للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يطرح المسح الدولي الذي أجراه وايز تساؤلات حول دور التعليم في تمكين الشباب من إحداث التغيير.
تعتقد غالبية ساحقة من الشباب أن جيلهم يجب أن يتحمل مسؤولية تحسين العالم، وفقًا لدراسة بحثية صادرة في مجال التعليم وتابعة لمؤسسة قطر؛ لكنّ أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون فقط أنهم يمتلكون الأدوات اللازمة للقيام بذلك.
تشير نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية التي أجراها مؤتمر القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز"، والتي صدرت في اليوم الدولي للتعليم، نظرة جديدة حول كيفية فهم الشباب لتعليمهم ومدى استعدادهم لمواجهة المستقبل.
تم استعراض النتائج المرتبطة بمقياس التعليم العالمي من قبل وايز في اليونيسكو بمناسبة اليوم الدولي للتعليم.
بحسب مقياس التعليم العالمي المستخدم من قبل وايز، فقد عمدت الدراسة البحثية إلى تقييم مدى ثقة الشباب في العالم حيال مستقبلهم ومدى إعداد نظمهم التعليمية لمواجهة التحديات. تناولت إحدى الدراسات التي أجرتها شركة "إبسوس" آراء 9509 شابًا تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا في 20 دولة بالشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا والأمريكيتين وأوروبا.
من المقرر أن يتم إدراج النتائج الرئيسية في المبادرة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعنوان "مستقبل التربية والتعليم" والمبادرات المعنية بالتعلم التابعة لـ "CRI ، وقد تم الكشف عن النتائج الأولية خلال مؤتمر اليونيسكو "التعليم من أجل تحقيق الازدهار والسلام للناس والكوكب" الذي انعقد بمناسبة اليوم الدولي للتعليم في باريس، فرنسا، في يناير 24.
نحن جميعًا ندرك جيدًا التحولات السريعة في الأفق التي ستغير العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري
في هذا السياق، أكّد إلياس فلفول، مدير إدارة تطوير السياسات والشراكات في وايز، أن الدخول في عقد جديد هو فرصة مثالية لتقييم وإعادة ابتكار أنظمة التعليم لتحقيق النجاح في المستقبل.
وقال: " نحن جميعًا ندرك جيدًا التحولات السريعة في الأفق التي ستغير العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري. والسؤال المطروح: كيف يمكن للمؤسسات الرئيسية أن تساعد في إنشاء نظام تعليمي يتكيف مع هذه التغييرات الجذرية؟". وأضاف: "نحن بحاجة إلى إنشاء خارطة طريق جديدة، لتسهيل مشاركة الجيل القادم في هذه الجهود، كي يشعروا أنهم مهيؤون بشكل تام لمجرد أن يصبحوا مستعدين للقيادة".
كذلك أظهرت الدراسة أن الشباب لديهم وعي متزايد بالتحديات التي تواجه العالم، حيث أعرب 85 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن قلقهم بشأن حالة الكوكب. وفي الوقت نفسه، قال 87 في المائة من الشباب أن مسؤولية جيلهم هي جعل العالم مكانًا أفضل، حيث يمثل الفقر واللامساواة الاجتماعية وتغير المناخ وقضايا البيئة، والحصول على فرص عمل، أكثر القضايا إلحاحًا.
لكن عندما سُئلت المجموعة التي شملها الاستطلاع عما إذا كانوا يشعرون بأنهم مستعدون لاتخاذ إجراء بشأن هذه التحديات أم لا، لم يستجب سوى النصف، وأجاب أقل من النصف أنهم يفهمون حقًا القضايا المجتمعية الرئيسية أو يشعرون أنهم على استعداد لإيجاد حلول. وقد كان الشباب من المغرب والهند والصين هم الأكثر انخراطًا في قضية واحدة على الأقل.
نريد التأكد من أن مساحة التعليم تستجيب للاحتياجات العاجلة للشباب لكسب العيش
كما تضمنت الدراسة تقييم الدور الذي تلعبه أنظمة التعليم في إعداد الطلاب لمواجهة التحديات العالمية، وقد قال حوالي 90 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أن التعليم يعني أكثر من مجرد التعلم حول مهنة ما، وأنه يشكل قيمة بحد ذاته، بينما أكدت أقلية صغيرة فقط أنهم يتطلعون إلى التعليم باعتباره وسيلة لجعلهم مواطنون جيدو وأكثر نشاطًا.
وقال الشباب الذين شاركوا في الاستطلاع إن أهم أسباب الالتحاق بالمدرسة هي توسيع معارفهم وإعدادهم للمستقبل، والعثور على وظيفة وكسب المال. في الوقت نفسه، وضعوا الاعتماد على المدرسة لمعرفة المزيد عن العالم من حولهم وتمكينهم من إحداث تأثير إيجابي على مجتمعاتهم في مرتبة أقل ضمن الأسباب، السادس والتاسع على التوالي.
بينما قال 90 في المائة ممن شملهم الاستطلاع إن فهم التكنولوجيات الجديدة أمر مهم للمستقبل، شعر 80 بالمائة أنهم إما يفهمون هذه التقنيات تمامًا أو إلى حد ما. كذلك كشفت نتائج الاستطلاع أيضًا أنه حتى إذا كان الطلاب لا يشعرون بأنهم مستعدين لتحمل تغييرات اجتماعية كبيرة، فهم سعداء بشكل عام بتعليمهم. من بين المشاركين، قال 80 في المائة إنهم راضون أو راضون إلى حد ما عن تعليمهم، وأكثرهم من فنلندا والمكسيك والهند.
مع ذلك، لا تزال النتائج تمثل دعوة للأنظمة التعليمية لتقييم ما إذا كانت مناهجها التعليمية تعالج بشكل مناسب تحديات العالم، وكيفية إثارة اهتمام الطلاب بالاهتمامات العالمية، وتوفير طرق أفضل لتقديم أدوات لتحسين استعداد الطلاب - سواء من خلال التقنيات الجديدة أو مهارات القيادة.
وقال فلفول: "النظام التعليمي في العالم يجب أن يتحول، ونريد التأكد من أن مساحة التعليم تستجيب للاحتياجات العاجلة للشباب لكسب العيش، ولكن في الوقت نفسه، الاستجابة لتطلعات أكبر، لجعل هذا العالم مكانًا أفضل".