إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
24 September 2020

طلاب في مؤسسة قطر يناقشون مستقبل لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت

مشاركة

مصدر الصورة: Ammar Abd Rabbo، عبر موقع REUTERS

مناقشة نظمتها جامعة نورثويسترن في قطر سلطت الضوء على دور الشباب في تطهير الفساد

بينما لا يزال دوي الإنفجار في مرفأ بيروت يتردد صداه في وجدان اللبنانيين حتى اليوم، إلا أن الأمل هو محرك الشباب ومحفزهم لبناء مستقبل أفضل، ذلك وفقًا لما تناوله المشاركون في ندوة افتراضية من تنظيم جامعة نورثوسترن قطر الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، تناولت موضوع مستقبل لبنان إلى أين؟.

شهدت الندوة الافتراضية مناقشة حول الوضع اللبناني في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، حيث شارك المتحدثون كيف تلقوا الأخبار المفجعة، وسلطوا الضوء على الجهود التي يبذلها المجتمع حاليًا لإعادة بناء ما تهدّم.

جايمي حداد.

من جانبها، قالت جايمي حداد، خريجة جامعة نورثوسترن قطر، والتي عادت إلى بلدها لبنان في يناير الماضي: "يمر المجتمع اللبناني حاليًا بأوقات صعبة، فقد كان الشعب يواجه أزمة انتشار جائحة (كوفيد-19) وإجراءات الحظر، التي أدت إلى مزيدًا من الانخفاض في قيمة العملة، ما أدى بدوره إلى ارتفاع هائل في أسعار السلع الأساسية من الغذاء، الدواء، والوقود بما يتخطى القدرات المادية للمواطن".

كنت أنظر إلى المباني من حولي خاوية، بلا حياة. وبدلًا من أن تقوم فرق إنقاذ مدربة ومسؤولي الطوارئ بعمليات الإنقاذ وإزالة الركام، كان أول المستجيبين هم شباب لبنان، انتشروا في شوارع المدينة يمحون بمكانسهم آثار الدمار، يتعاونون مع جيرانهم وأقربائهم لتقديم المساعدة بكل السبل الممكنة

جايمي حداد

أردفت حداد: "عندما قدت سيارتي إلى بيروت للمرة الأولى بعد الانفجار، شعرت وأنني قد وصلت إلى نهاية العالم. كنت أنظر إلى المباني من حولي خاوية، بلا حياة. وبدلًا من أن تقوم فرق إنقاذ مدربة ومسؤولي الطوارئ بعمليات الإنقاذ وإزالة الركام، كان أول المستجيبين هم شباب لبنان، انتشروا في شوارع المدينة يمحون بمكانسهم آثار الدمار، يتعاونون مع جيرانهم وأقربائهم لتقديم المساعدة بكل السبل الممكنة. فقد كان الشباب والمجتمع المدني هم من تولوا مسؤولية النهوض بمدينتهم. ذلك المشهد يمنحني الأمل في المستقبل. هذا هو الجيل الذي سيعيد البناء وسيكون له صوت ورأي في مستقبل البلاد".

بالنسبة لسامي هرمز، المدير المؤقت لبرنامج الفنون الليبرالية والأستاذ المساعد لعلم الأصول البشرية في جامعة نورثوسترن قطر، يعتقد أن هذه المحنة هي أحد أعراض قضية أكبر يواجهها لبنان منذ عقود طويلة.

سامي هرمز.

قال هرمز: "إن حوادث كتلك لا تقع من فراغ. فقد كانت السلطات المتعاقبة والبرلمانيون يعلمون بوجود 2700 طن من نترات الأمونيوم مخزنة وسط المدينة. في حالة وجود حكومة شرعية فاعلة، من المستحيل أن تغض النظر ببساطة عن تخزين مواد بهذه الخطورة في قلب المدينة. هناك آلاف الأسئلة والتكهنات حول الوجهة التي كان من المفترض أن تذهب إليها هذه المواد المتفجرة، وكيف انتهى بها المطاف إلى تخزينها في مرفأ بيروت".

كانت السلطات المتعاقبة والبرلمانيون يعلمون بوجود 2700 طن من نترات الأمونيوم مخزنة وسط المدينة. في حالة وجود حكومة شرعية فاعلة، من المستحيل أن تغض النظر ببساطة عن تخزين مواد بهذه الخطورة في قلب المدينة.

سامي هرمز

يعتقد هرمز أن ما يحدث في لبنان الآن ما هو إلا استمرار لحرب يخوضها منذ استقلاله. حيث أضاف: "هناك أوجه عديدة لهذه الحرب على الفساد – بدءًا من نظام المحسوبية، وقضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، إلى نظام تقاسم السلطة الطائفي السياسي في ظل الانتداب الفرنسي، ونظام المحسوبية المدعوم من خلال الفساد الاقتصادي".

لقد كانت تجربة ملهمة، عكست روح التعاون والمشاركة، فقد جعلتني أؤمن بقوة العمل الجماعي ضمن مجتمع يضم العديد من الجنسيات، وقدرته على إحداث التغيير وتقديم الدعم للقضايا الهامة رغم بعد المسافات

كيم مخلوف

وأشار هرمز إلى هذه الحقائق وصلتها بشكل العلاقة بين اللبنانيين وقيادة البلاد، قائلاً: "اللبنانيون يثورون ضد هذا الفساد منذ عقود، وعلى الرغم من انتفاضة أكتوبر 2019 التي حققت تغييرًا كبيرًا على مستوى الوعي السياسي وكسر المحظورات، إلا أنها لم تحقق مكاسب مادية على أرض الواقع".

بالنسبة لكيم مخلوف، طالبة في نورثوسترن، على الرغم من وجودها في قطر، إلا أنها بادرت بالعمل على الفور، بمشاركة الأخبار، وإجراء مقابلات مع الأشخاص المتضررين من الانفجار، وكتابة قصصهم.

كيم مخلوف.

قالت مخلوف: "لقد بذلت قصارى جهدي لأكون عنصرًا فاعلًا قدر الإمكان، لا سيما عبر الإنترنت، حيث أن المواطنون في لبنان لديهم ثقة أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي لكونها مستقلة، على عكس وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية الأخرى التي تقودها في الغالب الأحزاب السياسية. كما أتيحت لي الفرصة للتطوع في قطر حيث انضممت إلى فرق العمل التطوعي لإرسال التبرعات من قطر إلى بيروت مباشرة".

اختتمت بقولها: "لقد كانت تجربة ملهمة، عكست روح التعاون والمشاركة، فقد جعلتني أؤمن بقوة العمل الجماعي ضمن مجتمع يضم العديد من الجنسيات، وقدرته على إحداث التغيير وتقديم الدعم للقضايا الهامة رغم بعد المسافات".

قصص ذات صلة