للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يؤكد أستاذ كلية السياسات العامة، بجامعة حمد بن خليفة على أن التعاون والتضامن بين جميع دول العالم أمرًا أساسيًا للتصدي لوباء فيروس كورونا
يبدو جليًا أنه لا يوجد حدود لجائحة "كوفيد-19"، باعتبارها وباءً عالميًّا، فهي لا تفرق بين الاختلافات الثقافية أو العرقية بين البلدن.
يؤكد الدكتور اندرياس ريشكمر، أستاذ دكتور في كلية السياسات العامة، بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، على أن التعاون والعمل الجماعي أمرًا أساسيًا للتغلب على جائحة "كوفيد-19"، قائلاً: "لدينا الآن رسميًا حالات تفشي مسجلة وموثقة في 210 دولة، وهذا أمر غير مسبوق على الإطلاق حتى في تاريخ الأمم المتحدة، وبالتالي فإن الفرصة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة هي العمل الجماعي والتعاون بين الدول في جميع أنحاء العالم".
الدكتور اندرياس ريشكمر
وتابع: "لا توجد هناك فرصة للتعامل مع هذا الأمر إذا قاومت جميع الدول فرص التعاون وقررت كل دولة أن تفكر في احتياجاتها الخاصة أولاً، وأن تتجاهل احتياجات الآخرين، قد يؤدي هذا إلى ردود فعل سيئ للغاية".
وأضاف الدكتور ريشكمر: "في الأسابيع والأشهر الماضية، دعمت دولة قطر بشكل واضح مبادئ التعاون والتضامن الدولي، وبالتالي فهي لاعب وشريك عالمي مهم بسبب علاقتها الوثيقة مع دول العالم، ومثالًا على ذلك قوة العلاقات القطرية الأوروبية من حيث الجهود المتضافرة من دمج السياسات وإجراءات المساعدة، وتطوير البحوث لمعالجة الأزمة على الصعيد العالمي".
لا توجد هناك فرصة للتعامل مع هذا الأمر إذا قاومت جميع الدول فرص التعاون وقررت كل دولة أن تفكر في احتياجاتها الخاصة أولاً، وأن تتجاهل احتياجات الآخرين، قد يؤدي هذا إلى ردود فعل سيئ للغاية
وأشار الدكتور ريشكمر إلى أن معالجة القضية الأساسية، والتي هي التصدي لجائحة "كوفيد-19"، تعتمد على إيجاد وتطوير علاجات فعالة للقاحات والقيام بالكثير من الأمور لمحاولة احتواء تفشي الفيروس، إذ أن الأمور الأخرى كالقدرة على التكيف، أو تسوية منحنى الإصابات، أو كسب بعض الوقت لا يحل المشكلة، وبالتالي، يتطلب حل الأزمة شراكة وتعاون بين الدول في جميع أنحاء العالم".
وفي هذا الصدد تحدث الدكتور ريشكمر حول سبل التعاون بين المؤسسات القطرية والأوروبية للبحث وتطوير عن لقاح محتمل، وتوفير الاختبارات التكنولوجية اللازمة، قائلًا: "هناك تعاون قوي بين المؤسسات القطرية والأوروبية، حيث شارك معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، في تطوير اللقاحات واختبارها".
دعمت دولة قطر بشكل واضح مبادئ التعاون والتضامن الدولي، وبالتالي فهي لاعب وشريك عالمي مهم بسبب علاقتها الوثيقة مع دول العالم
وأضاف: "في سياق البحوث والتطوير والابتكار، تعتبر دولة قطر من خلال عدد من معاهد الأبحاث شريكًا موثوقًا، حيث أن هناك تعاون بين كيانات ومعاهد مؤسسة قطر، وبعض المختبرات الإيطالية، بالإضافة إلى كل من جامعة أكسفورد، وكلية لندن في المملكة المتحدة".
وتابع: "على سبيل المثال، قامت كلية العلوم والهندسة، بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، بإجراء العديد من الأبحاث مع الدول الشريكة الموجودة في أوروبا، ورصد وتتبع تطوير التطبيقات واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والمحاكاة التي أصبحت أداة مهمة اليوم تساعد على اتخاذ القرارات المهمة".
فيما يتعلق في المجالات الإنسانية، أشار الدكتور ريشكمر إلى أن دولة قطر ركزت بشكل أكبر على الدول التي تحتاج مساعدة عاجلة في أوروبا وفي دول منطقة الشرق الأوسط، قائلًا: "كان هناك تضامن قوي مع إيطاليا عندما قامت دولة قطر بتسليم آلاف الأسرّة للمستشفيات في روما".
هناك استجابة سريعة للتعاون الثنائي بين قطر والدول الأوروبية الشريكة، من حيث تكثيف الجهود لمعالجة طرق التواصل وسياسات التبادل في المجال التجاري والتأكد من إعادة توجيه سلاسل التوريد بين قطر وأوروبا
وأضاف: "هذا النوع من التضامن والسخاء لا يقتصر على المساعدات الإنسانية فحسب، بل يشمل تبادل المعلومات والنتائج وجعلها متاحة للجميع، كما أنه يشمل تنسيق السياسات النقدية والمالية المتعلقة بالتجارة".
وتابع: "فمنذ بداية هذا العام، كانت هناك استجابة سريعة للتعاون الثنائي بين قطر والدول الأوروبية الشريكة، من حيث تكثيف الجهود لمعالجة طرق التواصل وسياسات التبادل في المجال التجاري والتأكد من إعادة توجيه سلاسل التوريد بين قطر وأوروبا، والتي أثبتت قدرتها على الصمود في ظل الظروف الحالية، مؤكدةً على أن التعاون الثنائي يعمل على نحو جيد".
تطرق الدكتور ريشكمر إلى أمثلة أخرى لأشكال الاستجابات للتصدي لجائحة "كوفيد-19" في قطر والدول الأوروبية، ومنها العمل بالتدابير التي أصدرتها الحكومات لاحتواء تفشي الفيروس والسيطرة عليه قدر الإمكان، وتنسيق الجهود الاقتصادية والمالية مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والاتحاد الأوروبي والشركاء الأوروبيين للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، والتخفيف من الهبوط الاقتصادي والنقدي.
موخراً، تم نقل عيّنات من بلازما دم المتعافين من فيروس "كوفيد- 19" من دولة قطر إلى إيطاليا وذلك للمساعدة في إمكانية تبيان طرق العلاج، وهذا مثال على التعاون الدولي بين قطر وأوروبا وسط تفشي الوباء.
وقال الدكتور ريشكمر: "من الأمور المهمة أيضًا، تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاستجابة لها، بما في ذلك الحفاظ على نظام التعليم من خلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في جميع المراحل، وكذلك معالجة قضية العاملين والتأكد من استمرار حصولهم على أجور أعمالهم".
واختتم قائلًا: "في الوقت الذي قامت به دولة قطر بتقديم المساعدة والتضامن مع البلدان من حولها، كان هناك بعض الدول الأوروبية مشغولة في محاولة الاستجابة للأزمة في بلادهم، وهذه نقطة إيجابية تحسب لدولة قطر".