للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تناولت ندوة "النهوض بالتعليم عبر المدارس التقدّمية" التحديات والفرص التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" على مستقبل المدارس التقدمية
اجتمع قادة من المدارس التقدّمية من مختلف أنحاء العالم في ندوة عبر الإنترنت لمؤسسة قطر سلطت الضوء على دور الطلاب وأولياء الأمور في المساهمة في تشكيل بيئة التعلم الخاصة بهم، والتي شهدت تحولًا إلى آليّة تعليم جديدة تتطلّب "التعلم عن بُعد" في ظل تفشي جائحة "كوفيد-19".
حضر الندوة، التي استضافها التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر عبر الإنترنت بعنوان "النهوض بالتعليم عبر المدارس التقدّمية"، ستة خبراء من خمسة بلدان مختلفة لمناقشة بعض تداعيات الجائحة على المدارس حول العالم.
وقالت السيدة مريم الهاجري مدير عام مدرسة "أكاديميتي"، وهي أول مدرسة تقدّمية من نوعها في قطر تعمل تحت مظلة مؤسسة قطر، عن أهمية دعم الطلاب، قائلةً: "أعتقد أن الاعتراف بأن للأطفال الحق في اتخاذ الخيارات والقرارات، وأنهم قادرون على بدء تعلمهم، وتشجيعهم على العمل المستقل كانا من أهم العوامل الداعمة لهذا التغيير".
وأضافت: "لم يعد الطلاب في تلك البيئة حيث يقوم فيها المعلمين بتوجيه كل شيء، قد يتفاعل معهم المعلمين، لكنهم عليهم القيام بأعمالهم بشكل مستقل واتخاذ قراراتهم بأنفسهم".
مريم الهاجري، مدير عام مدرسة "أكاديميت
الدكتور فرانسيس ويلبي، رئيس قسم التّنمية الدّولية للتعليم في لوميار العالميّة.
بالنسبة لي، إن الفكرة الأساسية كيف نسمح للأطفال بالبدء في صياغة منهجهم الدراسي
ومن جانبه، قال الدكتور فرانسيس ويلبي، رئيس قسم التّنمية الدّولية للتعليم في لوميار العالميّة، مُردِّدا نفس الرأي: " كان هدفنا الرئيسي هو مشاركة أولياء الأمور، ومنحهم نقاط وصول متعددة، لذا، لم نفرض نموذجًا موحدًا على الجميع".
وأضاف ويلبي: " لقد أدركنا بالفعل أن هذا يشكل تحديًا بالنسبة لبعض الأسر، ففكرة أنهم يقومون بأداء الواجبات المدرسية عبر الإنترنت كل يوم هو أمر صعب بالنسبة لهم. لذا، قدمنا قائمة من الأنشطة ونقاط وصول متعددة، حيث يمكن لأولياء الأمور مع أطفالهم التفاعل في جميع الأوقات. وبالنسبة لي، تكمن الفكرة الأساسية في السماح للأطفال بالبدء في صياغة منهجهم الدراسي".
جيتانجالي سارانجان، مؤسس مؤسسة سنيهادرا، في الهند.
وتابع ويلبي: "لدينا كل يوم جمعة جلسة افتراضية لمناقشة الأفكار وردود الأفعال في مجموعات صغيرة عبر الإنترنت. وبدأ الأطفال بالفعل بالتحدث عن أفكارهم ومشاريعهم التي يعملون على تنفيذها، ويريدون مشاركتها مع الآخرين، وما نستنبطه من ذلك، أنهم يقودون آلية التعلم ويشاركون رغباتهم وتطلعاتهم، وهناك بالفعل بعض الأفكار المذهلة".
بينما بدء الأطفال في تطوير طرق خاصة بهم للتعلم، أصبح أولياء الأمور طرف فاعل ومؤثر في هذه العملية، كما أوضحت جيتانجالي سارانجان، مؤسس مؤسسة سنيهادرا، في الهند قائلةً: "كان أولياء الأمور يطلعون على الخطط التي نقوم بإعدادها فقط، أما الآن أصبحوا مشاركين أكثر نشاطًا، يساعدون ويقدمون أفكارهم في عملية التعلم، وقد أدى ذلك في حد ذاته إلى وجود عنصر مراقب يعزز ثقة الميسر الذي يساعد الأفراد على العمل معًا بشكل أفضل، وفهم أهدافهم المشتركة، والتخطيط لكيفية تحقيق هذه الأهداف".
إن أهم الأشياء التي نحاول أن نبنيها هي شخصية المتعلم المستقلة، والعقلية الإبداعية القادرة على إيجاد حلول للتحديات
من جهته، تحدث ستوارت بامفورد، شريك مؤسّس تمهيد – تحضير، كينغزلاند، في المملكة المتحدة وقال: "نأتي من بيئة تعليمية نشارك فيها مع العائلات في عملية تعليم الأطفال، وقد اغتنمنا وجود الأفراد في منازلهم بسبب هذه الأزمة التي يمر بها العالم، كفرصة لدعم أولياء الأمور وإعادة تنظيم آلية التعليم، خاصة للسنوات الدراسية الأولى".
وتابع بامفورد: "نتشارك مع أولياء الأمور في المناهج الدراسية في المنزل، التي تشجع بالفعل خيال الأطفال، حيث يمكنهم استخدام مهاراتهم في اللعب والإبداع لمشاركة آبائهم ما يتعلمونه. وهذه فرصة رائعة لتوطيد الروابط الأسرية، ومحاولة تسهيل عملية مشاركة الآباء في عملية تعليم أطفالهم"
ستوارت بامفورد، شريك مؤسّس تمهيد – تحضير كينغزلاند، في المملكة المتحدة.
وفي ختام الندوة، التي أدارتها عائشة جول سيرات، مقدمة وصحفية فرنسية، لتسليط الضوء على مكونات التعلم الافتراضي "عن بُعد" الرئيسية لضمان تعلم الطلاب من خلال هذه العملية، قالت الهاجري: "اسمحوا دائمًا للأطفال بالاختيار، فإن أهم الأشياء التي نحاول أن نبنيها هي شخصية المتعلم المستقلة، والعقلية الإبداعية القادرة على إيجاد حلول للتحديات. فنحن لا نريد أن نفعل أي شيء قد يبعدنا عن تحقيق ذلك، لذا، إن تحفيزهم على الإبداع، وتنمية فضولهم العلميفي غاية الأهمية".
ندوة "النهوض بالتعليم عبر المدارس التقدّمية" التي عُقدت مؤخرًا عبر الإنترنت هي الثانسة من نوعها والتي يُنظمها التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، ومن المقرر أن تعقد مرّة كل سنتين، لدعم مجتمع التعليم العالمي.