مؤسسة قطر تُمكّن المرأة من التميّز في مجال الابتكارات العلمية

لاتزال وجهات النظر حول مشاركة الإناث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مختلفة حول العالم، إلا أنه مع وجود الدعم والتشجيع ترتفع نسبة تواجد الإناث اللواتي يضعن بصماتهن في هذه المجالات.

وفي الوطن العربي، يأتي هذا الدعم من برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي الرائد في المنطقة "نجوم العلوم"، الذي انطلق بمبادرة ودعم من مؤسسة قطر، ويلهم كل عام مئات من الشباب والشابات الطموحين في جميع أنحاء العالم العربي للمشاركة بأفكارهم المبتكرة.

عبر المواسم السابقة، شهد برنامج نجوم العلوم مشاركة 29 إمرأة للتنافس على لقب أفضل ابتكار عربي، ومن بينهم الدكتورة نور مجبور، باحثة مشاركة بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والحاصلة على المركز الثاني من الموسم العاشر في نجوم العلوم، التي تحدث عن تجربتها قائلةً: "كانت تجربتي في البرنامج رائعة جدًا، إنها أكثر من مجرد مسابقة، وقد ساعدتني على بناء شبكة اتصالات قوية مع نظرائي في هذا المجال".

وأضافت الدكتورة مجبور: "من الضروري تواجد المرأة في هذا النوع من البرنامج، لإثبات أهمية دورها في بناء المجتمع العلمي. وبالطبع، التواجد في المجالات العلمية ليس بالأمر السهل، وقد يكون أصعب للمرأة مقارنة بالرجل بسبب طبيعة حياتها، وتعدد أدوارها في المجتمع".

وتابعت الدكتورة مجبور: "قد يكون لغياب المرأة عواقب سلبية، لأنه بطبيعة الحال، المرأة هي نصف المجتمع، ويجب أن نعترف اليوم أن طريقة تفكير المرأة، وتعاملها مع التحديات، مختلفة عن الرجل، وعلينا الاستفادة من هذه الميزات لصالحنا، وأؤمن بأنه يجب علينا أن نجد طرقًا لتمكين المرأة".

قد تواجه المرأة العربية، على وجه الخصوص، عددًا من العوائق التي تمنعها من العثور على عمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إذ يشير "تقرير العلوم: نحو عام 2030" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى أن ضعف الوعي حول ما تنطوي عليه مهنة ما في العلوم أو التكنولوجيا، أدى إلى نقص القيادات النسائية في هذا المجال، وندرة الوظائف المناسبة يمكن أن تعيق النساء أيضًا.

من جانبها قالت آنا مالك، مهندسة علوم بيولوجية، شاركت بالموسم العاشر من برنامج "نجوم العلوم": "المرأة لديها الإمكانيات الكافية لأن تلتحق بالمجالات العلمية، إلا أن تقبل المجتمع لانخراطها في هذه المجالات لا يزال غير واضح في منطقة الشرق الأوسط، وقد يرجع ذلك للمسؤوليات والأولويات التي تلتزم بها المرأة، وكذلك بعض التحيز المهني في بيئة مختلطة".

تابعت مالك: "نسبة النساء اللاتي يعملن في العلوم في الوطن العربي مرتفعة، وبالتالي لدينا القدرة الكافية للتفوق في هذا المجال، كما يوجد العديد من النساء العربيات اللاتي يتواجدن في الدول الغربية، وهن متفوقات وناجحات في مجالاتهن العلمية".

وأضافت مالك: "يمكن للمرأة أن تتفوق وتتميز في هذا المجال، كونها لديها القدرة على رؤية الأشياء من وجهة نظر مختلفة. المرأة تمثل نصف المجتمع، وإن أهملنا دورها، فإننا نتخطى 50 بالمائة من الموارد البشرية بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلول في جميع أنحاء العالم".

وقالت مالك: "لا يجب أن تحدّ المرأة دورها كفرد منتج ومفكر، ومن تجربتي الشخصية، عندما كنت حامل، معظم الأشخاص من حولي نصحوني بأخذ فترة إجازة للاهتمام بصحتي، لكن عندما علمت بأنني سأرزق بفتاة، تحمست للعمل أكثر، لأكون قدوة حسنة لها".

ولاء عنيبة شابة تونسية قررت تحويل ألمها لمساعدة الآخرين وتقليل الحوادث المأساوية، فقبل بضع سنوات، فقدت ولاء صديقتها في حادث مروع أودى بحياتها، وقد شاركت في الموسم السادس من "نجوم العلوم"، وقالت عنبية: "في السنوات الأخيرة، نلاحظ ارتفاع كبير بنسبة تواجد المرأة في المجالات العلمية المختلفة. وسوق العمل اليوم، لم يعد موجهًا للرجال فقط، ونظرة المجتمعات العربية للمرأة العاملة في المجالات العلمية تغيرت بشكل ملحوظ". وتابعت عنيبة: "المرأة قادرة على أن تكون أم أو ربة منزل ورائدة أعمال ناجحة في نفس الوقت، ويمكنها أن تلتحق بمختلف المجالات، فلا يوجد تخصصات تقتصر على الرجال فقط".

وأضافت عنيبة: "في البداية كان لدي تخوف من وجودي في بيئة عمل منافسة للرجال، لكنني حظيت بتشجيع ودعم مستمر من والدي وشقيقي، واليوم، أنا إمرأة ناجحة، ولدي شركة خاصة يعمل فيها مهندسون وتقنيون من الجنسين، ورسالتي للمرأة أن لا يكون هناك حاجز بينها وبين طموحاتها".

واجهت جنان عصام الشهاب من دولة الكويت، إحدى المشاركات في الموسم الثاني من "نجوم العلوم"، في بداية مشوراها العملي العديد من التحديات ولكنها استطاعت التغلب عليها، قائلةً: "لدينا في الوطن العربي الكثير من رائدات الأعمال وأصحاب الشركات من الإناث، ولا أؤمن بوجود أي عائق للنساء للدخول في المجالات العلمية، فمن تريد، تستطيع النجاح. وعلى الرغم من وجود الكثير من التحديات التي قد تواجهنا كسيدات إلا أنه مع الإصرار والتمسك بأحلامنا يمكننا تحقيقها".

وأضافت الشهاب: "في بداية دخولي في مجال الأعمال، لاحظت أن الموضوع شبه مستحيل، حيث كان من الصعب جدًا الحصول على ورشة عمل خاصة بي لتطوير اختراعي، كونها تحتوي على العديد من المعدات الثقيلة، وعندما قابلت مجموعة من الاستشاريين نصحوني بالبحث عن عمل أسهل أو مشروع منزلي".

وتابعت: "لم أستمع اليهم حينها، وتابعت العمل على مشروعي، ونجحت بالخروج بالمنتج النهائي، لكني شعرت بالنجاح الحقيقي عندما أراد الاستشاريون نفسهم الذين رفضوا العمل معي مسبقًا، أن يدخلوا بشراكة معي للعمل على ابتكاري".

اختتمت الشهاب قائلةً: "من الصعب تغيير أفكار المجتمع في فترة قصيرة، ومن الممكن أن لا يكون هناك تقبل كامل من المجتمع لتواجد المرأة في المجالات العلمية، لكننا اليوم نشهد تغييرًا وتطورًا واضح، وهذا بحد ذاته خطوة مشجعة وداعمة".