للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الدكتورة صدرية الكوهجي من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تقول أن العمل مع مؤسسة قطر من خلال معهد الدوحة الدولي للأسرة يهدف إلى ضمان حق دعم العائلات والأطفال
أكدت الدكتورة صدرية الكوهجي، مساعدة المدير الطبي لخدمات الأطفال والمراهقين واستشارية طب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن مؤتمر "رفاه الطفل في قطر" الذي نظّمه معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، سلّط الضوء على القضايا والتحديات والحلول في مجال الصحة النفسية للطفل والتي تهدف إلى تعزيز رفاه الطفل في دولة قطر، لافتةً إلى أن هذه المؤتمرات تعتبر غاية في الأهمية، حيث توفر فرصة مباشرة للتواصل وتبادل الشراكات والخبرات بين الجهات المختصة في البلاد، وتؤكد على أهمية النظر إلى عدة عناصر رئيسية مثل الأسرة، التعليم، الصحة، الحماية المجتمعية، وغيرها، باعتبارها جزءًا من منظومة متكاملة تؤثر على بناء شخصية الطفل وتطور مهاراته.
وبيّنت الدكتورة الكوهجي أن التوصيات التي نتجت عن مؤتمر" رفاه الطفل في قطر" تعدّ محفزًا ودافعًا للرعاية الصحية الأولية نحو توفير وتطوير الخدمات الصحية وفقًا لاحتياجات المجتمع. وأشارت إلى أهمية التعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، قائلة: "نتقاسم في الرعاية الصحة الأولية مع المعهد الأهداف والرؤية نفسها من ناحية التركيز على صحة المجتمع ككل، عبر التوعية وتقديم الخدمات اللازمة والعلاجات ودعم الأسر، وكذلك في مجال تعزيز صحة الأطفال. تشكل كل هذه العناصر محورًا لاهتمامات المعهد الذي يتناول صحة الأفراد والتي تشمل الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية".
وأضافت: "تعّد الأبحاث العلمية التي يجريها معهد الدوحة الدولي للأسرة، بمثابة مرجع لنا، حيث نستند عليها من أجل تحسين خدماتنا الصحية، وابتكار المزيد منها".
الطفل الذي ينشأ وسط بيئة أسرية يسودها التفاهم والوفاق، يتعرض بشكل أقل بكثير إلى الاضطرابات النفسية
تحديات الصحة النفسية
وحول أبرز التحديات التي تواجهها الأسرة في المجتمع القطري فيما يتعلق بصحة المراهق النفسية، قالت الدكتورة الكوهجي: "التحديات كبيرة، وخصوصًا لدى التعامل مع فئة المراهقين، فالمراهق عمومًا يرفض أن يتحمل مسؤولية أي سلوك يقوم به، كما أن الأسرة غالبًا لا تعترف بوجود مشاكل سلوكية ونفسية لدى الأبناء تستدعي التدخل، هنا يأتي دورنا في التوعية". وأضافت: "وتكمن التحديات أيضًا، في الظروف التي تعيشها الأسرة في الوقت الحالي، حيث، وبسبب انشغال الأهالي، يتم إهمال الطفل بشكل غير مقصود، وللتعويض عن غياب التواصل المباشر معه، يلجأ الأهالي إلى حلول مادية مثل شراء الهدايا الثمينة والسفر والألعاب الإلكترونية، وغيرها من الوسائل التي لا يحتاجها الطفل بقدر حاجته إلى تواصل نفسي فعلي مع الأم والأب.
كما دعت الأهل إلى تفادي الخلافات فيما بينهم، لتأثيرها الكبير على الحالة النفسية للأبناء حيث قالت:
"90% تقريبًا من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأبناء سببها الخلافات الأسرية، فالبيئة التي يسودها التوتر، تدفع الأبناء إلى البحث عن سلوكيات غير حميدة للتغلب على هذا التوتر. وفي المقابل، فإن الطفل الذي ينشأ وسط بيئة أسرية يسودها التفاهم والوفاق، يتعرض بشكل أقل بكثير إلى هذه الاضطرابات النفسية".
الأسرة غالبًا لا تعترف بوجود مشاكل سلوكية ونفسية لدى الأبناء تستدعي التدخل، هنا يأتي دورنا في التوعية
كما تناولت الدكتورة دور المدارس في تعزيز الصحة النفسية للأطفال وأوضحت:" تتميز مدارس مؤسسة قطر، باعتمادها منهاجًا دراسيًا غير تقليدي، يقوم بشكل أساسي على بناء الشخصية وتنمية المهارات، لتعزيز قدرات الطالب على ابتكار حلول للتحديات اليومية، والمشاركة المجتمعية، والاستقلالية، هذا بالإضافة إلى التركيز الكبير على الجانب النفسي والسلوكي لدى الطفل، وهذا ما تقوم به مدارس مؤسسة قطر".
الدكتورة صدرية الكوهجي:" نتقاسم في الرعاية الصحة الأولية مع معهد الدوحة الدولي للأسرة الأهداف والرؤية نفسها من ناحية التركيز على صحة المجتمع ككل".
شراكات هادفة
وشددت الدكتورة على أهمية التعاون ما بين الرعاية الصحية الأولية والمراكز التابعة لمؤسسة قطر باعتباره أحد الأهداف التي تسعى الرعاية الأولية من خلاله إلى تطوير الخدمات الصحية والنفسية في الرعاية الصحية الأولية وفي جميع المراكز الصحية في قطر.
وقالت:" نحن نتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة بشكل مستمر في مجال الأبحاث ونشارك في جلسات نقاشية هادفة، كما نتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية" ويش"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، حيث نتبنى أغلب التقارير التي تصدر عنه وخصوصًا فيما يتعلق ببناء الأنظمة مثل نظام رعاية الطفل والصحة النفسية، ودراسة الحالات وغيرها، كما تجمعنا شراكات عديدة مع مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، وذلك من ناحية الإكلينيكية والأبحاث".
واختتمت بالقول أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تعدّ من بين أبرز الأهداف التي تسعى الرعاية الصحية الأولية لتحقيقها في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى توسعة برنامج صحة المراهق وتطوير نظام المعلومات الصحية، وكذلك تنمية الكوادر الطبية القائمة على توفير الخدمات من خلال التدريب والتأهيل، وتقديم الرعاية المنزلية لحديثي الولادة وذلك لضمان خدمات صحية مستمرة ومتكاملة لهذه الفئة، هذا بالإضافة الى تعزيز التعاون مع القطاعات المختلفة المساهمة في تنفيذ وتطوير خدمات صحة الطفل والمراهق.