ندوة افتراضية لمؤسسة قطر تسلط الضوء على أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل

لطالما أثارت المقارنة بين الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي جدلاً واسعًا بين الأمهات، خاصة في الآونة الأخيرة مع تسارع وتيرة الحياة العملية، التي تضع الكثير من الأمهات العاملات تحت ضغوطات كبيرة، قد تجعل مسألة الرضاعة الطبيعية بمثابة تحدٍ جديد يضاف إلى مسؤولياتهن.

في ضوء هذا النقاش الاجتماعي، نظم سدرة للطب،عضو مؤسسة قطر،ندوة افتراضية بعنوان "الرضاعة الطبيعية خيار صحي لكِ ولطفلك" ، كجزء من سلسلة ندواتها "موعد مع خبراء سدرة للطب" عن بُعد.

سلطت الندوة عبر الإنترنت الضوء على عدة موضوعات من بينها: الفوائد الفريدة لحليب الأم في النمو الصحي للرضّع؛ وكيف أن الاعتماد الكامل على الرضاعة الطبيعية يساعد الأم والطفل على اكتساب فوائد صحية طويلة الأجل؛ والعقبات التي قد تثني الأمهات عن الرضاعة الطبيعية؛ بالإضافة إلى تقديم نصائح للأمهات اللاتي يرغبن في استئناف العمل بعد الولادة.

قالت نجلاء حسونة، ممرضة سريرية واستشارية الرضاعة الطبيعية في قسم النساء والتوليد بسدرة للطب: "الرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية تخلق ترابط بين الأم وطفلها. كما أنها تمنح الطفل شعورًا بالأمان والراحة. علاوة على ذلك، فإن الرضاعة الطبيعية لا تزيد العبء المالي على الوالدين، وتوفر أفضل تغذية لنمو الطفل".

حليب الأم هو مزيج مثالي من العناصر الغذائية، حيث يحتوي على خمسة عشر مكون غذائي على الأقل، تشمل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات، وهي تركيبة طبيعية تضمن النمو الصحي للأطفال حديثي الولادة، على عكس تركيبات حليب الأطفال الصناعي التي تحتوي في الغالب على سبعة مكونات فقط.

قالت حسونة: "يُشدد العلماء والمنظمات الصحية وأطباء الأطفال توصياتهم بأن ترضع الأم طفلها رضاعة طبيعية خلال الأشهر الست الأولى. حيث أن حليب الأم مليء بآلاف الأجسام المضادة التي تحمي الطفل من العدوى والالتهابات وتساهم في اكتمال ونضوج جهاز المناعة، وتحمي الطفل من العديد من الأمراض مثل اضطرابات المناعة والحساسية والسكري والسمنة والمغص وأمراض القلب."

وفقًا لحسونة، فإن الرضاعة الطبيعية لا تحمي الطفل فحسب، بل تقلل أيضًا من خطر إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيض والسكري وهشاشة العظام وأمراض القلب، كما تساعدها على التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة بشكل أسرع.

من الشائع للغاية أن تواجه الأمهات الجدد صعوبات في الرضاعة الطبيعية خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. وقد يرجع ذلك لأسباب عديدة، منها الإرهاق الشديد جراء عملية الولادة؛ القلق الذي ينتاب الأم لعدم قدرة الطفل على الرضاعة بشكل صحيح في البداية؛ محاولة تحديد االوضعيات المناسبة للرضاعة، وقلقها حيال إذا ما كان الطفل يحصل على ما يكفي من الحليب.

قالت حسونة: "على النساء الحوامل الاستعداد عاطفيًا، وتثقيف أنفسهن بشأن الرضاعة أثناء فترة الحمل، إما من خلال مشاهدة الفيديوهات التعليمية أو زيارة عيادات الرضاعة المتخصصة"، كما أكدت على أنها عملية تتطلب الصبر و التدريب، وكذلك تتطلب الدعم الكامل من الأب.

تمثل العودة إلى العمل بعد الولادة تحدٍ آخر بالنسبة للأمهات الجدد. تتساءل معظمهن كيف سيتمكّن من إطعام أطفالهن في الوقت المناسب، مع ضمان الحفاظ على إدرار الحليب.

قالت حسونة: "تشعر معظم النساء بقلق شديد بشأن استئناف العمل بعد الولادة. هناك العديد من الأشياء التي يمكنهم القيام بها لتسهيل هذه العملية. فيعد شراء مضخة الثدي وأكياس تخزين الحليب أمرًا ضروريًا في هذه المرحلة، ومن المهم أن تكرس الأم خمسة عشر دقيقة كل ثلاث ساعات في العمل لشفط الحليب باستخدام مضخة الثدي، ويجب شرب كمية كافية من السوائل الصحية طوال الوقت".

وأوضحت حسونة أن الرضاعة هي آلية قائمة على العرض والطلب، وهو ما يفسر أهمية الالتزام بجدول زمني لشفط الحليب أثناء التواجد خارج المنزل، واستخدام الأكياس للتخزين المناسب. فذلك يضمن حصول الطفل على الغذاء في الوقت المحدد، بينما يجنّب الأم أيضًا التعرض لمضاعفات مثل إلتهاب الثدي.

استعرضت حسونة خلال الندوة الافتراضية رسم توضيحي يشرح الطرق الصحيحة لتخزين حليب الأم، وصلاحيته وفقًا لدرجة حرارة التخزين. كما عرضت مقطع فيديو يوضح الآلية الصحيحة لرضاعة الطفل من الثدي بحيث تضمن تغذيته بشكل صحيح، دون تعرض الأم لآلام أثناء الرضاعة. كذلك شرحت حسونة الوضعيات المختلفة للرضاعة، وضعية المهد، ووضعية حمل الطفل على طريقة كرة الرجبي، وهي وضعية مناسبة للتوائم حيث يمكن إطعامهم في نفس الوقت؛ ووضعية الاستلقاء الجانبي، وهي ملائمة للأمهات اللاتي خضعن لعملية قيصرية.

تفتح عيادة الرضاعة في مركز سدرة للطب أبوابها كل يوم أربعاء من الساعة 7:00 صباحًا حتى 3:00 مساءً لاستقبال الأمهات وتزويدهن بالنصائح الهامة حول فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل.