أكاديمية العوسج بمؤسسة قطر تساعد الطلاب على تخطي تحديات التعلّم

قد يواجه بعض طلاب صعوبات التعلم تحديات معينة تحول دون إكمال دراستهم بنجاح. ولسوء الحظ، يتخرج بعض الطلاب من المدرسة من غير المهارات والخبرات المطلوبة، مما يعرقل مسيرتهم في الالتحاق بالجامعات أو إيجاد الوظيفة المناسبة في سوق العمل.

وانطلاقًا من رؤيتها القائمة على أن لدى كل طالب القدرة على النجاح رغم كلّ التحديات، توفر أكاديمية العوسج برنامج "برايم" لمساعدة الطلاب على التخرج من المدرسة من خلال دعمهم بالعديد من مهارات التعلم والدراسة التي قد تساعدهم في المرحلة الجامعية، وإعطائهم الفرصة من خلال تخصيص جدول زمني للفصول التي لم يجتازوها سابقًا.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون لديهم فصول إضافية مصممة وفقًا لكفاءاتهم في موضوع معين لضمان رفع مستوى معرفتهم ودرجاتهم، وتلبية احتياجاتهم التعليمية المختلفة، كما سيتم توفير التوجيه والدعم المناسب للطلاب الذين يحصلون على درجات متدنية للعودة إلى المسار الصحيح في والتخرج في الوقت المناسب.

وفي هذا الصدد، يقول عصام عبده، مساعد المدير، في أكاديمية العوسج، التي تندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: "تم طرح برنامج برايم للطلبة من الصف العاشر وحتى الصف الثاني عشر، الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشر والخامسة والعشرين، وذلك بهدف مساعدة الطلبة على التغلب على الصعوبات التعليمية التي واجهتهم طوال مسيرتهم التعليمية في الماضي. واستفاد من البرنامج حتى الآن 159 طالبًا وطالبة من طلاب وخريجي الأكاديمية".

وتابع عبده: "ينقسم البرنامج إلى قسمين: برايم بي إم، وهو مخصص للطلبة الذين لم يحالفهم النجاح لمرتين خلال المرحلة الدراسية الثانوية، وقسم برايم بلس، وهو مخصص للطلبة الذين لم يحالفهم النجاح لثلاث مرات أو أكثر خلال المرحلة الدراسية الثانوية".

وأضاف عبده: "يهدف البرنامج لمساعدة الطلبة على تخطي الصعوبات التعليمية التي يواجهونها خصوصًا في المرحلة الثانوية من خلال اتباع أسلوب التعليم القائم على الكفاءة، وليس حسب صفوفهم التراتبية أو أعمارهم، كما يهدف البرنامج لتوفير أكبر قدر ممكن من المهارات الدراسية للطلبة والتي سيحتاجونها لاحقًا في مرحلة ما بعد المدرسة. وأخيراً فإن ذلك يتم عبر استدراك المواد المعتمدة، والتي لم يتمكن الطالب من تحقيقها سابقًا".

وأشار عبده أن البرنامج يقدم منهج تعليمي قائم على المشاريع المناسبة لقدرات الطلبة التعليمية، فالمواد الدراسية المقدمة للطلبة مبنية على أساس ومهارات الطلبة وإمكانياتهم، كما أن البرنامج مصمم للطلبة غير القادرين على استكمال تحصيلهم العلمي خلال المرحلة الثانوية".

وقال عبده: "يعاني معظم الطلبة عادة من صعوبات أكاديمية في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية بشكل أساسي، ويركز البرنامج على إعطاء الطلبة مقررات مركزة في هاتين المادتين تساعدهم في الحياة اليومية، فمثلاً تركز مادة اللغة الإنجليزية في برنامج برايم على اللغة المحكية والتواصل اليومي وهو ما يعرف بنفعية اللغة بدلاً من قواعد اللغة الإنجليزية، في حين تركز مادة الرياضيات على مسائل الحياة الحسابية اليومية وحل المشكلات أكثر من الانتباه للرياضيات الحديثة والمطورة".

ووفقًا لعبده، برنامج برايم بقسميه يساعد خريج أكاديمية العوسج على الالتحاق بمختلف الكليات والجامعات التخصصية للحصول على درجة البكالوريوس، قائلًا: "خلال السنوات الماضية التحق ما يزيد على 20% من طلاب البرايم ببرامج جامعية وكليات، لدينا طلبة التحقوا بالجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر كجامعة تكساس إي أند أم في قطر، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة نورثوسترن في قطر، إضافة إلى جامعة قطر. بالإضافة لمجموعة كبيرة من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. كما استطاع بعض طلبة البرايم الالتحاق ببرامج متخصصة في كليات الجيش والشرطة".

واختتم قائلًا: "البرنامج لا يزال قيد التوسع حيث يزداد الإقبال على التسجيل كل يوم، لكننا نعكف حاليًا على بناء برنامج تربوي أكثر تخصصًا بحيث يوفر مسارات مركزة حسب رغبة الطالب في استكمال مرحلة ما بعد المدرسة، كتوفير مساقات خاصة بتقنية المعلومات، وأخرى مختصة بالعلاقات العامة أو التربية البدنية".

قال سلطان عبدالعزيز البوعينين، أحد الملتحقين في البرنامج خلال دراسته في الأكاديمية: "التحقت في البرنامج منذ بداية إنطلاقته في عام 2016، فقد كانت لدي الرغبه في أن أطور مستواي الدراسي وبنفس الوقت دراسة المواد التي أحبها". وتابع البوعينين: "استفدت من البرنامج بشكل كبير، وتعلمت الكثير من المهارات، كالقدره علي تنظيم وقتي والتركيز في الدراسه بشكل أكبر، والأهم من ذلك قدرتي على التخطيط لمستقبلي الدراسي".

وأشار البوعينين أن البرنامج ساهم بشكل كبير إلتحاقه بالجامعة التي كان يطمح بإكمال دراسته بها، جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، قائلاً: "يساعد البرنامج الطالب على اتخاذ قرارات بشأن مستقبله الدراسي والتخطيط له، ومن خلال دعم الأساتذة يمكن للطالب أن يختار المواد الدراسية التي تساعده على الإلتحاق بالتخصص أو الجامعة التي يريدها".

ويقول حمد المناعي، أحد خريجي العوسج والذي كان ملتحقًا ببرنامج برايم: "الفائدة الجديرة بالملاحظة من البرنامج الأساسي كانت تعلم كيفية تكوين عادات جيدة، وكذلك اكتساب الخبرة في الانضباط الذاتي، بدون هذين الأمرين، كان انتباهي يتشتت بسهولة".

واختتم المناعي، قائلًا: "كان التحدي الأكبر بالنسبة لي خلال برنامج برايم هو التحفيز لمواصلة العمل دون إشراف، إلا أنني اكتسبت من البرنامج مهارات الاعتماد على النفس، والتي ساعدتني كثيرًا في حياتي بشكل عام، وتحديداً في دراستي بالجامعة، حيث تتطلب هذه المرحلة إنجاز الكثير من المهام والأعمال بصورة مستقلة".