلة من القضاء على فيروس كورونا (كوفيد-19) من دون إيجاد لقاح له، ومن المحتمل أنه سيصبح في النهاية واحدًا من فيروسات البرد والأنفلونزا العادية التي تصيب البشر كل عام. الجانب الجيد في هذا الفيروس أنه لا يبدو مميتًا، إذ يصاب معظم الناس بالتهابات خفيفة من جرائه.

مع ذلك، لا بد من توخي الحذر كي نحدّ من انتشار الفيروس بشكل سريع ومن احتمالية إصابته لعدد كبير من الناس في وقت واحد، وهو ما من شأنه أن يربك نظام الرعاية الصحية في أي بلد بغض النظر عن مدى جهوزيته، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات جراء أمراض أخرى، وليس فقط جراء الفيروس، حيث لن يكون بإمكان الأطباء والممرضين من تقديم الرعاية لهذا العدد الهائل من المرضى.

يجب على الجميع التعرف على التدابير التي تتخذها حكوماتهم بهدف حمايتهم، والتقيد بتدابير شخصية من أجل حماية أنفسهم ومن حولهم

الدكتور باتريك تانج

بالنسبة للناس الذين يعيشون في دول لم يتفش فيها فيروس كوفيد-19، لا بد من الاستعداد له قبل انتشاره، وذلك من خلال التعرف على التدابير التي تتخذها حكوماتهم بهدف حمايتهم، والتقيد بتدابير شخصية من أجل حماية أنفسهم ومن حولهم.

إذن ما هي التدابير التي يجب أن نحرص جميعنا على اتخاذها؟

في البداية، يجب على الناس أن يتبعوا قواعد السفر وقواعد الحجر الصحي في بلادهم وفي البلاد التي قد يسافرون إليها. وثانيًا، يجب عليهم أن يتبعوا أي قواعد محلية تصدرها سلطات الصحة العامة. قد يكون الجمهور قد سئم من سماع الرسائل نفسها حول عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة في حال كانوا يشعرون بالمرض، ولكن في الواقع، فإن أحد أسباب انتشار المرض هو عدم اتباع هذه القواعد من قبل الكثير من المرضى.

نحتاج إلى معالجة النظام الذي لا يشجع الناس على البقاء في المنزل في حالة المرض

الدكتور باتريك تانج

نحتاج إلى معالجة النظام الذي لا يشجع الناس على البقاء في المنزل في حالة المرض، فالأطفال المرضى يذهبون غالبًا إلى مدارسهم لأن أهاليهم لا يستطيعون تقديم رعاية صحية لهم في المنزل، أو لأنهم لا يقدرون على التغيب عن أعمالهم والتفرغ لأطفالهم المرضى. أما البالغون المرضى، فهم يذهبون إلى العمل لأنهم يشعرون أنهم ملزمون بذلك لأسباب شخصية أو لأن أرباب أعمالهم لديهم قواعد صارمة حول الإجازات المرضية. إذا عملنا جميعًا معًا كآباء وموظفين ومدارس وشركات، سنتمكن من إيجاد حلول لهذه التحديّات التي تشجع على انتشار الأمراض المعدية.

كما يمكننا اتخاذ تدابير شخصية لحماية أنفسنا عن طريق غسل اليدين بشكل متكرر، وتفادي لمس وجوهنا بأيدينا، والابتعاد عن الأشخاص المرضى. لو التزمنا جميعًا بهذه القواعد، سنتمكن من الحد من انتشار كل الأمراض المعدية ومن بينها فيروس كوفيد-19.

إلى أن نعثر على لقاح لفيروس كورونا، ما حجم الآمال المتعلقة باحتوائه؟

على الرغم من وجود بعض الأمل، إلا أنه من غير المرجح أن يموت الفيروس من تلقاء نفسه، أو أن نتمكن من احتوائه من دون لقاح. هذا الفيروس معد للغاية، لكنه ليس قاتلًا، هذا المزيج سيسمح للفيروس بأن ينتشر أكثر عالميًا وأن يتحول إلى فيروس دائم يصيب الأشخاص كل موسم.

جلّ ما يمكن أن نأمله في الوقت الحالي، هو أن نتمكن من إبطاء انتشار الفيروس، بينما يتم اختبار العلاجات التجريبية وتقييم اللقاحات المحتملة

الدكتور باتريك تانج

جلّ ما يمكن أن نأمله في الوقت الحالي، هو أن نتمكن من إبطاء انتشار الفيروس، بينما يتم اختبار العلاجات التجريبية وتقييم اللقاحات المحتملة. وقد ساهمت تدابير مثل الحجر الصحي وقيود السفر وعدم الاختلاط الاجتماعي في تحقيق ذلك. وأيضًا، من الضروري أن نكون قادرين على تحديد هوية حاملي الفيروس كي نتمكن من تطبيق تدابير مكافحة العدوى بطرق منطقية.

من وجهة نظرك، ما الذي لا نعرفه عن فيروس كورونا؟ وهل نحن مطلعون عليه بشكل كاف؟

مع وجود ما يقرب من مائة ألف إصابة بفيروس كورنيد-19، معظمها في الصين، تعمقت معرفتنا بالفيروس أكثر من خلال التجربة البحثية والسريرية في الصين، حيث يؤكد فريق منظمة الصحة العالمية الموجود هناك أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة الصينية نجحت في الحد من انتقال الفيروس.

كما أثبتت بعض الأدوية التجريبية مجتمعة فعاليتها في توفير معالجة جدية من الالتهابات الخطيرة الناجمة عن الفيروس. لدينا تقديرات حول العدوى وموعد حدوثها، ونعرف الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة الخطرة.

مع ذلك، ما زالت هناك استفسارات عديدة حول ما إذا كان يمكن للأشخاص الذين لا تبدو عليهم أعراض الإصابة أن ينشروا الفيروس، وما إذا كان توافد الأطفال إلى المدارس يلعبون دورًا في تفشي المرض بشكل واسع؟ وما مدى انتشار الفيروس المنقول جوًا، والمخاطر على المواليد الجدد لأمهات مصابات بالفيروس؟ أو المخاطر على الأطفال الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف أم أمراض موجودة من قبل.

أصبح فيروس كورونا اليوم حديث العالم كله، من وجهة نظر خبير في الرعاية الصحية، هل تشعر أن الإعلام قام بتغطية أحداث انتشار الفيروس بدقة ومسؤولية، أم أنه ساهم في نشر الخرافات والذعر بين الناس؟

أعتقد أن الإعلام يركز دائمًا على القضايا الأكثر بروزًا، وخصوصًا تلك التي تؤثر علينا جميعًا. وأشعر أن وسائل الإعلام الرئيسية قد قامت بعمل جيد في بث الأخبار بسرعة ودقة. من الصعب الموازنة بين الحاجة إلى إعلام الجمهور بانتشار فيروس ما وضرورة اتخاذ التدابير وقائية، وبين عدم نشر الذعر فيما بينهم.

من المهم أن تبلغ وسائل الإعلام عن الحقائق بدقة وأن تميز بين الأخبار والشائعات الزائفة. ومن المهم الاستمرار في إيصال الرسائل الأساسية حول الصحة العامة، مثل أهمية غسل اليدين بشكل متكرر، والمفاهيم الخاطئة حول استخدام الأقنعة الطبية. كما يحتاج الناس أيضًا إلى التمسك بالأخبار الصحيحة وتفادي تلقي المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي أو مصادر أخرى كي لا تكون واقعية.

قصص ذات صلة