للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
طاقة الرياح هي أحد المصادر الرئيسية للطاقة المتجددة.
مصدر الصورة: رويترز/هانز لوكاستناقش الدكتورة فيرونيكا برموديز من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة مسألة إزالة الكربون وكيفية إدراجها في الاقتصاد والمجتمع والبيئة
إن التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة يشكل ضرورة أساسية لمكافحة أزمة المناخ ولا بد من مشاركة أفراد المجتمع، وإعادة النظر في المصالح السياسية والتجارية لتحقيق التغيير من نموذج طاقة إلى آخر، هذا ما أوردته باحثة رائدة في مؤسسة قطر.
قالت الدكتورة فيرونيكا برموديز، مدير أول بحوث في مركز الطاقة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، بجامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر: "لا تنبعث الغازات الدفيئة أثناء إمدادها بالطاقة المتجددة؛ ولذلك فهي حلّ نظيف يحدّ من التدهور البيئي المرتبط بإمدادات الطاقة، وبالتالي يُساهم في استقرار تغير المناخ المستمر"
الدكتورة فيرونيكا برموديز
أشارت الدكتورة برموديز إلى أن هناك العديد من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح، الطاقة الشمسية، الطاقة الكهرومائية، الطاقة الحرارية الأرضية، المدّ والجزر، والأمواج التي هي مصادر لا تنضب - على الأقل في النطاقات الزمنية البشرية - على العكس من مصادر الطاقة التقليدية القائمة على الأحافير، قائلةً: "مصادر الطاقة هذه وفيرة ومتنوعة ولديها إمكانية الاستخدام في أي مكان على هذا الكوكب، فالطاقات المتجددة متوفرة مثل الشمس حيث تنشأ وتتكيف مع الدورات الطبيعية".
ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة - إيرينا - إذا تضاعفت حصة الطاقة المتجددة في العالم حتى تصل إلى 32 في المائة في عام 2030، فإنها ستحقق معها زيادة بنسبة 3.7 في المائة في رفاهية الإنسان، وزيادة في فرص العمل لأكثر من 24 مليون نسمة.
وأضافت الدكتورة برموديز: "يمكن للطاقة المتجددة، إذا تم استخدامها بشكل صحيح، أن تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن تعزز وصول الجميع إلى الطاقة النظيفة، وتأمين إمدادات الطاقة، مع الحد من الآثار السلبية المرتبطة بالطاقة على البيئة والصحة".
يمكن للطاقة المتجددة، إذا تم استخدامها بشكل صحيح أن تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن تعزز وصول الجميع إلى الطاقة النظيفة، وتأمين إمدادات الطاقة
وأشارت الدكتور برموديز إلى أن مساهمات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وتدمير الغابات، إلى جانب انبعاثات باقي الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بسبب النشاط البشري، أدت إلى زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري المسببة لأنماط تغير المناخ الملحوظة على المستوى العالمي، وأهمها ثاني أكسيد الكربون. حيث يمثل ثاني أكسيد الكربون حاليًا 4/5 من المشكلة. في المقابل، فإن ثلثي إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ترجع إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في قطاع الطاقة، ومن حرق الوقود الأحفوري وفي العمليات الصناعية.
وأضافت الدكتورة برموديز: "بمجرد أن نفهم أن ثاني أكسيد الكربون هو أكبر مساهم في تغير المناخ - من حيث الكمية المنبعثة والتأثير على أنماط المناخ - فمن الضروري للغاية خفض إنتاجه ووقفه، مهما كان مصدره. ففي اتجاهات الانبعاثات الحالية، سيكون تأثير الاحتباس الحراري كافيًا لزيادة متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. بهذا المعنى، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن التأثيرات التي لوحظت اليوم ترجع إلى متوسط زيادة 1.1 درجة مئوية فقط فوق في الفترة السابقة للحقبة الصناعية.
بمجرد أن نفهم أن ثاني أكسيد الكربون هو أكبر مساهم في تغير المناخ - من حيث الكمية المنبعثة والتأثير على أنماط المناخ - فمن الضروري للغاية خفض إنتاجه ووقفه
وتابعت: "من المهم تقليل البصمة الكربونية للوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) المستخدم لأغراض الطاقة، عن طريق استبدالها بالطاقة المتجددة عندما يكون ذلك ممكنًا - على سبيل المثال للاستخدامات الحرارية أو الكهربائية - والتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث بالفعل في الجو. هذا ما أصبح يسمى إزالة الكربون من نظام الطاقة، وهو في صميم جميع الخطط الوطنية لانبعاثات الكربون الصفرية الصافية في جميع أنحاء العالم".
وأكدت الدكتورة برموديز أنه نظرًا لأن الطاقة كانت محرك التنمية البشرية بأبعادها المختلفة، فإن إزالة الكربون يجب أن يمتد هيكليًا وعميقًا لتشمل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
الحقيقة هي أن نقل ومعالجة المواد لإعادة التدوير ينطوي أيضًا على انبعاث ثاني أكسيد الكربون
وقالت الدكتورة برموديز: "إن المشي أو ركوب الدراجات أو استخدام وسائل النقل العام بدلاً من السيارات أو وضع الملابس المبللة في الشمس بدلًا من استخدام مجففات الملابس ومحاولة توفير الكهرباء قدر الإمكان، سيقلل من انبعاثات الكربون"، مضيفةً: "أوقفوا تشغيل أجهزتكم وأفصلوها عندما لا تكون قيد الاستخدام".
وتقترح الدكتورة برموديز أيضًا أن تناول كميات أقل من اللحوم ومحاولة استهلاك المزيد من الخضار والفواكه المحلية يساعد على تقليل البصمة الكربونية لنظامنا الغذائي، حيث ينتج عن إنتاج اللحوم الحمراء عدد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أعلى بكثير من إنتاج الدجاج والفواكه والخضروات والحبوب.
وفقًا الدكتورة برموديز إن مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية "وفيرة ومتنوعة ولديها إمكانية الاستخدام في أي مكان على هذا الكوكب". مصدر الصورة: رويترز/ ليف رادين/سيبا الولايات المتحدة الأمريكية.
واختتمت الدكتورة برموديز، قائلةً: "لقد تم إخبارنا بفوائد إعادة التدوير مرارًا وتكرارًا طوال حياتنا، ولكن الحقيقة هي أن نقل ومعالجة المواد لإعادة التدوير ينطوي أيضًا على انبعاث ثاني أكسيد الكربون. لذلك، إذا قمنا بتقليل النفايات التي نتخلص منها، وحاولنا إعادة استخدامها قدر الإمكان، فإننا نقلل من عبء معالجة إعادة التدوير والانبعاثات المرتبطة بها. إن العمل على توعية الآخرين بأهمية الطاقة المتجددة هو طريقة رائعة أخرى لفعل شيء إيجابي للمجتمع والكوكب. وإذا استطعنا إيصال صوتنا وأفكارنا وتوضيح كيف أن الطاقة النظيفة أفضل للكوكب من الوقود، فإننا سنتعاون للاستثمار في هذه الفكرة".