آفاق جديدة للحوار في الرعاية الصحية خلال قمّة "ويش" التابعة لمؤسسة قطر في نسختها الافتراضية التفاعلية لعام 2020

دفعت التحوّلات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) المؤسسات حول العالم إلى إيجاد طرق جديدة لمواصلة أعمالها وعملياتها، ومن بينها مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في مجال الصحة.

في إطار الاستعداد لعقد النسخة المقبلة من قمّة "ويش" لعام 2020، خلال الفترة 15-19 نوفمبر المقبل، والتي تجمع الخبرات العالمية من أجل بناء عالم أكثر صحة من خلال التعاون، يغتنم "ويش" الفرص الجديدة التي سمحت بها القمّة الافتراضية، ليجعل منها تجربة ناجحة واستثنائية في ظل ظروف غير مسبوقة.

منذ بداية الأزمة، أكّد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" حرصه على مواصلة الحوار وتبادل الآراء والخبرات حول القضايا الصحية الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمع العالمي من خلال المنصات الافتراضية، وها هو الآن يتّبع نفس المنهج في تنظيم قمّته المقبلة المقرر عقدها في شهر نوفمبر، والتي باتت تُعد حدثًا أساسيًا في التقويم العالمي للرعاية الصحية.

صرحت السيدة سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" قائلةً: "سوف يتم تنظيم قمّة ويش 2020 بشكل كامل عبر العالم الافتراضي. في الواقع، كنا نعتزم منذ البداية مزج عناصر من العالم الافتراضي في خطتنا لعقد المؤتمر، بحيث تُعقد القمّة في مكانها المعتاد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وتتضمن كذلك مشاركة متحدثين عن بُعد عبر الإنترنت".

وأضافت: "في نهاية المطاف، اتخذنا قرار عقد القمة الافتراضية نظرًا للظروف العالمية الراهنة التي تحيط بنا جميعًا. كما أن مجتمع ويش العالمي يضم العديد من قادة الرعاية الصحية والعاملين في هذا المجال، وجميعهم منشغلون حاليًا وربما يواجهون أصعب الفترات في حياتهم على الإطلاق بسبب الجائحة. من خلال القمّة الافتراضية، سوف نضمن قدرتهم على المشاركة معنا من أي مكان يتواجدون فيه حول العالم".

على الرغم من أن تنظيم الفعاليات الافتراضية بات واقعًا جديدًا اعتدنا عليه في خلال الشهور الماضية، إلا أن عنصر التفاعل وجهًا لوجه وبناء الروابط يُعد من أبرز الخصائص التي تميز الفعاليات التي تقام على أرض الواقع. ومن هذا المنطلق، يبذل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" كل ما بوسعه ليعكس تلك الخصائص بصورة افتراضية في قمّته لهذا العام.

وعلّقت سلطانة أفضل قائلةً: "اعتدنا دومًا الترحيب بقدوم الأفراد إلى الدوحة خلال فعاليات ويش السابقة. وبالرغم من عدم تواجدهم فعليًا في الدوحة، إلا أننا نسعى إلى ترسيخ صورة هذا الحدث والانطباع عن جذوره الممتدة في الدوحة. نحن نقدّر الفرص لإظهار مدى اهتمام دولة قطر وجهودها في الابتكار في مجال الرعاية الصحية، وإسهامات مؤسسة قطر في ذلك. وقد حرصنا على إبراز تلك السمات بالنسبة للأفراد من شتى أنحاء العالم من خلال العالم الافتراضي".

أضافت: "مع وجود العديد من المشاركين الدوليين، نسعى إلى ترسيخ تركيز دولة قطر وإنجازاتها في الابتكار في مجال الرعاية الصحية بصورة إلكترونية عبر الإنترنت، وأن نقدّم للمشاركين صورة واضحة وحقيقية عن الابتكارات التي يتم تطويرها هنا".

من جهته، يرى نيكولاس برادشو، مدير الشراكات والتواصل في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، أن ابتكار الحلول لعقد قمّة ويش 2020 افتراضيًا وأن يحقق ذلك نجاحًا يوازي نجاح القمم السابقة هو تحدٍ مستمر، لكنه مثير للاهتمام في الوقت ذاته.

