للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تقى عفيفي، طالبة سنة ثالثة في وايل كورنيل للطب – قطر، تقول بأن دراسة المقرر الاختياري كان أشبه بالتواجد في قلب العاصفة.
يؤكد طلاب مؤسسة قطر على أهمية الرعاية الصحية العامة في مواجهة جائحة (كوفيد- 19)
في عام 1854، أودى تفشي الكوليرا في وسط لندن، المعروف باسم حادثة مضخة شارع برود، بحياة أكثر من 600 شخص. كان من الممكن أن يكون عدد الضحايا أعلى، لولا جهود الدكتور جون سنو، وهو طبيب بريطاني استخدم المراقبة والاختبار والاستدلال والخرائط، في تحديد مصدر التفشي، وكان عبارة عن مضخة مياه لتوزيع المياه الملوثة إلى حيّ معين. غالبًا ما يُوصف هذا الحدث، بأنه الحدث الرئيسي لعلم الأوبئة الحديث والصحة العامة.
بالتقدم إلى عام 2020، سلطت جائحة (كوفيد- 19) الضوء على دراسة الأمراض المعدية والصحة العامة، وهي المجالات التي، بسبب بروز التخصصات الطبية الأخرى وما تلاها من تسويق للرعاية الصحية، تم التعتيم عليها من قبل العديد من سائل الإعلام.
باسل حمص، أحد الطلاب الذين أكملوا دراسة المقرر الاختياري، يقول بأن الجائحة ذكرتنا بأن الرعاية الصحية نشأت من أجل الحفاظ على صحة السكان.
يدرس طلاب وايل كورنيل للطب – قطر ومنهم باسل حمص (يعالج المرضى في الصورة) الصحة العامة خلال السنة الأولى والأخيرة من دراسة الطب.
مع ذلك، يبدو أن هذه المعادلة قد تغيّرت بين عشية وضحاها، فمع اجتياح (كوفيد- 19) العالم تهيمن الصحة العامة على الأخبار حيث يعمل صانعو السياسات والباحثون جنبًا إلى جنب مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعات، مثل الطلاب في وايل كورنيل للطب- قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، لدراسة طرق التخفيف من آثار هذا الوباء.
فقد أكمل سبعة من طلاب الطب في وايل كورنيل للطب- قطر، مؤخرًا مقررًا اختياريًا جديدًا حول آلية عمل إدارة الصحة العامة للتصدي للأمراض المعدية، وشارك في تنظيمها قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر إلى جانب وزارة الصحة العامة في دولة قطر.
مديرو المقرّر الاختياري هم الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة، والأستاذ المشارك لسياسات وبحوث الرعاية الصحية في وايل كورنيل للطب – قطر؛ والدكتور رافيندر مامتاني أستاذ سياسات وبحوث الرعاية الصحية في وايل كورنيل للطب – قطر ونائب العميد لشؤون الطلاب والقبول والصحة السكانية وطب نمط الحياة، والدكتورة سهيلة شيما مدير قسم الصحة السكانية والأستاذ المساعد لسياسات وبحوث الرعاية الصحية في وايل كورنيل للطب - قطر.
وقد مكّن هذا المقرر الاختياري المعتمد لمدة شهر، والذي عقد في وزارة الصحة العامة، الطلاب من إلقاء نظرة متعمقة على علم الأمراض المعدية والأوبئة، والتعرف على خصائص الفيروس والأسباب المؤدية لتفشيه، وعلى أساليب التحقق من انتشاره، وطرق إدارته، وكيفية الإبلاغ عنه والتوعية بخطورته من قبل أصحاب المصلحة.
المشاركة في برنامج تتعرف من خلاله على أزمة صحية حالية وتراقب كيفية تطورها، ثم تطبق ما تعلمته، هو أمر آخر
وفقًا لتقى عفيفي وباسل حمص، وهما اثنان من طلاب وايل كورنيل للطب-قطر، الذين أكملوا المقرر الاختياري، فإن ما يميز هذا المقرر هو تواجدهم في "غرفة التحكم" إلى جانب متخصصين في الصحة العامة في الخطوط الأمامية، والذين شاركوا في مراقبة والتخفيف من انتشار الجائحة في دولة قطر.
تقول تقى عفيفي:"إن الأمر أشبه بالتواجد في قلب العاصفة، بغض النظر عما تقرأه عن علم الأوبئة في الكتب المدرسية، فإن المشاركة في برنامج تتعرف من خلاله على أزمة صحية حالية وتراقب كيفية تطورها، ثم تطبق ما تعلمته، هو أمر آخر".
وتضيف:" شاركنا في مراقبة البيانات، والتواصل مع مرضى جائحة (كوفيد-19)، وتتبع جهات الاتصال الثانوية، واتخاذ المزيد من التدابير، وما إلى ذلك. لا يمكن لأي محاضرة أن تعلمك ذلك، فأنت بحاجة إلى التواصل عن قرب مع الآخرين، لفهم الجهود التي تبذل للحفاظ على صحة الأفراد، وعلى الصحة العامة في دولة ما، وهذا ما تقوم عليه دراسة الطب".
