رسالة أحد أوائل خريجي مؤسسة قطر إلى دفعة عام 2020: "باشروا نضالكم من أجل العالم"

أعزائي خريجي دفعة عام 2020،

إن جائحة كوفيد-19 لم تكن قطعًا بحسبان أي منا. وحتى لو كانت كذلك، لم نكن مطلقًا لنتخيّل حجم تأثيرها علينا.

أكتب لكم هذه الرسالة، ومنا من هو بعيد عن أسرته، وآخر يصارع ليدرك حقيقة الوضع الذي نعيشه. البعض الآخر يُنضال من أجل البقاء، ولعل جميعنا يبحث عن سبيل لإيجاد الطمأنينة والحفاظ على التوازن وعلى الشعور بالهدف في روتين أعمالنا اليومية.

كلّ هذه الأسباب لم تجعل التخرج هذا العام هو البداية الجديدة التي لطالما حلمتم بها. لن يتمكن أفراد أسركم وأصدقائكم من الحضور لمشاركتكم الفرحة أو حفل العشاء. صوّر التخرج التذكارية لن تكون مثالية لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما رسمتموها في مخيلتكم، لن تجتمعوا معًا وتستلموا بأيديكم شهادات التخرج التي سعيتم للحصول عليها بشق الأنفس، أو تلقوا بقبعات التخرج عاليًا في الهواء.

في وسط كل تلك الظروف، الأمل يكمن في أن تتذكروا أن هذا الوضع لا يُمكنه أن يحطم إنجازاتكم، أو يُلغي ما اكتسبتموه من مهارات طيلة سنوات الدراسة.

على نقيض ذلك، سوف تنظرون في المستقبل إلى الوراء بكل فخر واعتزاز لأنكم تجاوزتم أحلك الظروف وأصعبها. سوف تصبحون قدوة للطلاب والباحثين المستقبليين، الذين سينظرون إليكم لاستلهام الدورس والعبر في الاجتهاد والمثابرة، وهذا ما سيُميزكم عن غيركم من الدفعات الأخرى سواء التي سبقتكم أو التي ستليكم.

سمعنا على الدوام هذه العبارة وأريد أن أكررها ثانية: "الأزمات توّلد الأبطال". بصفتي أحد أوائل من تخرجوا من مؤسسة قطر، ثقوا بي عندما أقول لكم أن مؤسسة قطر زوّدت كل واحد منكم بالقدرة ليكون بطلاً.

من وجهة نظري، الشهور القليلة القادمة هي بمثابة الاختبار الحقيقي لخريج مؤسسة قطر، لأن كل واحد منكم سيحظى بالفرصة ليُثبت ويطبّق المهارات التي اكتسبها خلال سنوات دراسته في المدينة التعليمية. سوف تكونون الدليل على أن التعليم الحقيقي هو أكثر من مجرد شهادة أو درجات.

لا شك في أن لهذا العام أهمية خاصة إذا نظرنا إليه من منظور مختلف. هو مرحلة عظيمة، ففي المرة الأول في تاريخ البشرية تتحد البلدان معًا في حرب ضد عدوٍ واحدٍ مشترك.

هذا يضع الكرة في ملعبكم، فالعالم الجديد الذي تخطون إليه بحاجة إلى أن يتعافى الآن أكثر من أي وقت مضى، وهو على استعداد ليسمع الأشخاص ويتعاطف معهم، وهم الأشخاص أمثالكم ممن يمتلكون أفكارًا خلاقة وحلولاً تساعد على التغيير إلى الأفضل وتجنب تكرار أخطاء الماضي كي ينتهي الوباء بلا عودة.

أعزائي دفعة عام 2020، أتمنى لكم كلّ النجاح التوفيق. لتكن ثقتكم بأنفسكم كبيرة، وباشروا النضال من أجل عالم أفضل مما مضى.

الدكتور خالد الخليفي، استشاري جراحة العظام والمفاصل والإصابات الرياضية بمستشفى إسبيتار في الدوحة، وأحد الطلبة المتفوقين ضمن أوّل دفعة من خريجي وايل كورنيل للطب – قطر عام 2008. تدرّب الدكتور الخليفي برنامج جراحة العظام في جامعة ميغيل الكندية، وأكمل برنامج الزمالة في جراحة العظام والتنظير الداخلي في مجال الطب الرياضي، مركّزًا على جراحة الركبة والكتف،بمستشفى هنري فورد في مدينة ديترويت، بالولايات المتحدة. كما يعمل كأستاذ مساعد في وايل كورنيل للطب – قطر.