وقال: "لن تبدو قمّة ويش 2020 كأي مكالمة عبر تقنية المؤتمرات المرئية، بل ستكون تجربة تفاعلية وبمثابة الانتقال إلى عالم آخر، حيث سوف يتمكن الحضور من الدخول إلى مركز قطر الوطني للمؤتمرات افتراضيًا، والوقوف أمام مجسم مامان، وهو مجسم العنكبوت الضخم المتواجد في قلب المركز، فضلًا عن الاستمتاع بالعديد من البرامج والفعاليات، وفرصة التفاعل واستكشاف المعارض المتواجدة هناك".

سوف تحظى قمّة ويش 2020 ببرنامج يمتد طيلة خمسة أيام، مقارنة بالسنوات السابقة حيث كانت مدة المؤتمر تستمر على مدار يومين فقط. وفي هذا الصدد، علّقت السيدة سلطانة أفضل قائلة: "الوضع الراهن أتاح لنا مرونة أكبر لتوسيع نطاق برنامجنا هذا العام".

تابعت: "كانت خططنا في السابق تعتمد على مساحة مكان عقد المؤتمر وعدد الحضور القادمين من الخارج إلى الدوحة، وهذا لا ينطبق على الفعاليات الافتراضية. كما أننا نريد أن يتجنب مشاركونا الشعور بالإرهاق نتيجة حضور جلسات المؤتمر المتتالية، وعليه نحرص على وجود فترات استراحة كافية وإتاحة الفرصة لهم لاستكشاف كلّ ما هو متاح لهم في هذا الحدث".

تشمل الفعاليات الرئيسية في قمة "ويش" مزيجًا من الحلقات النقاشية مع خبراء الرعاية الصحية العالميين، حيث يتمكّن المشاركون من التفاعل معهم وطرح أسئلتهم مباشرة، إلى جانب صالات المعارض، والمساحات التي يمكنهم من خلالها لقاء مؤلفي التقارير الصادرة عن "ويش". ستكون هنالك أيضًا ورش عمل نشطة ترحب بالجميع، وهو ما كان يصعب تحقيقيه في القمم الاعتيادية السابقة.

أما من حيث الموضوعات الرئيسية التي يتم تسليط الضوء عليها، فتشمل المناخ والصحة، والصحة النفسية، إضافةً إلى جائحة كوفيد-19، على الرغم من أنها لم تكن في إطار الخطة الرئيسية للبرنامج، وسوف يكون موضوع الجائحة محورًا للعديد من النقاشات على مدار فترة المؤتمر.

وقال برادشو: "يعمل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" على تناول التحديات الصحية العالمية بطريقة مبتكرة، ولم نشهد من قبل قضية صحية أكثر إلحاحًا من جائحة كوفيد-19".

وأضاف: "سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الصحة العالمية بصورة لم يسبق لها مثيل. كما شدّدت على أهمية مشاركة المعرفة والتعاون بين المجتمعات وخارج نطاق الحدود الدولية. وسوف تشهد قمّة ويش 2020 مشاركة صناع السياسات والباحثين والأطباء والممرضين والعديد غيرهم من مجتمع ويش في معالجة القضايا المرتبطة بالجائحة".

وتابع: "في السابق، كان تركيزنا ينصب بشكل أكبر على قادة الرعاية الصحية، وما يزال ذلك يُشكل عنصرًا جوهريًا في قمّتنا المنعقدة هذا العام، إلا أننا سنعمل أيضًا على إشراك العاملين في الخطوط الأمامية في التصدي للوباء وتسليط الضوء عليهم. ونظرًا لإنعقاد قمّة "ويش" 2020 افتراضيًا، سوف نكون قادرين على دعوة المزيد منهم عن بُعد لإشراكهم في الحوار ومدهم بالدعم والاحتفاء بهم".

للمزيد من المعلومات حول مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" لعام 2020، وللتسجيل، تفضلوا بزيارة www.wish.org.qa