للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
معهد التطوير التربوي عضو التعليم ما قبل الجامعي يعزز مهارات المعلمين في قطر
لقد كانت رحلة رائعة، وإن كانت هادئة، منذ إنشاء مؤسسة قطر لمعهد التطوير التربوي، عضو التعليم ما قبل الجامعي في المؤسسة، من أجل توفير فرص ودورات التطوير المهني المستمرة لمعلمي المدارس. لكن تأثير المعهد سرعان ما امتد إلى أبعد من ذلك.
وقد برز المعهد بمثابة الجهة والوسيط الرئيس على مستوى البلاد فيما يتعلق بمنهاج البكالوريا الدولية، كما ساهم المعهد في دعم مدارس مؤسسة قطر بخفض نفقاتها بنسبة 90% على التدريب بالخارجي لكوادرها التعليمية على الأقل خلال السنوات الخمس الأخيرة.
مشاركون في منتدى التعليم والتعلم الذي ينظمه معهد التطوير التربوي كل سنتين
تغيير المعادلة
قبل إنشاء معهد التطوير التربوي، اعتادت مدارس مؤسسة قطر على إنفاق نسبة كبيرة من ميزانية التطوير المهني في إرسال المعلمين إلى الخارج لحضور ورش العمل والمؤتمرات. وركزت نسبة أخرى على استقدام خبراء لتقديم التدريب داخل المدرسة.
وخلال أربع سنوات فقط، شهد التعليم قبل الجامعي في مؤسسة قطر نموًا سريعًا أدى إلى زيادة بنسبة 18% في هيئة التدريس. لذلك ظهرت بشكل جليٍّ أهمية الاستثمار في إنشاء مركز للتطوير المهني للمعلمين داخل مؤسّسة قطر، فكان معهد التطوير التربوي.
في غضون عامين، ساعدنا مدارس مؤسسة قطر على خفض نفقاتها على التطوير المهني المُعتَمِد على السفر إلى أقل من 25%
يقول مهدي بن شعبان، المدير العام لمعهد التطوير التربوي: "في غضون عامين، ساعدنا مدارس مؤسسة قطر على خفض نفقاتها على التطوير المهني المُعتَمِد على السفر إلى أقل من 25%. فعلى سبيل المثال، في عام 2018 قاد معهد التطوير التربوي ما نسبته 75% من التدريب المحلي، وأنفقت المدارس 25% فقط من ميزانيتها على التعليم المهني غير التابع للمعهد".
عام 2016، تم تطوير نظام إدارة التطوير المهني داخليًا، وقد وفّر هذا البيانات اللازمة لبدء التغيير نحو توزيع فرص التعلم المهني بشكل أكثر انصافًا. ونتيجةً لذلك، طُبّقتْ سياسة جديدة في مدارس مؤسسة قطر عام 2017، مما أتاح لكلّ معلم فرصة الحصول على 10 ساعات من التعلّيم المهني على الأقل في السنة. وقد نجحت السياسة الجديدة، حيث تلقى أكثر من 92% من معلمي مؤسسة قطر هذا المستوى من فرص التعليم المهني الرسمي عبر معهد التطوير التربوي خلال العام الدراسي 2018-2019.
لإحداث تأثير أكبر، فتح معهد التطوير التربوي أبوابه للمعلمين من مختلف أنحاء دولة قطر.
البداية
تقول جوان مو، المدير المساعد للتعليم والتعلم: "عندما تم إنشاء معهد التطوير التربوي عام 2014، لم تكن مهمتنا الحد من التكاليف، بل تصميم وتقديم ورش تدريبيّة محددة السّياق في المناهج الدراسية الرئيسية، ولإحداث تأثير أكبر، فتح معهد التطوير التربوي أبوابه للمعلمين من مختلف أنحاء دولة قطر." وجاء ذلك من خلال طرق متعددة منها منتدى التّعليم والتّعلم السّنوي، وهو أكبر مؤتمر تعليمي في البلاد، وقد حضره في العام الماضي وحده، 1800 مشارك من جميع أنحاء العالم.
وخلال الفصل الدراسي الثاني من كل عام دراسي، ينظم معهد التطوير التربوي فعالية الابتكار في تعلم العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، وهي فعالية تركز على الابتكار في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع مدارس دولة قطر وخارجها، كما ينظم المنتدى التربوي حول التراث والهوية".
إضافة إلى ذلك، أطلق معهد التطوير التربوي قمة رؤساء المدارس، وهي أول قمة من نوعها في دولة قطر. وقد جمع اللّقاء الأوّل 60 من رؤساء المدارس الخاصة والعالمية في دولة قطر، موفرة بذلك منصة مشتركة لقادة المدارس من أجل تبادل خبراتهم ومناقشة التّحديات التي يواجهونها. ووفقًا لجوان مو، فإن هذا التجمع خدم أهدافًا جديدة.
وتضيف جوان مو: "قبل عامين من الآن، كان بمقدور معظم العاملين في المدارس بدولة قطر تبادل خبراتهم من خلال ورش العمل والمؤتمرات التي تعقد في المنطقة، وقد أثرت التّطورات الأخيرة في المنطقة على هذه التّحركات، فعدّلت المدارس استراتيجياتها، لذلك كان من المنطقي أن يجلس رؤساء المدارس معًا ويتشاركوا تلك التّحديات والحلول الممكنة".
