إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
9 August 2020

الإنعكاس الفني للتجربة البشرية في ظل جائحة (كوفيد-19)

مشاركة

لورين موريل، خريجة جامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، تتحدث عن مصدر الإلهام وراء آخر مشروعاتها، حيث تقوم بصناعة كمامات للوجه من قصاصات الأقمشة والنسيج المعاد تدويره لتعكس من خلالها نظرتها لتضامن البشر حول العالم خلال الجائحة العالمية التي نمر بها.

بينما تحيط جائحة (كوفيد-19) العالم بأسره، وأصبح مشهد كمامات الوجه التي يرتديها الجميع في أنحاء العالم رمزًا للوباء. قد يشعر البعض بأن هذا الإنتشار المحض لكمامات الوجه هو تذكير مستمر بالخطر، بينما قد ينظر البعض الآخر لذلك بعين إيجابية، كأحد الطقوس التي تحمل عمقًا إنسانيًا، حيث تتحد كافة الشعوب حول العالم، وتلتزم بالمسؤولية الإجتماعية تجاه بعضها البعض، وتواجه نفس الأحداث غير المسبوقة، وتتعرض لمشاعر الاضطراب ذاتها، والأهم من ذلك كله، تتشارك جميعها ذات الأمل في العثور على مخرج آمن من ذلك الوضع الذي لا تحسد عليه.

بالنسبة للورين موريل، خريجة دفعة 2020 من جامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والحاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، فقد ألهمها إرتداء الكمامات للبدء في مشروعها المكون من ثلاث قطع فنية.

إن إرتداء كمامات الوجه كان بمثابة مصدر الإلهام وراء العمل الفني الذي قامت لورين موريل بتنفيذه.

تقول موريل: "استوحيت الإسم الذي أطلقته على عملي الفني بعنوان "نتحد معًا بأناقة" من واقع مشاعر القلق والتوتر والإحباط التي تسيطر على البشرية منذ بدء تفشي الوباء، وأننا مازلنا نختار في كل يوم الصمود والمواجهة كلٍ بطريقته الخاصة".

وأضافت: "يحوّل البشر هذا الوقت القاسي الذي يمرون به إلى وقت للتأمل، لمد أيديهم لمساعدة الآخرين، لإتخاذ قرارات أفضل لغدِ أفضل. وإلى جانب قيامهم بذلك، فهم ملتزمون بإرتداء كمامات الوجه، ومن خلال ذلك يقدمون بيانًا واضحًا حول المساواة، وأننا جميعًا نمر بهذا الكرب سويًا، وأننا حتمًا سنخرج من تلك الأزمة سويًا".

يحوّل البشر هذا الوقت القاسي الذي يمرون به إلى وقت للتأمل، لمد أيديهم لمساعدة الآخرين، لإتخاذ قرارات أفضل لغدِ أفضل

لورين موريل

تعمل موريل، وهي أمريكية من أصل لاتيني، من لوس أنجلوس، كاليفورنيا- حاليًا على ثلاثة إطارات لكمامات الوجه، يحمل كل منها شعارًا يعكس مشاعرها والرسالة التي تريد توجيهها إلى العالم من خلال فنها.

تقول موريل: "بالنسبة لي، لطالما اعتبرت الموضة والأزياء أدوات تمكين. فهي ليست مجرد أزياء مصممة لصالات العرض. بالنسبة لي، الموضة هي فن يمكن من خلاله التواصل مع العالم وهو أداة للتعبير عن الذات".

