إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
8 March 2020

المركز الطبي البيطري للخيل بمؤسسة قطر يُسهم في رعاية موروث الخيل العربي

مشاركة

التكنولوجيا والتراث يجتمعان معًا في مستشفى الخيول الجديد بالمدينة التعليمية

قد لا توجد صلة تربط الخيل بتاريخ منطقة معينة وتراثها وتقاليدها، مثل علاقة الخيل بشبه الجزيرة العربية. إذ تشير الحقائق التاريخية والتقاليد المتوارثة إلى مكانة الخيل البارزة في تاريخ المنطقة، والتي لا تقل أهمية عن التمسك بإرث من عاشوا على أرضها.

على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن علاقة الإنسان مع الخيل بدأت قبل الإسلام، إلا أن ظهور وثائق تاريخية واضحة حول رعاية الخيول تزامن مع انتشار الديانة الإسلامية، وقد تم إنتاج سلسلة واسعة من الأبحاث والمؤلفات حول الرعاية الصحية للخيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الدكتورة ستيفانيا بوكا، طبيبة، متخصصة في مجال التكاثر، المركز الطبي البيطري للخيل

الدكتورة تاتيانا فيناردال، رئيس البحوث والتعليم في المركز الطبي البيطري للخيل

كان ابن أُخي حزام الخطلي، وأبو بكر بن البدر البيطار، وابن الأحنف والأشرف من بين خبراء عدّة في علم الهيبولوجيا ممن أجروا أبحاثًا واسعة النطاق حول صحة الخيول وطرق رعايتها وعلاجها في الحضارة الإسلامية خلال العصور الوسطى. وقد برع هؤلاء المتخصصون في علاج الأمراض المعدية وغير المعدية، إضافةً إلى العمليات الجراحية، وتكاثر الخيول، والرعاية العامة.

وتكشف الكتب- والتي لا يزال يُنظر إلى بعضها على أنها أطروحات- عن المعرفة العميقة التي كان يمتلكها الهيبولوجيين العرب. ويعتبر كتاب "الفروسية والبيطرة" لابن أُخي حزام، والذي يعود تاريخ كتابته إلى حوالي عام 900 ميلادي، مثالًا على الكتابة المتخصصة حول العناية بالخيل في المنطقة. وكمثال، جاء في هذا الكتاب: "إذا كنت مسافرًا في الطريق، وكان عليك معالجة الحصان من دون ضمادة، خذ بذر كتان قديم واملأه في مغرفة حديدية مع البوراكس. قم بغليه ووضعه على عضلة الحصان".

إن العلاج الذي توصل إليه الخبراء القدامى هو أساس الخطط العلاجية التي نستخدمها اليوم

الدكتورة تاتيانا فيناردال

اليوم، يواصل فريق متعدد التخصصات في المركز الطبي البيطري للخيل، عضو مؤسسة قطر، ما بدأ به خبراء الخيول منذ قرون. حيث يضم المركز نخبة متخصصة من الأطباء البيطريين، والباحثين، والممرضين، والتقنيين، وأعضاء فريق الدعم بإدارة المستشفى، والذي يقع بالقرب من ميدان الشقب للفروسية.

تقول الدكتورة تاتيانا فيناردال، رئيس البحوث والتعليم في المركز الطبي البيطري للخيل: "إن العلاج الذي توصل إليه هؤلاء الخبراء القدامى هو أساس خطط العلاج التي نستخدمها اليوم. على سبيل المثال، كما كتب ابن أُخي حزام، التهاب الأوتار لا يزال إصابة خطيرة تتعرض لها الخيول، وهذا النوع من العلاج، باستخدام كمادة ما زال الى يومنا هذا وعلى الرغم من ندرته، يستخدم من قبل بعض الناس.

المركز الطبي البيطري للخيل في مؤسسة قطر

وتضيف: "تشمل مقاربة القرن الحادي والعشرين لعلاج التهاب الأوتار، الطب التجديدي مثل الخلايا الجذعية ومعززات الشفاء الأخرى لعلاج الحالة. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تقنيات معينة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية من أجل توفير فهم أفضل للأطباء حول مدى خطورة المرض".

وأشارت إلى مدى إدراك مؤسسة قطر لأهمية تعزيز هذا الموروث والحفاظ عليه، والذي يعد أيضًا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ دولة قطر، حيث استثمرت المؤسسة في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والموارد التي تركز على الأبحاث، من أجل تأسيس المركز الطبي البيطري للخيل.

لقد أحب أولئك الذين سكنوا الصحراء وجالوا فيها الخيل كما أحبوا أنفسهم، لا سيما الخيل العربي

الدكتورة ستيفانيا بوكا

وأكدت الدكتورة ستيفانيا بوكا، دكتورة أولى في الطب البيطري، اختصاص التكاثر في مركز الطبي البيطري للخيل، أن المركز الطبي البيطري للخيل، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، يقدم رعاية متخصصة وشاملة لكل ما يتعلق بصحة الخيل، كما فعل الهيبولوجيين قبل قرون مضت.

وقالت: "لقد أحب أولئك الذين سكنوا وجالوا في الصحراء الخيل كما أحبوا أنفسهم، لا سيما الخيل العربي. اللياقة البدنية وطباع هذه الخيول كان لها دور في ذلك، عظامها الكثيفة، قدرتها على التحمل البدني، وطابعها الودّي جعلها أكثر قربًا من البشر وأكثر قدرة على التحمل، وكلاهما لا غنى عنهما لحياة البدو الوعرة في الصحراء".

كانت الخيول الخيار الأمثل للاحتفالات، فامتلاكها للعيون الكبيرة والرقاب الرفيعة، جعلها ذات قيمة عالية ليس فقط من حيث أدائها، بل لجمالها أيضًا.

يمثل المركز الطبي البيطري للخيل تطورًا طبيعيًا للموروث العربي نظرًا لأنه يلبي الاحتياجات الصحية للخيول في المجتمع. وعلى الرغم من التحديث التكنولوجي في النهج والعمل إلا أن الجوهر الأساسي لا يزال واحدًا ويكمن في رعاية الخيل التي تعدّ أحد أهم الجوانب الثقافية والتي ساهمت في صياغة إرث المنطقة.

قصص ذات صلة