للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
"ريمادز" شركة ناشئة أسسها أستاذ بجامعة كارنيجي ميلون في قطر للوصول إلى حلول صحية متكاملة وآمنة وسريعة
مع التحوّل المتزايد الذي يشهده العالم إلى الفضاء الرقمي، يحاول روّاد الأعمال الاستفادة من الخصائص التي تتيحها حلول الذكاء الاصطناعي لتطوّير أسلوب حياتنا، ويشمل ذلك العاملين في قطاع الرعاية الصحية من أجل التوّصل إلى حلول مبتكرة وفاعلة تحسّن الخدمات المقدمة للمرضى ونتائجها.
الدكتور محمد حمود، المؤسس والرئيس التنفيذي لريمادز في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وأستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر
بالنسبة للدكتور محمد حمود، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، كانت رؤيته تكمن في ابتكار منظومة طبية متكاملة قائمة على الذكاء الاصطناعي، وتحدث تحولاً في تجربة المستخدمين من المرضى، منذ أن يشعر المريض بالتوعك، وحتى يتلقى العلاج.
من المعاناة إلى النجاح
يُقال أن المعاناة توّلد الإبداع، وهذا ينطبق على الدكتور حمود، حيث أنه استوحى فكرة هذا التطبيق من تجربة شخصية، بعد أن تعرّض ابنه لأزمة صحية مفاجئة، وتم تشخصيه بداء السكري من النوع الأول وهو في السادسة من عمره. واجهت الأسرة داخل نظام الرعاية الصحية. ومن هنا جاءت فكرة "ريمادز".
من التحديات الكبرى التي تواجه المرضى هي أخطاء التشخيص الطبي
يقول الدكتور محمد حمود، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"ريمادز": "من التحديات الكبرى التي تواجه المرضى هي أخطاء التشخيص الطبي. تظهر الأبحاث أن سبب وفاة 10 إلى 11 بالمائة من الأفراد سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى الأخطاء الطبية. كما تظهر الأبحاث أن دقة تشخيص الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى نسبة 59 بالمائة. ذلك يعني أنه عند زيارة الطبيب، فإن نسبة التشخيص الخاطئ قد تصل إلى حوالي 41 بالمائة، وهي نسبة لا يُستهان بها".
من التحديات الأخرى التي تحدث عنها الدكتور حمود هي فترات الانتظار، وقال: "أجرينا دراسة بحثيّة حول القطاع الصحي الخاص، ووجدنا أن أكثر من 50 بالمائة من الزوّار دون مواعيد مسبقة يضطرون إلى الانتظار لفترة تترواح بين 60 إلى 90 دقيقة لرؤية الطبيب".
ويمكن أن يستغرق الحصول على الأدوية وقتًا طويلاً، إلى جانب إجراءات شركات التأمين الصحي التي قد تستغرق ساعات طويلة، ويقول الدكتور حمود: "قد تمتد فترات الانتظار إلى أيام أو حتى أسابيع حتى تقوم شركات التأمين بإتمام معاملات المرضى".
واجهنا الكثير من التحديات، وأخفقنا في عدة محاولات، لكنني صممت على التغلب على العقبات، وفي نهاية المطاف نجحنا. يرجع جزء كبير من نجاحنا إلى امتلاكنا للمواهب والكفاءات في المدينة التعليمية
تجربة متكاملة
يقع مقر "ريمادز" في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، وهذا ما مكّن الدكتور حمود وفريقه من ابتكار نظام تشخيصي قائم على الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات التشخيص الطبي والحالات الصحية وإيجاد الحلول لها، وذلك من خلال تطبيق "ايفي".
بعد اختباره آلاف الحالات الطبية الافتراضية والواقعية، أثبت "ايفي" قدرته على تقديم تقييمات فورية عن حالات المرضى في جميع أنحاء العالم، وبدقة تصل إلى 93 بالمائة. علاوةً على ذلك، يقدّم تطبيق "ايفي" إمكانية ربط المريض بطبيب مناسب لحالته.