بالنسبة لي، لطالما اعتبرت الموضة والأزياء أدوات تمكين. فهي ليست مجرد أزياء مصممة لصالات العرض. بالنسبة لي، الموضة هي فن يمكن من خلاله التواصل مع العالم وهو أداة للتعبير عن الذات

لورين موريل

تقول موريل أن المشاعر المختلطة التي تعرضت لها خلال الوباء كان من الممكن أن تحبطها وتجرفها بعيدًا، ولكنها لم تسمح لتلك الأفكار والمشاعر أن تتمكن منها. حيث قالت: "قررت استخدام مهاراتي الفنية في التعبير عن تلك المشاعر من خلال عمل فني يتحدث عن ما يدور داخل قلبي وعقلي. بدأت العمل على إطارات لكمامات الوجه، بصورة تعكس التضامن والمسؤولية الجماعية في ضوء هذه الأزمة العالمية".

تعكس كل من الإطارات الثلاثة لكمامات الوجه التي صممتها موريل مشاعرها والرسالة التي تهدف إلى التعبير عنها.

وأضافت: "شرعت في جمع قصاصات الأقمشة المعاد تدويرها المتناثرة في أرجاء الإستوديو الخاص بي، وعزمت على محاولة بث الروح الإيجابية في ظل هذه الظاهرة العالمية من خلال تصاميم نابضة بالحياة معاد تدويرها، حيث قمت بحياكتها معًا لصناعة تلك الكمامات".

ما نشهده في عالمنا حاليًا قد عزز إيماني بتلك المبادئ في ما يتعلق بالمجتمع الذي أمثل جزء منه وكذلك على صعيد القضايا العالمية، مثل الإهتمام بالبيئة

لورين موريل

صممت موريل ثلاث قطع فنية وجميعها مصنوعة من قصاصات أقمشة من القطن الخالص والكتان المعاد تدويره، والتي جمعتها وخلطتها معًا لعمل تلك الكمامات. وستحمل كل منها شعارًا خاص. الأولى ستحمل شعار "المساواة"، والثانية ستحمل شعار "نتحد معًا بأناقة"، والثالثة ستكون قطعة مجمعة من القصاصات في سياق واحد تحمل شعار "نحن جميعًا وحدة واحدة، نواجه تلك الأزمة سويًا".

تعيش موريل في قطر منذ تسع سنوات، وقد تعرفت على ثقافتها الأصلية بصورة وراثية فقط من خلال والديها. بينما في الواقع فقد اعتادت حياة الترحال، تنتقل من مدينة إلى أخرى بإستمرار، حيث لم يتسنى لها الإستقرار في مكان واحد يمكنها أن تصفه بموطنها الأم. وهو ما خلف أثر كبير على معتقداتها.

صورة 1 من 5

تعتبر الإستدمة البيئية عنصرًا أساسيًا في الفن الذي تقدمه موريل.

تقول موريل أنها صممت الكمامات لتعكس المشاعر التي يشاركها الجميع حاليًا جراء "أزمة عالمية".

تقول موريل: "ترعرعت وأنا أتأثر بالثقافة والتنوع والمساواة، فلطالما كانت تلك هي العوامل التي تلهمني ومازلت أتأثر بها حتى الآن. وهذا يعني، أنني كنت دائمًا مهتمة بالقضايا العالمية والأحداث الداخلية، فلم أكن منفصلة يومًا عما يحدث حولي. ولطالما كان الإهتمام بالمجتمع وقضاياه أمر أسعى إليه، وما نشهده في عالمنا حاليًا قد عزز إيماني بتلك المبادئ في ما يتعلق بالمجتمع الذي أمثل جزء منه وكذلك على صعيد القضايا العالمية، مثل الإهتمام بالبيئة".

كمصممة أزياء، تعتقد موريل أن ولائها لعلامتها التجارية "لورينا" وإلتزامها بتطبيق الإستدامة في أسلوب معيشتها واستهلاكها هو أمر في غاية الأهمية. فإلى جانب مشروعها الفني الحالي، تعتزم موريل صناعة كمامات قابلة لإعادة الاستخدام، وللغسل، يسهل التنفس من خلالها من بقايا الأقمشة في ورشة عملها، والتي ستكون من القطن الخالص، وذلك للتأكد من قيامها بدورها في حماية مجتمعها.

قصص ذات صلة