للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تقول الدكتورة مون جبر، أستاذ مساعد في أمراض النساء والتوليد الإكلينيكي في كلية وايل كورنيل للطب- قطر، إن مخاطر الآثار الجانبية للقاح غير مؤكدة بالنسبة للحوامل لكن مخاطر الإصابة بكوفيد-19 عالية
شكّل إطلاق اللقاح المضاد لكوفيد-19 مصدر قلق للعديد من الحوامل والمرضعات اللواتي لم يتمكنّ من اتخاذ قرار الحصول على التطعيم أم لا. وينبع هذا القلق من حقيقة أن التجارب السريرية للقاحات الخاصة بكوفيد-19 استبعدت النساء الحوامل، وهو ما يعني أنه لا توجد بيانات كافية تؤكد ما إذا كان اللقاح فعالًا للحوامل أو المرضعات كما هو الحال بالنسبة لغيرهم، وما إذا كان يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار جانبية على صحتهنّ وصحة أطفالهنّ. لذلك، امتنعت معظم البلدان عن إصدار إرشادات نهائية حول ما إذا كان ينبغي تطعيم الحوامل أو المرضعات.
تقول الدكتورة مون جبر، الأستاذ المساعد في أمراض النساء والتوليد الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "من المهم جدًا أن نفهم أن عدم توفر إجابة محددة يرجع فقط إلى غياب البيانات، وأن الأمر لا يستند إلى أي دليل على وجود مخاطر".
مون جبر
وفقًا للمبدأ التوجيهي من وزارة الصحة العامة في دولة قطر، يجب على الحوامل والمرضعات مناقشة حالتهن مع طبيب النساء والتوليد واتباع نصائحه. تتماشى هذه التوجيهات مع إرشادات الهيئات الأخرى حول العالم مثل الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، والكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد في المملكة المتحدة، وكلاهما يوصيان بعدم منع لقاح كوفيد-19 عن النساء الحوامل، وأنه على كل امرأة النظر في عوامل الخطر المحتملة الخاصة بها ومناقشتها مع طبيبها الذي يتابع حالتها.
تقول الدكتورة جبر:" "هذه توصية ممتازة لأن كلّ حالة فردية. هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها لتحديد ما إذا كان الفرد معرضًا لخطر كبير بما في ذلك العوامل الصحية والبيئية ".
ما نعرفه حتى الآن هو أن الحوامل أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19، وفي حالة تعرضهن للإصابة، فمن المرجح أن يلدن مبكرًا.
تضيف الدكتورة جبر:" من المهم التوضيح أنه رغم انخفاض نسبة الخطر الفعلي لإصابة الحوامل بأمراض خطيرة والوفاة بسبب ذلك، إلا أنها نسبة أعلى مقارنة بغير الحوامل من الفئة العمرية نفسها. إن الإصابة بفيروس كوفيد-19 أثناء الحمل يُعرّض النساء لخطر متزايد قد يتطلب إدخالهن إلى العناية المركزة بما في ذلك دعم عملية التنفس".
من المهم التوضيح أنه رغم انخفاض نسبة الخطر الفعلي لإصابة الحوامل بأمراض خطيرة والوفاة بسبب ذلك، إلا أنها نسبة أعلى مقارنة بغير الحوامل من الفئة العمرية نفسها
في حديثها عن التوصيات للمرأة الحامل باتخاذ هذا القرار، قالت الدكتورة جبر: "إليكم الأمرين اللذين أود أن أحثّ الأفراد على التفكير فيهما. أولاً، ما هي مخاطر تعرضك لـلجائحة؟ هل أنتِ ممرضة تتعامل مع مرضى كوفيد -19؟ هل زوجك أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة يزاول مهنة تعرضه لخطر الإصابة؟ أي من هذين الأمرين سيزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالفيروس".
وتضيف:" أما الأمر الثاني الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هو، هل تعاني من أي حالات طبية أساسية مثل أمراض الرئة، الكلى، القلب المزمنة، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، مرض الخلايا المنجلية. كلّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم آثار كوفيد-19 في حال الإصابة به".