ظلت الركائز الأساسية لمعالجة الأوبئة كما هي على مر السنين؛ ما تغير هو طريقة تسريع التكنولوجيا وشحذ عملية الجمع والتحليل والنتائج
كما يعكس المقرر التطور التاريخي للمنهجية المجربة والمختبرة في دراسة الأمراض المعدية ويقدّرها. ومنذ زمن الدكتور جون سنو، لم تتغير الكثير من المواضيع التي نوقشت في المقرر الاختياري، مثل فهم خصائص العوامل المعدية، تتبع الاتصال، المراقبة، تقييم البيانات، ورسم خرائط الطريق ومراقبة شريحة السكان الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة، ومع ذلك، إلى جانب المجالات الأخرى مثل الاتصالات والتحليل الإحصائي، تم تعزيز دقتها من خلال التكنولوجيا.
وتوضح عفيفي:" "ظلت الركائز الأساسية لمعالجة الأوبئة كما هي على مر السنين؛ ما تغير هو طريقة تسريع التكنولوجيا وشحذ عملية الجمع والتحليل والنتائج".
تضيف: "على سبيل المثال، خلال الدورة، استخدمنا منصة رقمية مرتبطة بنظام إدخال بيانات يسمى النظام الإلكتروني للمراقبة والتحصين. يأخذ النظام جميع البيانات التي جمعناها من الميدان وينتج التحليل الوبائي. قبل عقود قليلة، كان لا بد من القيام بذلك يدويًا. وقد لعبت الاجتماعات عبر شبكة الإنترنت دورًا كبيرًا، حيث سمحت لأولئك الموجودين في الخطوط الأمامية بالتواصل المباشر مع الممارسين في منطقة أو قارة مختلفة، لمقارنة البيانات أو تلقي الارشادات."
قد ننسى أن الرعاية الصحية نفسها نشأت من الحاجة إلى الحفاظ على صحة السكان، وهذه الجائحة قد ذكرت الجميع بذلك
قد تكون جائحة (كوفيد- 19) هي ما أدى إلى تقديم المقرر الاختياري الجديد، ولكن الصحة العامة كانت دائمًا جزءًا من المناهج الدراسية الجامعية في وايل كورنيل للطب-قطر.
يمر الطلاب ببرنامج تدريب إجباري لمدة أسبوعين في مجال الصحة العامة، كما تقدم الكلية أيضًا مقرّران آخران يركزان على الصحة العامة، طب نمط الحياة والصحة العالمية، للراغبين في اكتساب فهم أعمق للجوانب العملية للموضوع. وهو أيضًا المحور الرئيسي لقسم الصحة السكانية بالكلية.
تقول الدكتورة سهيلة شيما، مدير قسم الصحة السكانية والأستاذ المساعد لسياسات وبحوث الرعاية الصحية في وايل كورنيل للطب – قطر: "يقوم قسم الصحة السكانية بإجراء أبحاث في الأمراض المعدية منذ إنشائه في عام 2017. استكشفت بعض منشوراتنا البحثية الأخيرة معدل حدوث "التهاب الكبد الوبائي نمط سي وإدارته، والوعي العام بفيروس زيكا، وأهمية رسم خرائط الفجوات في علم الأوبئة. بالإضافة إلى ذلك، يقوم القسم أيضًا بإجراء أبحاث تتعلق بـ(سارس) و(كوفيد- 19).
في إطار دراسة المقرر الاختياري، تعلم طلاب وايل كورنيل للطب – قطر، ومنهم تقى عفيفي كيفية مراقبة البيانات والتواصل مع المرضى المصابين بكوفيد-19، وتتبع جهات الاتصال الثانوية، واتخاذ المزيد من التدابير والتدخلات.
لقد ساهمت الجائحة الحالية عن غير قصد بتذكير نظام الرعاية الصحية، والعالم بأسره بأن الصحة العامة هي في صميم التعليم والعلاج الطبي، وكذلك يجب أن تكون دائمًا.
يقول باسل حمص:" قد ننسى أن الرعاية الصحية نفسها نشأت من الحاجة إلى الحفاظ على صحة السكان، وهذه الجائحة قد ذكرت الجميع بذلك. كطالب طب، سلطت الجائحة الضوء أيضًا على سبب اعتماد مقررات الصحة العامة في مناهجنا الدراسية؛ لماذا يتم تدريسها في السنة التأسيسية وفي السنة الأخيرة. السبب، هو أن ذلك يدفع إلى إدراك حقيقة أنه على المستوى الجزئي والكلي، فإن هدف الرعاية الطبية هو الصحة العامة، وهي بداية ونهاية الوقاية من الأمراض وعلاجها".