إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
3 November 2020

علماء في قطر يستكشفون إمكانية توظيف أدوية السرطان أملًا في إيجاد علاج لفيروس (كوفيد-19)

مشاركة

مصدر الصورة: CI Photos، عبر موقع Shutterstock

تعاون بحثيّ يسلّط الضوء على نوعين من أدوية السرطان يمكن استخدامهما في علاج "سارس-كوف-2"

مع استمرار الفوضى والأضرار الجسيمة التي يخلفّها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في شتّى أرجاء العالم، بلغت حصيلة الوفيات العالمية التي فتك بها الفيروس ما يزيد عن مليون حالة وفاة؛الرقم الذي بدا وكأنه مبالغة مع بداية الجائحة أصبح واقعًا قاسيًا وفي ظل عدم وجود لقاح واعد يلوح في الأفق، فقد شرعت العديد من الدراسات في التركيز على إعادة توظيف العقاقير الحالية في مكافحة الفيروس. ويُقصد بهذا المصطلح إعادة استخدام الأدوية الحالية المرخّصة لعلاج الأمراض أو الوقاية منها خارج نطاق الغرض الطبي الذي أُنتِجت من أجله.

يقول البروفيسور الدكتور بول جيه ثورنالي، مدير الأبحاث في مركز أبحاث السكري بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة: "نحن في خضّم جائحة، والوقت ليس في مصلحتنا؛ لذا فإن إعادة توظيف الأدوية الحالية يمكن أن يساعدنا في إيجاد علاج بصورة أسرع، نظرًا لأن هذه الأدوية معتمدة بالفعل، وشروط الاستخدام الآمن معروفة، ما يوفر علينا عناء الحاجة إلى إجراء تقييم مطوّل للتأكد من سلامتها".

بول ثورنالي

في إطار الجهود التعاونية بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وجامعة قطر، يعكف نخبة من علماء المؤسستين على دراسة إمكانية إعادة توظيف الأدوية المضادة للأورام في علاج فيروس (كوفيد-19)؛ ذلك أن العامل المشترك بين الفيروسات والعديد من أنواع السرطان الذي يزيد من خطورة كلٍ منهما هو سرعة تكاثرها وانتشارها في جسم الإنسان.

من جانبها، أفادت الدكتورة نائلة رباني، بروفيسور العلوم الطبية بكلية الطب في جامعة قطر، قائلًة: "بدأنا بإجراء تحليل حاسوبي للبروتينات المكوّنة لفيروس (سارس-كوف-2) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم لتحديد المستقلَبات التفاعلية الأكثر نجاعة في إنتاج السُميّة البروتينية التي تؤدي إلى تلف بروتينات الفيروس. وقد وجدنا اثنتين من هذه المستقلَبات المعروفة بإنتاج تعديل كمّي للبروتين في الأنظمة الفسيولوجية، وهما: مركّبات الأكسجين التفاعلية ومركّب الميثيل جليوكسال".

وأضاف البروفيسور ثورنالي: "عند استقصاء تفاعل هذه المستقلَبات مع فيروس (سارس-كوف-2)، وجدنا أنه من المحتمل أن يكون الفيروس مقاوِمًا لمركّبات الأكسجين التفاعلية، ولكنّه حساس للتعديل بواسطة الميثيل جليوكسال في البروتين الشوكي والبروتين النووي. ويعتبر البروتين الشوكي بالغ الأهمية لدخول الفيروس إلى خلايا الرئة البشرية، فيما تتمثل مهمة البروتين النووي في تكاثر الفيروس، ويؤدي إتلاف هذين النوعين إلى ضعف العدوى ومنع تكاثر الفيروس".

نائلة رباني

تابع: "واستنادًا إلى بعض البيانات غير المنشورة من العمل البحثي الذي أجريته سابقًا بالتعاون مع البروفيسور نائلة رباني في جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، تمكنا من معرفة أن عددًا من الأدوية المضادة للسرطان والمعتمدة سريريًا تزيد من مستويات الميثيل جليوكسال التي تكفي نسبتها لتعديل بروتينات فيروس (سارس-كوف-2) ووقف نشاطه في الخلايا البشرية".