من وجهة نظر الدكتور جبر، إذا كانت الإجابة على أي من هذين السؤالين بنعم، فيجب على الفرد أن يفكر بجدية في الحصول على اللقاح، لأن "خطر الإصابة بالعدوى، والإصابة بمرض خطير أعلى بكثير من المخاطر النظرية للتأثيرات الضارة من لقاح كوفيد-19".
تقول الدكتورة جبر:" من ناحية أخرى، إذا كانت المرأة شابة وتتمتع بصحة جيدة، وتعزل نفسها في المنزل مع الحد الأدنى من احتمالات الإصابة، وفي حال كانت تجد صعوبة في اتخاذ القرار حول الحصول على اللقاح.
خطر الإصابة بالعدوى، والإصابة بمرض خطير أعلى بكثير من المخاطر النظرية للتأثيرات الضارة من لقاح كوفيد-19
الآن أو الانتظار حتى تتوفر المزيد من البيانات، ففي هذه الحالة، يمكن لها أن تنتظر، حيث لا توجد لديها حاجة ملحة لأخذ اللقاح في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإذا كان الحمل يُعرّضك لخطر أكبر بالإصابة بمرض شديد، فلن تكوني مخطئة في اختيار اللقاح الآن".
تضيف:"نظريًا، استنادًا إلى فهمنا لكيفية عمل لقاحات إم آر إن إيه (الحمض النووي الريبوزي)، وخصوصًا فيما يتعلق بكونها خالية من فيروسات حية ويتم تفكيكها بسرعة، يوجد إجماع في المجتمع الطبي على أنه من غير المرجح أن يكون للقاح أي آثار ضارة على الأم أو الجنين".
إذا كانت الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح تنتقل أيضًا إلى حليب الثدي، فإن التطعيم أثناء الرضاعة الطبيعية قد يساعد في حماية طفلك
خلال فترة تجربة لقاح فايزر السريرية، 23 مشاركة أصبحن حوامل، وقد تم الإبلاغ عن حالة واحدة كانت غير موفقةوهذه الحالة كانت ضمن مجموعة العلاج الوهمي، ما يعني أنها لم تتلق لقاح فايزر على الإطلاق. في حين تبدو هذه البيانات مشجعة، إلا أن الأرقام بسيطة جدًا، ولا تكفي لاستخلاص استنتاجات ملموسة منها.
ماذا لو اختارت الأمهات المرضعات أخذ اللقاح، فهل سيكون بمقدورهنّ حماية أطفالهن من كوفيد-19 أيضًا؟
مصدر الصورة: Onjira Leibe، عبر موقع Shutterstock
تجيب الدكتورة جبر بالقول: "نعم، هذا أمر محتمل. فقد تم اكتشاف الأجسام المضادة للفيروس في حليب الأمهات المصابات بكوفيد-19، إذا كانت الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح تنتقل أيضًا إلى حليب الثدي، فإن التطعيم أثناء الرضاعة الطبيعية قد يساعد في حماية طفلك. لكن هذا يعتمد على وقت تلقي التطعيم لأن الأمر يستغرق وقتًا لبناء المناعة، ولكي ينتج الجسم أجسامًا بأعداد كبيرة بما يكفي لإفرازها في حليب الثدي ".
مرة أخرى، لا توجد بيانات كافية للتأكيد ما إذا كان عدد الأجسام المضادة في حليب الثدي كافيًا لضمان حماية الطفل، لكننا نعلم من خلال اللقاحات الأخرى أن الأم المحمية هي أفضل طريقة لحماية الطفل من العدوى لأن احتمال إصابة هذه الأم بالعدوى ثم نقلها إلى طفلها قليلة جدًا.
والخبر السار هو أن الجهود مستمرة لسد هذه الفجوات في المعلومات. حيث تجرى حاليًا العديد من الدراسات التي تحقق في تأثيرات اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على النساء الحوامل والمرضعات وكذلك على أطفالهن. حتى ذلك الحين، سيتعين على النساء الاعتماد على طبيب النساء والتوليد لمساعدتهن في اتخاذ هذا القرار.