للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يجيب الدكتور ليث أبو رداد على مجموعة من التساؤلات المتعلقة بلقاح كوفيد-19
مع تسارع وتيرة حملة التطعيم في قطر وتزايد عدد الذين يتلقون اللقاح المضاد لكوفيد-19، هناك بعض المخاوف بين أفراد المجتمع بشأن فترة استمرار المناعة الناتجة عن اللقاح ومدى فعاليته. تناول الدكتور ليث أبو رداد، أستاذ الصحة العامة المشارك، وكبير الباحثين في مجموعة دراسة الأمراض المُعدية ومدير مختبر بحوث الإحصاءات الحيوية والأمراض الوبائية والرياضيات الحيوية في وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، هذه التساؤلات فضلًا عن غيرها ذات الصلة باللقاح.
ليث أبو رداد
تشير البيانات إلى أن بعض الأفراد الذين تلقوا جرعتين من اللقاح قد يصابون بفيروس كوفيد-19 مجددًا ونقله لغيرهم، لماذا يتعين علينا أخذ اللقاح؟
هذا أشبه بالقول، لماذا نضع حزام الأمان في السيارة بينما لا يزال هناك احتمال تعرضنا لحادث وإصابة أنفُسنا، في معظم الحالات يُقلّل حزام الأمان من الضرر، وهذا ما يفعله اللقاح أيضًا. نعم، قد لا نكون محميين بنسبة 100 بالمائة لكنّنا نتمتع بحماية أكبر بكثير بنسبة تصل إلى 95 بالمائة مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، وحتى إذا أُصبنا بعدوى كوفيد-19 بعد ذلك، فإن التطعيم يُجنّبنا الإصابة بالمرض الشديد أو أن ينتهي بنا الأمر في المستشفى.
كما أن التطعيم لن يوفر الحماية الآنية فحسب، بل ربما في المستقبل أيضًا. من الممكن أن تكون فعالية هذه اللقاحات ضد المتغيرات الجديدة أقلّ، ولكن هذا لا يعني أن يكون كذلك بالنسبة للعدوى في الحالات الشديدة
كما أن التطعيم لن يوفر الحماية الآنية فحسب، بل ربما في المستقبل أيضًا. من الممكن أن تكون فعالية هذه اللقاحات ضد المتغيرات الجديدة أقلّ، ولكن هذا لا يعني أن يكون كذلك بالنسبة للعدوى في الحالات الشديدة. هذا يعني في الأساس، حتى لو أصيبوا في المستقبل بتحول جديد للفيروس، فإن شدة العدوى ستكون منخفضة وهو ما يهم في النهاية. فلا بأس أن يصابوا بنزلة برد وهو من المرجع ما قد يسببه متغيّر جديد للذين تلقّوا اللقاح، لكنّ من غير المقبول دخولهم إلى وحدة العناية المركزة، كما وأنهم لم يتلقوا اللقاح.
شيء آخر يجب الإشارة إليه هو أن الأفراد الذين تم تلقيهم للقاح لا يزال هناك إحتمالية لإصابتهم بعدوى فيروس كوفيد-19، و من المحتمل أن ينقلوه للآخرين، فالتطعيم يحميهم من شدة الاصابة لكن لا يحمي الآخرين الذين لم يتلقوا اللقاح، ولهذا السبب من الضروري أن يستمر الذين تلقوا اللقاح في ارتداء الكمامات وممارسة جميع تدابير التباعد الاجتماعي.
لماذا تزيد الآثار الجانبية بعد تلقى الجرعة الثانية من اللقاح، مثل الحمى أو آلام الجسم؟
قد يحدث ذلك لسبب وجيه. مع الجرعة الأولى، يكون التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا هو الشعور بالألم في مكان الحقنة. وبعد الجرعة الثانية، تكون الآثار الجانبية أكثر وضوحًا، كما كانت تجربتي الخاصة، وتشمل حمى خفيفة، ورجفة، وإرهاق، وآلام في الجسم، وعادة ما تختفي هذه الآثار الجانبية في غضون يوم إلى يومين، وهي تدل على أن اللقاح ينشط جهاز المناعة.