ويقول الدكتور حمود: "ندرك تمامًا أن هناك بعض القيود التي تواجه تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قد تتطلب حالة المريض الفحص الجسدي أو إجراء التحاليل المخبرية أو صور الأشعة، أو المتابعة مع الطبيب. كما أن بعض المرضى يشعرون بارتياح أكبر في التعامل مع الطبيب بشكل مباشر".
يضيف: "يتميز ايفي بخاصية تجميع المعلومات عن الأطباء في العيادات والمستشفيات، وبناءً على المعلومات التي يجمعها عن المريض الأطباء، يجري التطبيق عملية تعرف بـ"المطابقة الشخصية" لتصنيف الأطباء وربط المريض بالطبيب المناسب لحالته. كما يسمح التطبيق بحجز المواعيد الافتراضية أو الشخصية بضغطة زر، وبوقت انتظار أقصر بكثير بفضل الخوارزميات الذكية التي نعتمد عليها".
لا تنتهي مهمة "ايفي" هنا، بل يمكنه المساعدة في إيصال الدواء الذي يصفه الطبيب إلى منزل المريض في غضون ساعتين فقط بفضل المنصة الصيدلانية الرقمية "ريمادز"، التي ترتبط بأنظمة الصيدليات والمتاجر الشريكة لإيجاد بيانات معينة حول المنتجات والأدوية المتاحة، ويتم توجيه الوسيط (الناقل) إلى متجر محدد، مما يسهل العملية ويوفر الكثير من الوقت والجهد.
ويقول الدكتور حمود: "نحرص على تحقيق التميّز في عملياتنا وأن نقدّم للمستخدمين أفضل تجربة وخدمات عالية الجودة" مضيفًا: "لقد وقعنا حتى الآن عقودًا مع أكثر من 30 شركة، كما دخلنا في شراكة مع شركة "ميكروسوفت" وحصلنا على منحة منها".
ساهمنا في إيصال آلاف الأدوية والمستلزمات الطبية إلى الأفراد في قطر، حتى في ذروة انتشار الفيروس
الأزمات تصنع الفرص
في حديثه عن التحديات التي واجهتها "ريمادز" كشركة ناشئة، قال الدكتور حمود أن التحدي الرئيسي كان يكمن في ابتكار خوارزمية تحاكي تجربة الطب السريري، وهو أكبر تحدي واجهه على مدار 17 عامًا من مسيرته في علوم الحاسوب.
قال: "واجهنا الكثير من التحديات، وأخفقنا في عدة محاولات، لكنني صممت على التغلب على العقبات، وفي نهاية المطاف نجحنا. يرجع جزء كبير من نجاحنا إلى امتلاكنا للمواهب والكفاءات في المدينة التعليمية، فمن أجل أن تتمكن من صناعة خدمة مبتكرة، يجب أن يكون إلى جانبك الفريق المناسب".
فريق ريمادز
وأضاف: "من التحديات الأساسية التي واجهتنا أيضًا هي الحصول على التراخيص اللازمة، وهو تحدٍ كبير يواجه المبتكرين وروّاد الأعمال لكي يتمكنوا من إثبات أفكارهم".
على الرغم من أن إنجاز هذا المشروع استغرق حوالي عامين وواجه تأخيرًا لعدة أسباب، إلا أن إطلاق الشركة جاء في الوقت المناسب، حيث تزامن ذلك مع انتشار الوباء في العالم بشكل مفاجئ.
ويعلّق الدكتور حمود قائلًا: "كان نظامنا جاهز مع بداية تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في العالم. وبدورنا، ساهمنا في إيصال آلاف الأدوية والمستلزمات الطبية إلى الأفراد في قطر. حتى في ذروة انتشار الفيروس، كان فريقنا يعمل بكل جد واجتهاد لتقديم أفضل الخدمات إلى الأفراد في دولة قطر، وهو ما سنواصل الالتزام به دائمًا".