للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تتضمن علامة الجودة القطرية معايير معينة على الشركات الالتزام بها في منتجاتها.
مصدر الصورة: Mike Egerton، عبر موقع REUTERSيتحدث الدكتور أجوستين إنداكو، أستاذ مساعد مشارك في علم الاقتصاد بجامعة كارنيجي ميلون في قطر عن أهمية علامة الجودة القطرية في السوق القطرية للمصنّع والمستهلك
خلال الأسابيع الأولى من إطلاق علامة الجودة القطرية، سارعت عدد من المصانع المحلية التي تستوفي المعايير والمؤهلات اللازمة من مختلف القطاعات الإنتاجية والصناعية للتقدّم بطلب الحصول عليها، مُزوّدين بملفاتهم التي تحتوي على معلومات عن منتجاتهم، منشآتهم، مخازنهم، قواهم العاملة وغيرها العديد من التفاصيل، التي قد تخوّلهم انتزاع علامة الجودة القطرية.
ولما لا؟ وهذه العلامة ستكون جواز عبور لهم إلى العالمية، ووسيلة مضمونة لتثبيت مكانتهم التنافسية في الأسواق الداخلية، وكسب ثقة المستهلك الذي بات أمامه خيارات متنوعة مع انفتاح السوق القطري على منتجات عالمية جديدة بعد الحصار بالإضافة إلى الميزة التنافسية التي تمنحها لهم هذه العلامة في مجال المناقصات لا سيمّا الحكومية.
الدكتور أجوستين إنداكو من جامعة كارنيجي ميلون في قطر.
كيف يمكن تعريف علامة الجودة القطرية؟ وأين تكمن أهمية الحصول عليها بالنسبة للمُصنعين، والمستهلكين؟ وكيف تنعكس فائدة هذه الخطوة على الاقتصاد القطري بشكل عام؟ وهل يعتبر الإعلان عن هذه العلامة خطوة متأخرة خصوصًا وأن دولة قطر تمكنت من تثبيت مكانتها العالمية في مجالات متنوعة، سواء في السياسة الخارجية، التنمية الدولية، التعليم، الرياضة، والصناعات المرتبطة بقطاع النفط والغاز.
ماذا عّما تشكله علامة الجودة القطرية من تحدٍ أمام الشركات الناشئة والصغيرة مقارنة بالمصانع الكبرى القادرة على تحصيل هذه العلامة؟
يُجيب عن تلك التساؤلات الدكتور أجوستين إنداكو، أستاذ مساعد مشارك في علم الاقتصاد بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، الذي قدّم تعريفًا مبسطًا عن مفهوم علامة الجودة، قائلاً: "تشير علامة الجودة إلى أن الدولة قد أنشأت مجموعة من المعايير واللوائح التي يجب أن تفي بها.
يثق الناس عادة بمنتجات معينة، وبالتالي حصول الشركات على علامة الجود القطرية يساعدهم في جذب مستهلكين جدد بوقت أسرع، وكسب ثقة المستهلك من دون الحاجة إلى إعلانات تجارية مكثفة
بعض الشركات والمنتجات الراغبة بالحصول على هذا الامتياز"، مشيرًا إلى أنه:" بمجرد الإعلان عن علامة الجودة في أي بلد بالعالم، تسعى الشركات في الغالب للحصول على تلك الشهادة، في مسعى لتلبية اللوائح والامتثال لتلك المعايير التي تضعها الدولة".
فيما يتعلق بوحدة هذه المعايير أو مدى اختلافها بين الدول التي تميزّ علامات الجودة الخاصة بكل بلد، يوضح الدكتور إنداكو:" يمكن لكّل دولة تحديد معايير علامة الجودة الخاصة بها، والتي قد تكون أكثر تساهلاً أو أكثر صرامةً بين دولة وأخرى. وثمة دول تركّز على معايير معينة دون أخرى، فمثلاً قد تركز بعض الدول على المعايير البيئية، فيما تركز أخرى على معايير من شأنها تعزيز مكانتها المنافسة في الأسواق الدولية في قطاعات مختلفة، وهذا ينطبق على نموذج علامة الجودة في دولة قطر، حيث التدقيق في الجودة يتماشى مع المعايير الدولية. وعليه، فإن ذلك يعتمد على أولويات كلّ دولة وما تتطلع إليه من خلال هذه العلامة".
تم تصميم العلامة لمطمئنة المستهلكين في قطر بأن المنتجات التي يبتاعونها مطابقة لمواصفات معينة. مصدر الصورة: Adam Davy، عبر موقع REUTERS
في المرحلة الأولى، تركز دولة قطر على المنتجات الوطنية والمصنعة في المصانع القطرية، وفي المرحلة الثانية سيتم التوجه إلى المنتجات في مختلف دول العالم الراغبة في الحصول على علامة الجودة القطرية.
