للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الصورة الأساسية: معلّم قطري يقدّم حصة دراسيّة في مدرسة ثانوية بالدوحة.
مصدر الصورة: Noushad Thekkayil، عبر موقع Shutterstockيتحدّث فيصل مبارك القحطاني، مُعلّم في أكاديمية قطر – الدوحة التابعة لمؤسسة قطر، عن العوامل التي تساعد في حث الشباب على مزاولة مهنة التدريس وكيف ينعكس ذلك على نهضة المجتمع
العلم هو نبراس الحياة والوسيلة التي يرتقي بها الإنسان إلى أعلى المراتب، ومن هنا تنعكس قيمة المُعلم ودوره الفاعل والنبيل في المجتمع، حيث تقع على عاتق المعلمين مسؤولية إعداد أجيال الغد. ولكن بالرغم من ذلك، يشهد المجتمع القطري عزوفًا من الشباب، لاسيّما الذكور، عن امتهان التدريس.
بالنسبة لفيصل مبارك القحطاني، مُعلم مادة التربية الإسلامية، ومادة التاريخ والتراث القطري في أكاديمية قطر – الدوحة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، والذي يُمارس مهنة التعليم منذ عام 2012، كانت مهنة التدريس هي رغبته منذ أن كان طالبًا في الجامعة، وذلك إيمانًا منه بالرسالة السامية التي يؤديها المُعلم، وضرورة أن يتم تعليم الشباب على أيدي أبناء الوطن لكي يكونوا قدوة حسنة لهم، ويتمكنوا من بناء جيل جديد يعتز بثقافته وقيمه وهويته، مما يُسهم بالتالي في رفعة الوطن ونهضته.
فيصل مبارك القحطاني، مُعلم مادة التربية الإسلامية، ومادة التاريخ والتراث القطري في أكاديمية قطر – الدوحة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.
ولكن وفقًا للقحطاني، لوحظ ابتعاد الشباب من الذكور في قطر على الانضمام لقطاع التعليم نظرًا لوجود تحديات تثني إقبالهم على مزاولة هذه المهنة، ولعلّ أبرزها الأعباء الوظيفية الكبيرة التي تثقل كاهل المعلم، فإلى جانب الكفاءة والمهارة والقدرة على التعامل مع الطلاب، تُعد مهنة التدريس من المهن التي تتطلب مجهودًا كبيرًا ووقتًا طويلًا. كما أوضح القحطاني أن معظم الشباب يميل في الأغلب إلى المهن التي تتمتع بأعباء وظيفية أقل مقابل العائد المادي والحوافز، حيث قد يؤدي الموظفون في القطاعات الأخرى مهام أقل ويحصلون على نفس الامتيازات التي يحصل عليها المعلم.
مما لا شك فيه أن المُعلم القطري يشكل للطلاب مثالًا وقدوة يُحتذون بها، حيث يعزز ذلك شعور الطالب بالانتماء إلى وطنه ومدرسته
ونوّه القحطاني إلى أن مزاولة الشباب القطري لمهنة التعليم يُساهم بشكل مباشر في تعزيز نهضة البلاد، وقال: "مما لا شك فيه أن المُعلم القطري يشكل للطلاب مثالًا وقدوة يُحتذون بها، حيث يعزز ذلك شعور الطالب بالانتماء إلى وطنه ومدرسته، مما قد ينعكس إيجابيًا على اهتمام الطالب بالدراسة والتحصيل الأكاديمي، وبالتالي على قدرته على خدمة الوطن بشكل أكبر".
يجب إبراز الدور الذي يؤديه المعلم في غرس القيم والمبادئ في نفوس طلابه
وذكر القحطاني مجموعة من العوامل التي قد تُسهم في جذب الشباب لمهنة التعليم، وقال: "الارتقاء بمكانة المُعلم ضروري من أجل استقطاب الشباب لقطاع التعليم، حيث يجب إبراز الدور الذي يؤديه المعلم في غرس القيم والمبادئ في نفوس طلابه، وقدرته على أن يترك بصمة إيجابية في حياة الطلاب الذي يتعلمون على أيديهم، وما يحظى به من مكانة وتقدير واحترام في المجتمع".
لدينا شباب قادر ومؤهل ويمتلك كل الإمكانيات التي تخوّله لأن يثبت وجوده في كلّ المواد
وأضاف: "يحتاج شبابنا إلى المزيد من التشجيع والدعم للتوجه إلى مهنة التدريس، وقد يكون ذلك من خلال التوجيه المهني المناسب للطلاب، فنحن لدينا شباب قادر ومؤهل ويمتلك كل الإمكانيات التي تخوّله لأن يثبت وجوده في كلّ المواد، إلى جانب توفير امتيازات مادية ومعنوية معينة يتمتع بها المعلم نظرًا لما يتحمله من أعباء وتكون بمثابة حافز للشباب".
حسبما ذكر القحطاني، يُشكل المعلم القطري مثالاً يُحتذى به وقدوة للطلاب، لكنّ هناك تحديات تثني الشباب القطري عن ممارسة التدريس كمهنة.
واختتم قائلًا: "من واقع تجربتي، أحث كلّ شاب قطري قادر ومؤهل على أن يؤدي رسالة التعليم فهي من أسمى الوظائف وأسمى الرسالات التي قد يقوم بها الإنسان، إضافة إلى الأجر والثواب الذي يحصل عليه المعلم، وألا يدخروا جهدًا للتوجه إلى التدريس ليُسهموا في بناء مستقبل أفضل".