وقد سبق ملاحظة الحساسية لتعديل البروتين بواسطة الميثيل جليوكسال في أنواع أخرى من الفيروسات، من بينها بعض سلالات فيروس الأنفلونزا. من المعروف أن رفع التركيز الخلوي لمركّب الميثيل جليوكسال بحوالي 4 إلى 5 أضعاف عمّا هو موجود عادة في الخلايا يعمل على إنتاج نشاط مضاد للفيروسات.

أوضح البروفيسور ثورنالي قائلًا: "بعد أن أثبتنا أن الزيادة الدوائية في مركّب الميثيل جليوكسال ستؤدي إلى تأثير مبيد للفيروسات إلى جانب تحسين الاستجابة العلاجية، حددنا اثنين من الأدوية المضادة للأورام التي تزيد من تركيز المركّب الخلوي إلى مستويات مبيدة للفيروسات، وهما: دوكسوروبيسين وباكليتاكسيل. ونعمل الآن على إجراء مزيد من الدراسات على هذين العقارين لتأكيد تنبؤاتنا وتحديد جرعة العلاج المطلوبة ومدته لفيروس سارس-كوف-2".

مع الأخذ في الاعتبار أن أدوية السرطان تشتهر بالقضاء على الخلايا السليمة والمريضة دون تفرقة بينهما، فإن السؤال الآن هل يؤمن استخدامها كعلاج لفيروس (كوفيد-19)؟

بدورها، قالت الدكتورة نائلة رباني: "نظرًا لأن هذه الأدوية قيد الاستخدام السريري بالفعل فإننا ندرك الآثار الضارة المحتملة لها، ومعظم هذه الآثار ترتبط بجرعة العلاج ومدته، ونحن نعلم أن مدة علاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ستكون أقل كثيرًا عن فترة العلاج الكيميائي للسرطان؛ فالدورة النموذجية التي يستغرقها العلاج الكيميائي تبلغ ستة أشهر على الأقل أو أكثر من ذلك، في حين يستغرق علاج (كوفيد-19) نحو شهرٍ واحد بحد أقصى. نحن لا نعرف الجرعة المطلوبة حتى الآن، ولكن إذا كانت الجرعة أقل من تلك المستخدمة في علاج السرطان، فمن المحتمل أن يكون للأدوية سلامة مناسبة لاستخدامها في علاج فيروس كوفيد-19".

مصدر الصورة: Nhemz، عبر موقع Shutterstock

أضاف البروفيسور ثورنالي قائلًا: " من المتوقع أن يكون ارتفاع الميثيل جليوكسال لفترة قصيرة محتملًا بالنسبة للخلايا البشرية، بعكس الفيروس، وقد أشارت دراسة حديثة في المجلة البريطانية للسرطان إلى إجراء ما لا يقل عن 37 تجربة سريرية في الوقت الحالي للأدوية المضادة للسرطان المُعاد استخدامها كعلاج لفيروس كورونا المستجد، وقد يحقق بعضها النتائج المطلوبة من خلال اتباع نهج السمية البروتينية الذي نعمل وفقًا له".

وأردف: "قمنا بنشر النتائج التي توصلنا إليها ويمكن الاطلاع عليها من خلال هذا الرابط، وهي تقدّم دليلًا على إمكانية وقف نشاط فيروس (سارس-كوف-2) باستخدام مركّب الميثيل جليوكسال، كما تستعرض الأساس المنطقي العلمي لإعادة استخدام دوائيّ دوكسوروبيسين وباكليتاكسيل لعلاج مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما يوفر الفعالية التي تتيح إنشاء المؤشر العلاجي المناسب. إننا نتابع حاليًا تطورات هذا البحث ونُقيّم الدواءين المذكورين في مكافحة مزارع فيروس السارس الحي في جامعة قطر. وتتولى الدكتورة نائلة رباني قيادة الجهود في هذا المشروع المموّل من منحة الاستجابة للطوارئ المقدّمة من جامعة قطر".

قصص ذات صلة