للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
شركة تحتضنها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تأمل في تحسين خدمات الصحة النفسية على مستوى المنطقة
تنطوي مرحلة الأمومة المبكرة على بذل جهودٍ مضنية لاجتياز تحدياتها، ما قد يؤثر بدوره على الصحة النفسية للأمهات. وبالنظر إلى سوء الفهم الذي كثيرًا ما يزيد من معاناة الأمهات حديثات العهد بالحصول على المساعدة، فإن الخطوة الأولى تتمثل في إيجاد المصدر الملائم لتوفير خدمات الصحة النفسية لهن.
يُعدّ التعافي الجسدي والنهوض بالأعمال المنزلية والعناية بالأطفال حديثي المشي والأطفال الأكبر سنًا بعضًا من الأسباب التي تؤخر الأمهات عن الالتفات إلى علاج مشكلات الصحة النفسية التي تنتابهن عقب الولادة.
مصدر الصورة: Fizkes، عبر موقع Shutterstock
لهذا، وجدت نجلاء الكواري ونوف المحمود نفسيهما في خضمّ مرحلة الأمومة وتعيّن عليهما مجابهة الضغوط الناجمة عن تربية الأطفال والتغلب على مشقّة ما بعد الإنجاب، ما جعلهما يتطلعان إلى التماس الدعم من مصادر تقديم خدمات الصحة النفسية. ولمّا لم يحالفهما التوفيق كثيرًا في إيجاد المصدر الذي يلبي احتياجاتهما الخاصة، شرعتا في تدشين "ثيرابي" (Therappy).
"ثيرابي" هو أحد التطبيقات الفائزة بمنحة تمويلية من "صندوق تمويل تطوير المنتجات"، وهو عبارة عن منحة تمويلية تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر. يهدف هذا التطبيق المقرر إطلاقه قريبًا إلى توفير منصة آمنة عبر الإنترنت تتيح سهولة الحصول على المشورة النفسية عبر جلسات الفيديو والرسائل والمكالمات الصوتية.
هذه الجائحة قد دفعت الناس إلى ضرورة البقاء في منازلهم على خلاف ما توقعناه جميعًا، ما أثَّر بدوره حتى على الأشخاص الذين يتلقون خدمات المشورة بالفعل، وزاد من الحاجة إلى تقديم خدمات كالتي نقدمها، والتي تتيح الحصول على المساعدة اللازمة في أي وقت وفي أي مكان
يسعى التطبيق، من خلال إتاحة التواصل المباشر مع المعالجين النفسيين، إلى تخليص الأفراد من عبء الانتظار لفترات طويلة والاضطرار إلى حجز المواعيد الخاصة بزيارة المعالجين النفسيين داخل العيادات؛ مشكّلًا بذلك منصة متكاملة تشتمل على حجز المواعيد وتقديم الجلسات وسداد قيمة المشورة عبر التطبيق الآمن، لضمان تحقيق الخصوصية التامة للمتعاملين، وتلبية احتياجاتهم المنشودة.
وتأمل نجلاء الكواري، الشريك المؤسس للتطبيق، أن تسهم التجرِبة المبتكرة التي يوفرها "ثيرابي" في التغلب على التردد الذي يعتري الأشخاص الراغبين في طلب المساعدة المتعلقة بالصحة النفسية في دولة قطر والمنطقة بأسرها. وعن ذلك تقول الكواري، "إن طلب المساعدة النفسية لا يخلو من وصمة اجتماعية في بعض الثقافات؛ ومع قلة المصادر المتاحة لتقديم المشورة في هذا المجال، يهرع الناس إلى مَنْ يعرفونه ويلازمهم في ذلك شعور بالضعف وعدم الأمان، وغالبًا ما يفضي الكشف عن شخصيتهم أو مواجهتهم علنًا بالأمور التي قد يرغبون في عدم الإفصاح عنها إلى إحجامهم عن طلب المساعدة التي يحتاجون إليها".
سببت المخاوف التي تخللت الوضع برمّته، سواء أكانت تتعلق بالعمل أو تعليم الأطفال من المنزل أو العديد من التدابير الوقائية المتخذة في تعرّض عدد أكبر من الأفراد لمواجهة تحديات الصحة النفسية والتماس المساعدة حيالها
كما تأمل الكواري أن تؤدي الخصوصية والراحة المثلى التي يوفرها تطبيق "ثيرابي" إلى تشجيع المزيد من أفراد المجتمع على طلب المساعدة المنشودة وتلقيها دون أدنى عائق.
عملت المؤسِستان على تطوير "ثيرابي" قبل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأسفر التحول العالمي الجذري في نمط الحياة عن تعزيز الحاجة إلى وجود خدمات كهذا التطبيق في أرجاء دولة قطر. وذكرت الكواري إن "هذه الجائحة قد دفعت الناس إلى ضرورة البقاء في منازلهم على خلاف ما توقعناه جميعًا، ما أثَّر بدوره حتى على الأشخاص الذين يتلقون خدمات المشورة بالفعل، وزاد من الحاجة إلى تقديم خدمات كالتي نقدمها من خلال تطبيق "ثيرابي"، والتي تتيح الحصول على المساعدة اللازمة في أي وقت وفي أي مكان".
وأضافت قائلةً: "بطبيعة الحال، تسببت المخاوف التي تخللت الوضع برمّته، سواء أكانت تتعلق بالعمل أو تعليم الأطفال من المنزل أو العديد من التدابير الوقائية المتخذة في تعرّض عدد أكبر من الأفراد لمواجهة تحديات الصحة النفسية والتماس المساعدة حيالها. وقد شجعنا هذا على زيادة جهودنا في تطوير التطبيق وإتاحته للمستخدمين في أقرب وقت ممكن".
يهدف التطبيق في الوقت الراهن إلى إعداد قائمة تشتمل على المعالجين والأخصائيين النفسيين من كافة أنحاء الشرق الأوسط، لتقديم الخدمات المتخصصة التي تناسب طائفة كبيرة من المتعاملين بهدف حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم، وسيتاح استخدامه في جميع دول الشرق الأوسط.
يحرص مصممو التطبيق على ضمان تواصل الأشخاص مع المعالجين الذين يشعرون بالارتياح في التحدث معهم، ويشمل ذلك اختيار المعالجين من الذكور أو الإناث بناءً على مؤهلاتهم وخبراتهم في هذا المجال، كما ينشد التطبيق مساعدة أخصائيي الصحة النفسية في توسيع قاعدة عملائهم من خلال المنصة وتخليصهم من عناء الرسوم الباهظة أو الاضطرار إلى الذهاب إلى مقار العيادات النفسية.