للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
فريق بجامعة كارنيجي ميلون في قطر يسلط الضوء على تداعيات جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى حدوث ارتفاع غير متناسب في نسب تعطل النساء عن العمل
تتحمل الأمهات العاملات المسؤولية الأكبر لرعاية أفراد الأسرة، وذلك في مواجهة نظام رعاية الأطفال غير الملائم في مجتمع يعمل فيه معظم أولياء الأمور خارج المنزل. لكن الأدلة تشير إلى أن الأمهات العاملات أخذن على عاتقهن المزيد من المسؤولية، ففي كثير من الأحيان إضطرت الأمهات إلى تقليص ساعات عملهن أو ترك وظائفهن بالكامل استجابة لجائحة كوفيد-19.
على الصعيد العالمي، تسببت جائحة كوفيد -19 في تعطيل العديد من القطاعات، مما أدى إلى ارتفاع غير متناسب في معدل البطالة بين النساء المتزوجات، وهذا حسبما ذكره فيلي شفق، أستاذ مساعد في علم الاقتصاد بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.
ويقول شفق: "هذا الاضطراب أجبر الأزواج الذين لديهم أطفال على إعادة ترتيب أدوارهم، وبسبب فجوة الأجور بين الجنسين، اختارت النساء في العديد من الأسر التخلي عن وظائفهن لرعاية أطفالهن".
سجل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أعلى معدل بطالة بنسبة 9.7٪ بين الرجال المتزوجين و13.1٪ بين النساء المتزوجات في أبريل 2020، في الولايات المتحدة الأمريكية. بينما كان معدل البطالة 2٪ بين الرجال المتزوجين و2.2٪ بين النساء المتزوجات في فبراير من نفس العام.
يتطلب الأمر من صانعي السياسات إعادة التفكير في الإجازة الوالدية. كما يمكن للشركات أن تبحث في طرق لمساعدة الأمهات العاملات من خلال اعتماد سياسات أكثر مرونة للإجازة الوالدية. وإلا، فإن الفجوة بين الجنسين ستزداد في سوق العمل
على عكس التصور العالمي، فإن معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة في قطر (~ 60٪) أعلى من متوسط الاتحاد الأوروبي. وفي ظل قيود جائحة كوفيد -19، أصبحت أماكن العمل الموزعة هي الوضع الطبيعي الجديد. وكجزء من جهود التنويع الاقتصادي، تستطيع قطر أن تغطي نقص الإناث من خلال توسيع فرص الأعمال وتوظيف الأمهات ربات البيوت.
يقول شفق: "يتطلب الأمر من صانعي السياسات إعادة التفكير في الإجازة الوالدية. كما يمكن للشركات أن تبحث في طرق لمساعدة الأمهات العاملات من خلال اعتماد سياسات أكثر مرونة للإجازة الوالدية. وإلا، فإن الفجوة بين الجنسين ستزداد في سوق العمل".
في قطر، يوجد فرق في نسبة تمثيل النساء في سوق العمل مقارنة بالرجال، وفقًا لإحسان صديقي، طالبة باحثة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر. أفاد جهاز التخطيط والإحصاء بوجود 1,866,940 فرد من الرجال في سوق العمل، بينما يوجد302,335 من الإناث، مما كشف عن نسبة 6 إلى 1 تقريبًا في مجموع الموظفين في الربع الأول من عام 2020.
والأهم من ذلك، بلغ معدل توظيف الذكور 95.90 في المائة، في حين بلغ معدل عمالة الإناث 59.14 في المائة، مما أدى إلى فجوة بين الجنسين في العمل بلغت 36.76 نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2020.
يمكن تفسير الفجوة الكبيرة في التوظيف بين الجنسين بالأدوار الرئيسية للجنسين والتي لا تزال راسخة في العديد من المجتمعات
وتقول صديقي: "يمكن تفسير الفجوة الكبيرة في التوظيف بين الجنسين بالأدوار الرئيسية للجنسين والتي لا تزال راسخة في العديد من المجتمعات. فالمرأة غالبًا تتحمل مسؤولية المنزل باعتباره دورها الأساسي في المجتمع الإنجابي. وفي الواقع، لا تزال المهام المنزلية هي مسؤوليتهم وحدهم، مما يؤدي إلى تركهن لوظائفهن على المدى الطويل بسبب الضغط الناتج عن ضيق الوقت والطاقة".
وأضافت صديقي: "لم يترك الإغلاق الجماعي بسبب جائحة كوفيد-19 للعديد من النساء العاملات أي خيار آخر سوى أخذ إجازة أو ترك عملهن لرعاية أطفالهن لأنهن ما زلن يتحملن العبء الأكبر من مسؤوليات رعاية الأطفال. حيث تترك المشاركة غير المتكافئة بين الجنسين في الالتزامات الأسرية على النساء عبئًا ثقيلًا يتمثل في استمرار دعم أطفالهن مع تلبية احتياجاتهن الشخصية في نفس الوقت".
ينعكس الفارق الواضح بين الذكور والإناث في سوق العمل القطري أيضًا في تباين الأجور بين المجموعتين. لكن الفرق في الأجور لا يمكن أن يشكل مبررًا كافيًا لتخلي النساء عن عملهن، وفقًا لديزي رو، طالبة باحثة أخرى في كارنيجي ميلون في قطر.
لا أعتقد أن فجوة الأجور تقدم مبررًا كافيًا لتخلي المرأة عن عملها والمقايضة بين العمل والبيت
وأضافت ديزي: "لا أعتقد أن فجوة الأجور تقدم مبررًا كافيًا لتخلي المرأة عن عملها والمقايضة بين العمل والبيت، على الرغم من أنه لا تزال العوامل الأساسية الأخرى مثل مسؤولية المرأة في الأسرة النووية تلعب دورًا أساسيًا في سوق العمل. وإشارة إلى مفهوم الأمومة الجمهورية الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل، لا تزال بعض النساء مسؤولات عن تربية أطفالهن وتعليمهم في المنزل".
ذكرت الطالبة الباحثة مريم أحمد، في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن "الرجال يحصلون على متوسط أجر شهري قدره 11703 ريال قطري، بينما تتقاضى النساء متوسط أجر شهري قدره 10604 ريال قطري، مما يشير إلى أن العمال الذكور يتقاضون أجورًا تزيد بنسبة 10.36٪ عن النساء. وبينما ننتظر بفارغ الصبر النتائج القادمة من مسح عينة القوى العاملة لفحص آثار الجائحة، نتوقع أن النساء كن أكثر عرضة من لفقدان الدخل الوظيفي مقارنة بالرجال في قطر".