عالم من مؤسسة قطر يكشف حقيقة "الأخبار المفبركة"

"الأخبار المفبركة" توصيف يُطلق على المعلومات التي تسعى إلى تحقيق منفعة "سياسية أو مالية" فقط، هذا ما أوضحه أحد العلماء الرائدين في مجال الحواسيب، في محاضرة مفتوحة عُقدت ضمن مسابقة قطر الدولية للأمن السيبراني في مؤسسة قطر.

يعتقد الدكتور بريسلاف ناكوف، وهو عالم رئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أنه ما لم يكن للمعلومات أجندة سياسية موجهة أو ما لم تكن هذه المعلومات منحازة لأجندة مالية لصالح طرف دون آخر، فلا ينبغي اعتبارها خبرًا مفبركًا.

أثناء المحاضرة التي عُقدت في مبنى ذو المنارتين "كلية الدراسات الإسلامية" بالمدينة التعليمية في بمؤسسة قطر، بعنوان "اكتشاف الأخبار المفبركة حتى قبل كتابتها"، أوضح ناكوف أنه لا يوجد تعريف معتمد للأخبار المفبركة، مشيرًا إلى أن "قاموس ميريام ويبستر" لا يرى أيّ سبب لإدراج هذا المصطلح حاليًا.

ويوضح ناكوف أن الأخبار المفبركة تُشبه رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها التي "ستختفي" في نهاية المطاف لأن الأفراد سيصبحون فيما بعد أكثر استجابة للتصدي لها وسيدركون انعدام صحتها.

المحاضرة التي تم تصميمها في إطار مسابقة قطر الدولية للأمن السيبراني، والتي استضافتها جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، شهدت تنظيم الكليات الخمس التابعة لجامعة حمد بن خليفة، مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الأمن السيبراني وسُبل تطويره، بالإضافة إلى تعزيز دور دولة قطر كدولة رائدة في هذا المجال.

في هذا السياق، أشار الدكتور ناكوف إلى أهمية المصادر الموثوقة للأخبار وذكر في هذا المقام وكالتي أسوشيتيد برس ورويترز، واصفًا إياها بأنها خدمات إخبارية لا يزال من الممكن الاعتماد عليها للتعامل مع الحقائق المؤكدة، وذلك في عالم من القصص الإخبارية غير الموثوقة أو المدعومة بأدلة كافية.

وقد سلّط ناكوف الضوء على العمل الذي يقوم به مع وفريقه من معهد قطر لبحوث الحوسبة لتطوير "تنبيه" - بمعنى "الانذار" أو "احتراز"، كمبادرة تهدف إلى تطوير تطبيق لرصد الأخبار وجمعها من أجل مساعدة المستخدمين على التفكير خارج المألوف واتباع ما يُسمى بنظام هضم الأخبار بطريقة صحية.

وخلال عرضه التقديمي، تحدث الدكتور ناكوف عن كيفية تركيز جهود التحقق والترجمة الآلية من صحة الحقائق، والإجابة على الأسئلة، وتحليل المشاعر، ودلالات الألفاظ المعجمية، والشبكة العنكبوتية، ومعالجة النصوص الطبية الحيوية، مشيرًا إلى أن ذلك يساعد على تقييم القصص الإخبارية من وجهات النظر المختلفة تروّجها مختلف التيارات السياسية اليمينية واليسارية، وكذلك مدى احتمالية الدعاية عند قراءة الأخبار.

وبالشراكة مع الخطوط الجوية القطرية، استضافت مسابقة قطر الدولية للأمن السيبراني -والتي نظمتها جامعة حمد بن خليفة، مجموعة من الأنشطة عبر كلياتها الخمس المختلفة: كلية الدراسات الإسلامية، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية العلوم والهندسة، وكلية القانون، وكلية العلوم الصحية والحيوية- 130 أكاديميًا، وطالبًا، وخبيرًا من 30 دولة، وذلك بهدف التوعية بالجانب الأخلاقي في الأمن السيبراني، واكتشاف الأخبار المفبركة، والقرصنة الإلكترونية، وأهمية حماية قواعد المعلومات الجينية، وكذلك شملت المسابقة محكمة صورية للأمن السيبراني، نظمتها كلية القانون، تخللها تقديم مشاركين من كليات القانون حول العالم لمرافعات شفهية في محاكاة لإجراءات التقاضي أمام محكمة العدل الدولية.

كما حضر النقاشات وورش العمل على مدار الأيام الثلاثة التي تخللتها أنشطة المسابقة، متحدثين من جهات ومؤسسات مختلفة ومنها، جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، جامعة كامبريدج، جامعة شيفيلد، ومشروع "جينوميكس إنجلاند"، وجامعة شيفيلد وجينوميكس إنجلترا، وجامعة غرينوبل ألب وجامعة بولونيا.

وتحدث الدكتور روبيرتو دي بيترو، رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، بعد انتهاء الفعالية فقال: "نحن سعداء بالإقبال الرائع الذي شهدته النسخة الأولى من مسابقة قطر الدولية للأمن السيبراني من جميع المشاركين. وقد أظهرت أنشطتنا بجلاء أن التهديدات السيبرانية تتقاطع مع جميع قطاعات الأعمال والمجتمع، وتتطلب حلولًا سريعةً ومبتكرةً من الحكومات والقطاعات المهنية الأكاديمية. ويحتاج العالم كذلك إلى أكاديميين وخبراء وصناع سياسات قادرين على فهم الجوانب المعقدة ومتعددة التخصصات للأمن السيبراني في الوقت الراهن من أجل تطوير الاستجابات الملائمة. ونحن واثقون من أننا قد زودنا المتنافسين بأدواتٍ وزادٍ فكريٍ وفيرٍ لتمكينهم من التصدي للتحديات التي تنتظرنا".

الجدير بالذكر أن جامعة جورجتاون في قطر، عضو مؤسسة قطر، وكلية المجتمع في قطر، ترتبطان بشراكة مع مؤسسة قطر لتأسيس مجموعة عمل من الباحثين العالمين في مجال الأمن السيبراني، والتي تم إطلاقها في ندوة عامة عقدت في الجامعة أيضًا، وتضمنت نقاش للخبراء حول "الأمن السيبراني في الدول الصغيرة: حماية الوطن"، وقد شارك في الندوة كمتحدث رئيسي، السيد ويل ويلسون، وهو خبير في مجال الأمن السيبراني، الذي شارك الحضور آرائه ووجهات نظره الشخصية المكتسبة من تجاربه كضابط عسكري ومستشار أمني في هذا المجال.