إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
5 October 2019

اليوم العالمي للمعلمين: الطاقم الأكاديمي ركيزة أساسية في السعي نحو اقتصاد مستدام

مشاركة

المشاركة في الندوات والمؤتمرات الدولية تُظهر للعالم مكانة دولة قطر كمنافس قوي في مجال التعليم

منذ عقود، لم يعُد الحصول على الشهادة الجامعية أو درجة الدكتوراه وحده كفيلاً لضمان العمل في وظيفة المُعلّم.

وقد أدرك التربويين في جميع أنحاء العالم الحاجة إلى مواكبة آخر التطورات في مجالات تخصصهم لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة في مجتمع سريع التطوّر، لاسيما مع تطوّر التكنولوجيا وزيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات.

وكذلك هو الحال في دولة قطر، إذ تُعد الندوات وورش العمل والمؤتمرات الرامية إلى التطوير المهني والذاتي من السمات الأساسية في التقويم السنوي لأغلب المدرسين وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات.

وبدورها تدرك مؤسسة قطر الدور الهام للمدرسين وأعضاء هيئات التدريس في إعداد الجيل القادم من القادة، وحثّهم على الاستفادة القصوى من فرص التطوير المهني.

يرى الدكتور مارك أوين جونز، أستاذ مساعد في دراسات الشرق الأوسط والمجتمعات الإنسانية بجامعة حمد بن خليفة، عضو في مؤسسة قطر، والسيدة لولوة بنت سلمان بن جاسم الدرويش، أول معلّمة قطرية بأكاديمية ريناد، التي تعمل تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أن استكشاف فرص التطوير المهني يُعد أساسيًا في حياتهم المهنية.

هذه الفرص تشكل حافزًا معنويًا، تعمل على إضفاء الطابع الإنساني على المجال الأكاديمي

الدكتور مارك أوين جونز

ويعتقد الدكتور جونز، الذي أمضى أكثر من عقد من الزمان في مهنة التدريس، بأن هذه الفعّاليات أساسية لضمان بأن من يُدّرسون الطلاب على اطلاع بأحدث المستجدات في مجالات تخصصهم.

وقال: "إن المؤتمرات وورش العمل وفرص التواصل هي مقوّمات الحياة الأكاديمية والإبداع والإنتاج المعرفي".

وأضاف: "تقدم مثل هذه الفرص - إلى جانب التطوير المعرفي – دافعًا معنويًا، فهي تعمل على إضفاء الطابع الإنساني على المجال الأكاديمي، مما يمنح المعلمين المشاركين حافزًا وإلهامًا لمواصلة إجراء البحوث الهامة في جامعاتهم ومدارسهم".

وحسبما ذكر الدكتور جونز، يُعد الأكاديميون ممثلون مؤهلون لإمكانيات بلادهم؛ وعند اجتماعهم مع أعضاء هيئات تدريس أخرى في مؤسسات مهمة ومؤثرة، فإنهم يؤسسون لروابط قوية من شأنها أن تؤثر على صنّاع السياسة في العالم.

وعلّق قائلاً: "عندما يحضر المدرسين وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات مؤتمرات رفيعة المستوى، فإنهم يؤكدون للعالم مكانة دولة قطر كمنافس قوي في مجال التعليم".

وأضاف: "لذلك أهمية خاصة لأن قطر تعمل على بناء اقتصاد مستدام؛ إذ من المفيد جدًا أن يظهر منتجي المعرفة في الشبكات البحثية والعلمية العالمية المتطورة. إضافةً إلى ذلك، تعمل المعايير والخبرات العالية لأعضاء هيئة التدريس أيضًا على جذب وتشجيع الباحثين والتربويين من دول أخرى لاستثمار وقتهم وتمويلهم في قطر".

ويعتقد الدكتور جونز

دورة مستمرة من الفائدة

يُشير الدكتور جونز أيضًا إلى أن المؤتمرات التي يحضرها تُساعده في تقديم مواضيع وأفكار واتصالات جديدة لطلاب جامعة حمد بن خليفة، والتي اكتسبها بفضل اجتماعاته مع الجامعات الأخرى.

وقال: "خلال زيارتي لإسطنبول العام الماضي لإلقاء محاضرة حول "سوء تفسير المعلومات"، قمت بربط الطلاب المهتمين بالكتابة عن الأخبار الكاذبة مع أعضاء هيئة التدريس هناك". وتابع: "يعمل أحد طلابي حاليًا مع باحث آخر التقيت به في نفس المؤتمر على إجراء بحث حول الحسابات الموثّقة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالمثل، تواصل معي أحد كبار الأكاديميين الذي التقيت به في مؤتمر آخر لمساعدته في تحرير كتاب، ونظرًا لانشغالي حينها، قمت بترشيح فاطمة حبيل، أحد طلاب الماجستير في البحوث، وتم قبول اقتراحي واليوم تتعاون فاطمة مع عدد من الأساتذة بجامعة كولونيا بألمانيا. إذاً فهي دورة تعود بالفائدة على المعلمين والطلاب والمؤسسة والدولة".

تطوير المهارات

ومن جهتها، تواجه المعلمة لولوة بنت سلمان بن جاسم الدرويش، إحدى معلمات أكاديمية ريناد، المتخصصة في دعم الأطفال ذوي التوحد الخفيف منه إلى المعتدل، تحديات يومية لتحسين حياة طلابها الأطفال وذلك ضمن جهودها الدؤوبة لتمكين طلابها وأسرهم لعيش حياة سعيدة، والتي هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في المجتمع المحلي.

في كل يوم أدرك أن تطوير مهاراتي أمر بغاية الأهمية

لولوة بنت سلمان بن جاسم الدرويش

وبالنسبة إلى السيدة لولوة، فإن التطوير المهني يعد شرطًا دائمًا نظرًا لطبيعة المجال المتخصص الذي تعمل به والذي يستمر بتحديث أساليب التعليم البيداغوجية لديه.

وتضيف قائلة: "إن تطوير مهاراتي أمر بغاية الأهمية، وإنني أدرك قيمة ذلك كل يوم من خلال طبيعة مجالنا المتغيّر والمتقلب والمتطوّر باستمرار، والذي يواصل بتطوير مناهج وسياسات وأفكار جديدة كل يوم، ويستقي مخرجاته من تجارب جماعية للعديد من المعلمين المجتهدين والمهنيين المثابرين في عملهم".

تحقيق الأفضل

يجب على المعلمين اليوم أن يوازنوا بين العديد من العوامل الخارجية المؤثّرة على التعليم، كالأجهزة الرقمية والتكنولوجيا والعلوم الأكاديمية والإرشاد الأكاديمي والأنشطة خارج الصيف، وذلك بهدف تطوير مهاراتهم وتحسينها. ومن العوامل الأخرى المؤثرة أن الأجيال الجديدة من الطلاب لا تعتمد كل القدر على الدعم الأكاديمي والتربوي الذي يقدمه لهم المعلمون كما كان يفعل آبائهم وأجدادهم في الماضي.

واختتمت السيدة لولوة عن مستقبلها في التعليم قائلة: "إن هدف تطوير مهاراتي الذاتية بشكل مستمر يتيح لي المجال أن أقدم أفضل ما تعلمته لأطفالي، وأن أساهم في تدريب الأجيال القادمة من المعلمين القطريين ليحصلوا على الجودة العالية ذاتها من التطوير المهني الذي تلقيته".

قصص ذات صلة