للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تدعم واحة قطر البحوث الابتكارية التطبيقية في مجال التكنولوجيا الحيوية الخضراء
توفرت للعلماء في قطر وإيطاليا فرصة فريدة من نوعها للتعاون البحثي، من خلال شراكة مثمرة ما بين واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة قطر، ومعهد بيوجيم للبحوث، وهو ائتلاف بحثي إيطالي في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وقد برهن المشروع عن أهميته البالغة في تطوير تجارب العلماء الشباب في جامعة قطر، الذين تمكنوا من إتمام شهادة الماجستير في مجال التكنولوجيا الحيوية في جامعة سانيو بمدينة بنفنتو الإيطالية. وركز برنامج الماجستير، الذي صممته بيوجيم، على التكنولوجيا الحيوية الخضراء، وخاصة تطبيقات العلوم الحيوية على البيئة، وتطوير المنتجات باستخدام الموارد الطبيعية. كما استكشف البحث الاستخدامات الصيدلانية للنباتات الموجودة في قطر، على غرار شجرة السدرة.
وفي هذا الصدد، علّق البروفسور باسكوالي فيتو، أستاذ علم الوراثة في جامعة سانيو وقائد المجموعة في معهد بيوجيم للبحوث، قائلاً: "لطالما كانت دنيا العلم بيئة دولية ينتقل في أرجائها الزملاء ويتناقشون. وهذا مجرد مثال واحد على كيفية قيام العلم بجسر المسافات ما بين البشر".
وبيوجيم هو ائتلاف غير ربحي، أنشأته عام 2006 السيدة ريتا ليفي مونتالشيني، الحائزة على جائزة نوبل، وهو يضم مختبرات بحثية، ومرافق تعليمية وخدماتية. وتهدف البحوث التي تُجرى هنا إلى مكافحة مرض السرطان والأمراض التنكسية، غالباً من خلال التعاون مع منظمات عالمية.
ويتابع البروفسور فيتو: "بدأ التعاون مع واحة قطر في عام 2011، وشمل آنذاك باحثتين ممن يعملون معي، الدكتورة رومانيا ستيلو والدكتورة تيزيانا زوتي، وطالبتين قطريتين هما عائشة الكواري ومشاعل النعيمي. وقد كان للمشروع جانب تعليمي، أثمر عن حضور الطالبتين الشابتين إلى إيطاليا وحصولهما على شهادة الماجستير".
وأضاف: "لقد موّلت واحة قطر الجانب العلمي للمشروع، ودعمت الطالبتين خلال فترة إقامتهما في إيطاليا التي امتدت طوال عام، وأدت دور الرابط ما بين بيوجيم وجامعة قطر".
ويستطرد البروفسور فيتو قائلاً: "لقد وفر لي التعاون مع واحة قطر، بخلاف الجانب العلمي للمشروع، فرصة مقابلة أشخاص رائعين، من ذوي الرؤية الثاقبة. ولعل أهم ما ميز الفريق الإداري مهارته في مجال المفاوضات، وقدرته على التحوط لكل طارئ. وتميز الجانب الإداري للمشروعات بالدقة من كافة النواحي، أما من الناحية العلمية، فقد تابع الفريق سير العمل من خلال اجتماعات بنّاءة".
ومن الواضح أن واحة قطر قد أثّرت كثيراً في البروفسور فيتو، إذ يقول: "بعد التجربة الأولى، حافظت على مدار السنوات الماضية على علاقات وثيقة مع واحة قطر والأشخاص الذين يعملون فيها. بالإضافة إلى التعليم في الجامعة بإيطاليا، فقد تمكنت من تأسيس شركتي الناشئة، والتعاون مع شركات شتى من خلال الشبكة التي نسجتها عبر واحة قطر".
وتسلط تجربة البروفسور فيتو الضوء على جانب حيوي من رسالة واحة قطر الرامية لأن تكون مركز الريادة في الدولة في مجالات البحوث التطبيقية والابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال، وهو دعم سعي قطر الدؤوب نحو التنمية الاقتصادية المستدامة وتنويع مصادر الدخل، وهو الأمر الذي يُعتبر بناء اقتصاد المعرفة حجر الأساس له.
ويُضيف البروفسور فيتو: "لقد تعلّمت في واحة قطر أن نقل المعرفة هو بقدر أهمية توليدها. وأنا أؤمن بأن واحة قطر قد أدت تماماً دورها في تبني ودعم التنمية الاقتصادية الوطنية من خلال الابتكار. وأعتقد أنه من الضروري الاعتراف بأن واحة قطر توفر بيئة مثالية لتمكين الشركات الابتكارية العالمية من التفاعل الوثيق مع معاهد التعليم العالي والمنظمات البحثية، بما يعود بالنفع على الجميع".
لقد تعلّمت في واحة قطر أن نقل المعرفة هو بقدر أهمية توليدها
من جهته، قال الدكتور سالفينو سالفاجيو، كبير مديري التنفيذ وإدارة مكتب البحوث والتطوير والابتكار: "لقد كان تعاون واحة قطر مع بيوجيم وجامعة قطر فريداً من نواح عدة. أولاً، فقد كان من أوائل المشاريع التي دعمت البحوث التطبيقية، وثانياً، أحد أوائل التعاونات مع شريك عالمي على هذا المستوى كونه يضم حائزين على جائزة نوبل. لقد مثّل ذلك فرصة رائعة لنقل المعرفة وبناء المهارات البحثية والعلمية للعلماء القطريين في هذا المجال المختص، مما أرسى بالتالي الأسس الرئيسية لرؤيتنا في بناء اقتصاد معرفي في قطر من خلال المدينة التعليمية".
لقد كان تعاون واحة قطر مع بيوجيم وجامعة قطر فريداً من نواح عدة
وينتظر البروفسور فيتو حصول المزيد من التعاون مع واحة قطر مستقبلاً، ويقول: "يُعد إجراء البحوث شرفاً استثنائياً وسبيلاً لمساعدة الآخرين. وأنا أعمل الآن على تأسيس شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية من أجل تطوير أدوات تشخيصية وعلاجية متطورة. ومن الواضح أن واحة قطر هي مكان مثالي لتحقيق ذلك".