وتتطلع اليوم العديد من المنتجات المحلية إلى التوسع خارج الدولة بعد تلبية متطلبات السوق المحلية بكفاءة ومرونة، ومساهمتها في دعم الاقتصاد القطري في زمن الحصار، والتحديات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وعلى الراغبين بالحصول على هذه العلامة تقديم ملفّ فني لهيئة المواصفات والمقاييس في قطر يثبت تلبيتها لهذه المعايير، بدءًا من مواصفات المنتج، العاملين بالمصنع، عملية الإنتاج، مرورًا بتدريب الموظفين وشهاداتهم، وطريقة عمل المختبرات وشهادات الجودة الأخرى، بالإضافة إلى استيفاء عدد من الاشتراطات والأنظمة الدولية الخاصة بمنح علامة الجودة، ويكون الترخيص لمدة سنتين قابلة للتجديد.
يأتي إطلاق علامة الجودة القطرية ليُساند مهمتنا المستمرة الهادفة إلى تثقيف وتطوير العقول المبدعة، وإلهام طلابنا وتشجيعهم على ابتكار الأفكار الإبداعية، وتنفيذ المشاريع التي تعتمد على الجودة العالية
وعن الفوائد التي تحققها علامة الجودة، يقول الدكتور أجوستين إنداكو:" بالنسبة للشركة المنتجة، فإن وضع معايير محددة للجودة يُساعد الشركات على الوفاء بالتزاماتها من أجل الحصول على هذا التميّز. أما بالنسبة للمستهلك، فإن هذه العلامة تعطي إشارة واضحة جدًا له بأن هذه المنتجات آمنة وذات جودة عالية وأنها تفي جميع المعايير الوطنية".
وعمّا إذا كان الإعلان عن علامة الجودة القطرية مرتبط بتوقيت معين، خصوصًا وأن الحديث عن هذا الأمر متداول منذ نحو السنتين في قطر، اعتبر الدكتور إنداكو أن أهمية هذه الخطوة لا ترتبط بتوقيت بقدر ما تكمن في تنفيذ المعايير ومراجعة المنتجات بشكل منتظم، وأهمية التزام الشركات بمعايير الجودة، وإيمان المستهلك بهذه العلامة، واستمرارية علامة الجودة من حيث ثقة المستهلك بها، وسعي الشركات للحصول عليها والحفاظ عليها بشكل دائم.
شدد الدكتور إنداكو على المنافع التي تحققها الشركات بحصولها على علامة الجودة القطرية قائلاً:" يثق الناس عادة بمنتجات معينة، وبالتالي حصول الشركات على علامة الجود القطرية يساعدهم في جذب مستهلكين جدد بوقت أسرع، وكسب ثقة المستهلك من دون الحاجة إلى إعلانات تجارية مكثفة، بمجرد حصولهم على هذه العلامة فهذا يعني أن المنتج حاز على الثقة".
هذه العلامة ستساعدنا على توجيه النقاشات نحو أهداف معينة، وتطوير مهارات طلابنا لمساعدتهم على اكتساب القدرة على تسريع عمل شركاتهم الناشئة في المستقبل لاستحقاق علامة الجودة القطرية بكل جدارة
في سياق التحدي الذي قد تشكله علامة الجودة في طريق الشركات الناشئة، والشركات المتوسطة، رأى الدكتور أنداكو أن:" علامة الجودة القطرية تساهم في تسريع عمل الشركات الناشئة ذات الجودة العالية وتختصر عليها الطريق، بوضعها معايير معينة وواضحة لهذه الشركات، كي تعمل منذ بدايتها على تحقيقها"، إلا أنه وبحسب إنداكو، فإن التحدي الأكبر سيكون بوجه الشركات المتوسطة، التي عليها أن تختار السوق الذي تستهدفه، سواء عبر التقدّم لمنافسة الشركات ذات الجودة العالية، أو التراجع إلى السوق التنافسية المرتكزة على السعر المنخفض بغض النظر عن الجودة.
الحصول على العلامة سيساعد الشركات على اكتساب ميزة تنافسية في السوق وفقًا للدكتور إنداكو. مصدر الصورة: Stringer، عبر موقع REUTERS
بين هذا وذاك، تبقى الميزة التنافسية للشركات والقدرة على الابتكار والإبداع هي الهدف الأساسي الذي تسعى مؤسسة قطر إلى غرسه في نفوس طلابها، وحول ذلك، يختم الدكتور أجوستين إنداكو بالقول:" يأتي إطلاق علامة الجودة القطرية ليُساند مهمتنا المستمرة الهادفة إلى تثقيف وتطوير العقول المبدعة، وإلهام طلابنا وتشجيعهم على ابتكار الأفكار الإبداعية، وتنفيذ المشاريع التي تعتمد على الجودة العالية. هذه الخطوة، ستسمح لنا بتحديد ماهية المشاريع التي تفي بالمعايير الوطنية، والتي نقوم بإدخالها كنماذج للدراسة ضمن مقرراتنا التعليمية، حيث النقاشات مستمرة مع الطلاب حول المواصفات التي تميز المنتج، واليوم، مع علامة الجودة القطرية تصبح المعايير في السوق المحلية أكثر وضوحًا. نحن في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، نسعى إلى مناقشة المفاهيم التجارية ضمن سياق محلي، وبذلك فإن هذه العلامة ستساعدنا على توجيه النقاشات نحو أهداف معينة، وتطوير مهارات طلابنا لمساعدتهم على اكتساب القدرة على تسريع عمل شركاتهم الناشئة في المستقبل لاستحقاق علامة الجودة القطرية بكل جدارة".