صوت برنامج البكالوريا الدولية في قطر
وعلى صعيد موازٍ، أصبح معهد التطوير التربوي المزوّد والمُمثّل الرئيس لورش عمل برنامج البكالوريا الدولية في دولة قطر، وصوت البكالوريا الدولية فيها. وبدأ المعهد في مساعدة المدارس غير التابعة لمؤسسة قطر على التحول إلى مدارس للبكالوريا الدولية من خلال ورش العمل وبرامج التوعية. وفي الوقت الحالي، يُقدم معهد التطوير التربوي ثلاث جولات تدريبيّة إقليمية للبكالوريا الدولية سنويًا، والتي تشهد حضوراً ومتحدثين من جميع أنحاء العالم.
الآن، تفخر المدارس التي عملنا معها أنها مدارس دولية ذات منهاج ثنائي اللغة
ويعد دمج اللّغة العربية في منهاج دولي مثل البكالوريا الدولية مثالاً آخر على عمل معهد التّطوير التربوي في التعليم. ويقول بن شعبان: "لقد أصبح تدريس اللّغة العربية أولويّة في البلاد، وقد عمل معهد التّطوير التّربوي على دمج اللّغة العربيّة في كل جزء تقريبًا من مناهجنا الدراسية، بدءًا بتصميم المناهج الدراسية ومبادرات التّعلم المهني ووصولًا إلى طبيعة المدارس نفسها. والآن تفخر المدارس التي عملنا معها أنها مدارس دولية ذات منهاج ثنائي اللغة ".
توسيع نطاق التأثير
بدأ معهد التطوير التربوي أيضًا في تطوير منهاج التراث القطري، والذي يوفر للطلاب من رياض الأطفال وحتى الصف التاسع محتوى مناسبًا لأعمارهم حول ثقافة دولة قطر وتراثها، وهي خطوة مهمة لضمان الحفاظ على الهوية والعادات والتقاليد والثّقافة الوطنيّة .
في عام 2019، فعّل معهد تطوير التعليم شراكته مع وزارة التعليم والتعليم العالي من خلال تصميم وتقديم العديد من برامج التعلّم المهني التي ساهمت في تدريب حوالي 300 معلّمًا من معلمي مرحلة الطفولة المبكرة والمستوى الابتدائي.
وإلى جانب هذه الدورات، يقدم المعهد مجموعة من البرامج للمعلمين من داخل مؤسسة قطر وخارجها، ابتداء بورش العمل والمؤتمرات والبرامج التي تصل مدتها إلى عام، ووصولًا إلى برامج الماجستير، والتي أطلقت حديثًا.
كما صرّح السيّد مهدي بن شعبان قائلًا : " بالتّعاون مع كلية لندن الجامعية، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تمّ الإعلان عن إطلاق برنامج الماجستير في القيادة التعليميّة، وقد استقبلنا هذا العام الدفعة الأولى. كما تعاونا مع جامعة باث في المملكة المتحدة لتقديم برنامج دراسات عليا في التعليم الدولي، وسيكون بإمكان الذين يكملون البرنامج تمديد دراستهم ليحصلوا على الماجستير."
ومن أجل تشجيع المواهب والخبرات المحلية، أطلق المعهد برنامجين جديدين، لأول مرة في العالم، وفقًا لبن شعبان. البرنامج الأول هو برنامج التعليم والتعلم الفعّالين (PETAL) وبرنامج القادة والمدراء الطموحين في التعليم (PALME) وقد تم تطوير البرنامجين بالتركيز على أهمية دافعيّة التعليم الفردي للمعلمين بقدر أهميته للطلاب.
أهدافنا تتوافق تمامًا مع أهداف كل معلم في دولة قطر ، وهي تمكين كل متعلم بأفضل الموارد والطرق الممكنة
"اقتران فضفاض - علاقات قوية"
يصف السيّد مهدي بن شعبان رحلة المعهد بأنها رحلة قصيرة لكنها مؤثرة، وعبارة عن خمس سنوات من العمل الشغوف. ويستخدم مصطلح "الاقتران الفضفاض" لوصف علاقة المعهد بالمدارس، وكيف يحتاج المعلمون إلى مساحة لاستكشاف تقنيات جديدة، إلى جانب حرية التواصل مع المعهد إن كانوا بحاجة إلى توجيه بشأن أي موضوع أو مهمة.
كما أسهب بن شعبان قائلًا : "سمعنا من مدارس خارج مؤسسة قطر بأننا قادة التغيير في مدارس مؤسّسة قطر، وهذا بسبب قيمنا الرئيسة التي نلتزم بها وهي: الثّقة، والتّواضع، والنّزاهة، والانفتاح على الأفكار، والتّعاون، والتّواصل، والتّعايش، والاتّساق".
ويضيف : "أهدافنا تتوافق تمامًا مع أهداف كل معلم في دولة قطر، حيث يتشارك المعهد الأهداف مع أكثر من 1600 معلمًا ، من الذين ساعدناهم، وهي تمكين كل متعلم بأفضل الموارد والطرق الممكنة".