للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
زايد قاسم، معلم اللغة العربية والتربية الإسلامية في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا يحدثنا عن عملهم المسرحي الأول باللغة العربية ودوره في إثراء تجربتهم التعليمية
حظي طلاب الصف العاشر بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا بفرصة فريدة لإثراء تجربتهم التعليمية من خلال الإبداع، حيث شاركوا في عمل درامي مسرحي، هو الأول من نوعه في الأكاديمية، بقيادة معلم اللغة العربية.
يهدف العمل المسرحي الذي يحمل عنوان "حلم السنين" إلى تعليم مهارات اللغة العربية لدى الطلاب وتطويرها من خلال نشاط إبداعي شامل. حيث قام الطلاب بتنفيذ العمل بالكامل، بدءًا من مرحلة التأليف، والكتابة، إلى تجهيز المسرح، والتمثيل والإخراج تحت إشراف معلمهم.
يهدف العمل المسرحي الذي قامت به أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا إلى تطوير مهارات اللغة العربية لدى الطلاب
يقول زايد قاسم، معلم ومسؤول اللغة العربية والتربية الإسلامية في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا - إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر- في حديثه حول العمل الدرامي بقيادته: "تناولَت الرؤية المبكرة لهذا العمل أهدافًا واضحة، ألا وهي تمكين الطلاب من الإبداع والاستمتاع بدراسة اللغة العربية بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية التي قد تدفعهم للشعور بالملل، وذلك من خلال انخراطهم في تجربة عملية، تُمكّنهم من ممارسة اللغة والاهتمام بمختلف تفاصيلها، بما في ذلك تأليف النص وهو عنصر مهم لإثراء الخيال؛ والتركيز على النطق الصحيح لمخارج الألفاظ، والتدريب على فن الإلقاء؛ بالإضافة إلى توظيف المواد الأخرى التي يدرسها الطلاب كالتكنولوجيا والهندسة في تجهيز المسرح، والتحكم في الإضاءة، واستخدام المؤثرات الصوتية لإخراج العمل المسرحي".
تناولَت الرؤية المبكرة لهذا العمل أهدافًا واضحة، ألا وهي تمكين الطلاب من الإبداع والاستمتاع بدراسة اللغة العربية بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية التي قد تدفعهم للشعور بالملل، وذلك من خلال انخراطهم في تجربة عملية، تُمكّنهم من ممارسة اللغة والاهتمام بمختلف تفاصيلها
من جانب الطلاب، أضافت التجربة المسرحية بُعدًا آخر إلى جانب تعلّم اللغة. يقول نادر حامد، وهو طالب في الصف العاشر بالأكاديمية، ومؤلف وممثل في العمل المسرحي: "كانت تلك تجربة مميزة بالنسبة لي، فقد استمتعت بكافة مراحل تنفيذها، من كتابة النص، إلى التسجيل، والتمثيل، وإدارة المسرح".
وأردف: "قبل هذا المشروع لم تكن لدي الثقة والشجاعة حقًا عندما يتعلق الأمر بالتحدث أمام الجمهور والتمثيل، وقد ساعدني هذا النشاط في التغلب على مشاعر التوتر والقلق عند الحديث أمام الآخرين، كما أنه حسّن قدرتي على الحفظ، بفضل التمرين المستمر على المقاطع وأدائها دون قراءة وبشكل يعبّر عن المعنى".
أضافت مشاركة الطلاب في العمل المسرحي للكثير من خبراتهم إلى جانب تعلّم اللغة.
من الجدير بالذكر أن هذا العمل المسرحي لم يكن الأول من نوعه فيما يتعلق بأنشطة التعليم الإبداعي في اللغة العربية بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث شارك الطلاب في العديد من التجارب الأخرى مثل: مسرح دمى الظل، وإنتاج مقاطع توعوية مصوّرة باللغة العربية باستخدام برامج الجرافيك لابتكار تصميمات ثنائية الأبعاد للشخصيات، بالإضافة إلى تقديم أفلام تمثيلية واستخدام المؤثرات البصرية والصوتية لإعداد خلفيات المشاهد، وإعداد نشرات أخبار تحاكي الواقع، بحيث تمكّن الطلاب من ممارسة وإتقان اللغة العربية".
قد ساعدني هذا النشاط في التغلب على مشاعر التوتر والقلق عند الحديث أمام الآخرين
إلى جانب تلك الأنشطة، أكّد قاسم الحاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، وماجستير تكنولوجيا التعليم وعلوم الكمبيوتر من جامعة نيويورك إلى جانب تخصصه في اللغة العربية -على أهمية عنصر إثراء الخيال لدى الطلاب. ومن هذا المنطلق عزم على إشراك الطلاب من كافة الفصول الدراسية في نشاط قصصي إبداعي، حيث أتاح لهم اختيار صورة من بين عشرات الصور التي تم انتقاؤها من قبل المُعلّم لكتابة قصة قصيرة من وحي خيالهم عن تلك الصورة.
حظت الأنشطة التي نقوم بها بتشجيع كبير من أولياء الأمور، حيث لاحظوا اهتمام أبنائهم وبناتهم من طلاب الأكاديمية باللغة العربية
يقول قاسم: "لم أتوقع هذا الشغف والاستجابة الهائلة من الطلاب فيما يتعلّق بكتابة القصص، وهو ما ألقى الضوء على أهمية إتاحة الفرصة ومنح الطلاب حرية التخيّل والتعبير التي قد تكشف عن مواهبهم الحقيقية. الآن لدينا كتاب مكوّن من نحو خمس وثلاثين قصة قصيرة من تأليف الطلاب في كل المراحل ، حيث قمنا بمراجعة وتجميع كافة القصص في مرجع يمكن لطلاب السنوات القادمة والمدارس الأخرى الاستفادة منه. كما قمنا بعرض تلك القصص على طلاب المراحل الدراسية الأكبر سنًا لتقديم تحليلاتهم ونقدهم الخاص حول القصص ومشاركته مع زملائهم بهدف توسيع نطاق التجربة التعليمية".
يُعد العمل المسرحي هو الطريقة الإبداعية الأحدث في دعم تعلم اللغة العربية في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا
وتابع: "من جانب آخر، حظت الأنشطة التي نقوم بها بتشجيع كبير من أولياء الأمور، حيث لاحظوا اهتمام أبنائهم وبناتهم من طلاب الأكاديمية باللغة العربية ولاحظوا تطورًا كبيرًا في أدائهم، كما أعربوا عن دعمهم من خلال اجتماعات أولياء الأمور والمراسلات الإلكترونية".
يتم حاليًا تبادل الخبرات بين معلمّي كافة المواد الدراسية بالأكاديمية لتفعيل النشاط الإبداعي والابتكار في مختلف المواد، وذلك اتباعا لنهج التعلم القائم على المشاريع من جهة، وإيمانًا من المعلمّين بأهمية تطوير أساليب التعليم وتحقيق الاستفادة القصوى من الفرصة التي أتاحتها أزمة جائحة (كوفيد-19) لدفع مفهوم التعليم نحو نماذج أكثر ديناميكية ومواكَبة لعالمنا الحالي من جهة أخرى.