تدفع الجرعة الأولى بشكل أساسي جهاز المناعة لإبلاغه بوجود فيروس وأن هناك حاجة إلى استجابة مناعية. ففي المرة الأولى تكون استجابة الأجسام المضادة بطيئة. لنفكر في الأمر على هذا النحو، مع الجرعة الأولى، يبدأ الجسم في بناء "المصانع" التي ستنتج الأجسام المضادة لاستهداف هذا الفيروس ويستغرق هذا أسبوعين. وعند إعطاء الجرعة الثانية، يكون لدى الجسم بالفعل "المصانع" قيد التشغيل ولكنه ينتظر إشارة لبدء الإنتاج الضخم للأجسام المضادة، والجرعة الثانية هي هذه الإشارة، بمجرد تلقيها، ينتج الجسم على الفور كميات هائلة من الأجسام المضادة، مما يؤدي إلى استجابة مناعية قوية جدًا، وهذا هو سبب ظهور المزيد من الأعراض بعد الجرعة الثانية.
ما هي مدة فعالية اللقاحات؟
في الحقيقة، في هذه المرحلة لا نعرف حتى الآن إلى متى ستستمر المناعة التي يوفرها اللقاح، وإلى أي مدى ستكون هذه اللقاحات فعالة ضد السلالات الجديدة المستقبلية للفيروس، وفي حين أنه ليس لدينا بيانات
يمكننا إجراء مقارنة مع المناعة الطبيعية لأننا نعتقد أنها مماثلة لمناعة اللقاح أو حتى أن المناعة المستمدة من اللقاح قد تكون أفضل من المناعة المستمدة من العدوى بالفيروس
كافية عن مدة الحماية، يمكننا إجراء مقارنة مع المناعة الطبيعية لأننا نعتقد أنها مماثلة لمناعة اللقاح أو حتى أن المناعة المستمدة من اللقاح قد تكون أفضل من المناعة المستمدة من العدوى بالفيروس.
ونحن في قطر، نراقب المناعة الطبيعية عند مجموعة من الذين أصيبوا سابقًا بكوفيد-19. وتتكون المجموعة من أكثر من 40 ألف شخص، تمت متابعتهم لأكثر من سبعة أشهر حتى الآن، ولم نجد ما يشير الى وجود تضاؤل في المناعة لدى هذه المجموعة حتى الآن. وهذه أمر مشجع. وربما يعني ذلك أن اللقاحات ستكون قادرة على منحنا مناعة قوية ضد الفيروس، وبحسب توقعاتي قد تستمر لمدة سنة إن لم يكن أكثر، بشرط ألا يكون هناك سلالات جديدة قد لا يكون التطعيم فعالا ضدها. ومع احتمال انتشار سلالات متحررة جديدة من الفيروس فإنه قد يكون هناك حاجة إلى جرعات معززة، وفي الوقت الحالي، يعمل مطورو اللقاحات بالفعل على استحداث تطعيمات تستخدم لتعزيز المناعة ضد الفيروسات المحتملة للمتغيرات الناشئة المثيرة للقلق.
اللقاح هو أفضل والوسيلة الوحيدة لدينا لمنع الفيروس من التطور، والحصول على المزيد من المتغيرات المتحولة
هل يجب علينا أن التفكير بأخذ اللقاح، بالرغم من استمراية تطور الفيروس
بالطبع. اللقاح هو أفضل والوسيلة الوحيدة لدينا لمنع الفيروس من التطور، والحصول على المزيد من المتغيرات المتحولة. الأمر بسيط للغاية، فكلما زاد تكاثر الفيروس، زادت فرص الإصابة بالطفرات، والسبيل الوحيد للخروج من هذه الحلقة المفرغة هو تطعيم المزيد من الأفراد، هذا يعني فرصًا أقل لتكاثر الفيروس وتطور الطفرات.
مصدر الصورة: MR Gao، عبر موقع Shutterstock
وهذا بطبيعة الحال سيتطلب ارتفاع معدلات التطعيم في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في بعض البلدان. المشكلة هي أن الغالبية العظمى من سكان العالم ليس لديهم إمكانية الوصول إلى هذه اللقاحات، وبالتالي، في البلدان التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى اللقاح بعد، ستستمر المتغيرات الجديدة في الظهور، وستنتشر عاجلاً أم آجلاً إلى بلدان أخرى، لذا، من أجل وقف توليد متغيرات جديدة وانتشارها، يجب أن يكون الإقبال على أخذ اللقاح عالميًا.