للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يناقش باحثون من معهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو مؤسسة قطر، كيف يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في محاربة جائحة (كوفيد-19)
تفرض معظم الدول حول العالم على كافة المقيمين على أرضها، إلزامية تحميل تطبيقات تتبع جهات الاتصال، ما يطرح تساؤلًا حول مدى خصوصية بياناتنا، وما إذا كان ذلك يتبع "رأسمالية المراقبة".
يقول الدكتور فيصل فاروق، رئيس قسم أبحاث الصحة الرقمية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو مؤسسة قطر:" كما نعرف تاريخيًا، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تخلى الناس عن الكثير من حقوقهم المدنية، وقد تسبب ذلك في رد فعل عنيف، ولكن بعد الكثير من التأملات والتحليلات، بدأ الناس يدركون أن التحول قد حدث".
ومع ذلك، يؤكد الدكتور فاروق على أنه بصفتهم باحثين، وخاصة من قطاع علوم الحاسوب والتكنولوجيا، فإن مسؤوليتهم تقوم على إيجاد حلول تحقق توازنًا جيدًا بين الخصوصية والحقوق المدنية، قائلًا:" يُمكننا فرض تأثيرنا على تلك الأمور من خلال صوغ السياسات التي من خلالها نبتكر حلولًا للتحديات مع مراعاة قضايا الخصوصية أيضًا، لا يجب أن نتخلى عن شيء ما للحصول على شيء آخر ".
الدكتور فيصل فاروق
تتّبع الاتصال هو تكتيك للتحكم في الجائحة يعتمد عادة على تحركات المرضى ويحدد الأفراد الذين ربما أصيبوا بالعدوى حتى يتمكنوا من عزل أنفسهم. إنها منصة لتبادل البيانات، وتعتبر منصات تبادل البيانات حاسمة في التعامل مع الجائحة.
يتم إنشاء البيانات واستهلاكها بمعدلات مثيرة للقلق. لسوء الحظ، قد تكون معظم هذه البيانات مزيفة أو مجرد آراء لا يدعمها التحليل العلمي، وبالتالي، فإن استخدامها في صنع السياسات أمرٌ غير ممكن.
يوضح الدكتور فاروق:" لا يزال الناس يكافحون من أجل الوصول إلى بيانات عالية الجودة، ونقص البيانات الجيدة يعوق عمليات صنع القرار. والآن أكثر من أي وقت مضى، إذا تمكنت علوم بيانات الذكاء الاصطناعي من معالجة أي من هذا، فسيكون ذلك مفيدًا للغاية، وتكمن الفائدة في طريقة الاستجابة لهذه الأوبئة، أو بشكل عام لأية أزمة".
لا يزال الناس يكافحون من أجل الوصول إلى بيانات عالية الجودة، ونقص البيانات الجيدة يعوق عمليات صنع القرار
في المعركة الحالية ضد جائحة (كوفيد-19)، صنفت منظمة الصحة العالمية مكافحة انتشار "البيانات المغلوطة المتعلقة بالجائحة" في المرتبة الثانية من بين أولوياتها الخمس الأولى. في بداية الجائحة، لم تكن هناك أي بيانات، وإنشاء نماذج قائمة على الذكاء الاصطناعي يتطلب قدرًا كبيرًا من هذه البيانات.
الدكتور كريم درويش
يقول الدكتور كريم درويش، عالم رئيسي ومدير تقنيات اللغة العربية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر:"لم نكن نعرف ما إذا كان إغلاق المدارس أو المطاعم سيحدث فرقًا. لقد أظهرت تقارير التنقل أنه في حالة إغلاق بعض المطاعم، يزداد الطلب على المطاعم الأخرى، ما يسبب نقاط ازدحام. وهكذا، كانت هناك عواقب غير مقصودة لتدابير الإغلاق. إن امتلاك الكثير من بيانات الذكاء الاصطناعي هو الطريقة الوحيدة لقياس فعالية مثل هذه القرارات".
كما يؤكد الدكتور درويش على أهمية فهم أن عمليات الإغلاق والإجراءات المماثلة تتخذها السلطات لكسب الوقت.
ويقول الدكتور فاروق:" قرار اتباع إجراءات الإغلاق أو عدمه يرجع إلى عدم الاستعداد، أي عدم توفر بيانات كافية لاتخاذ قرارات بشأن ذلك. لذا، فإن الجميع يخطئون الاعتقاد بالقول:" لا نريد أن نرهق أنظمتنا الصحية".
ويضيف: "من جهة، نحن لا نملك معلومات عن الجائحة، ومن جهة أخرى، لا يعرف البعض ما هي المعلومات التي يجب أن يحصلوا عليها. على سبيل المثال، تقوم السويد بتحديث سجل وحدة العناية المركزة (ICU) الخاص بها كل 30 دقيقة للبلد بأكمله. في حين أن أحد المستشفيات في فلاشينغ، نيويورك، كان مكتظًا بمرضى وحدة العناية المركزة، بينما، على مقربة منه، كانت الأسّرة في مستشفى آخر في كوينز فارغة تمامًا".
مصدر الصورة: Bob boz، عبر موقع Shutterstock
بمجرد احتواء الموقف، سيعود العلماء في مراكز البحوث بمؤسسة قطر إلى العمل على إيجاد طرق لتحسين حلولهم.
يقول الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، أنه على الرغم من أنه يعمل مع فريقه بشكل وثيق مع المستخدمين النهائيين، فإن" تأثير التكيّف لا يحدث كما يجب".
بصفتنا تقنيين وعلماء حاسوب، علينا أن نتحقق ونرى كيف نطّور وكيف نقدم التكنولوجيا الجديدة
ويسلط الدكتور المقرمد الضوء على إدخال تكنولوجيا جديدة، خاصة في وسط الجائحة، وعلى صعوبة التكيف معها، قائلًا:" لقد تساءلت، لماذا تعقب الاتصال، ومعظم حالات تعقب الاتصال في الصين يتم بشكل آلي ويتمتع بانتشار واسع؟ وعندما قراءة أحد المقالات، تبين أنهم، في نيويورك، كانوا فخورين للغاية بتدريبهم 300 متتبع اتصال. ما يؤكد وجود فجوة بين التكنولوجيا والتكيف معها".
ويضيف:" عندما ترى العاملين في مجال الرعاية الصحية ومسؤولي الصحة العامة وهم غارقون في مهامهم، محاولين التعامل مع مواقف الحياة والموت، فتقدم لهم تقنية جديدة كليًا بالنسبة لهم، لا تتوقع أن تكون هذه التقنية فعّالة. بصفتنا تقنيين وعلماء حاسوب، علينا أن نتحقق ونرى كيف نطّور وكيف نقدم التكنولوجيا الجديدة."