إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
14 May 2020

التوازن بين الخوف والرجاء: خريج مؤسسة قطر يُساهم في صوغ السياسات الحكومية المتعلقة بـ"كوفيد-19" في باكستان

مشاركة

مصدر الصورة: Andrey_Galinichev، عبر موقع Shutterstock

في الوقت الذي تتخذ فيه بلدان شتى تدابير مختلفة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، والمستمر في التفشي حول العالم، يحدثنا خريج إحدى الجامعات بمؤسسة قطر من منظور عمله مع الحكومة الباكستانية عن تجربته كأحد محللي السياسات المعنيين بإدارة ملف أزمة الفيروس والتصدي لتفشيه

عندما أعلنت باكستان في أواخر فبراير 2020 تسجيل أول حالتي إصابة في البلاد بفيروس كورونا (كوفيد-19)، أدرك زين رازا الذي يعمل مع وزارة الصحة الباكستانية في إحدى المقاطعات الباكستانية أن الوقت قد حان لكي تُسرّع دائرته الحكومية من وتيرة العمل والجهد اللازمين لمكافحة هذه الجائحة المستشرية.

يقول رازا، خريج مؤسسة قطر وعضو الفريق المعني بإدارة أزمة كورونا في وزارة الصحة بإقليم خیبر بختونخوا الواقع شمال غربي باكستان: "لقد كان إعلان باكستان تسجيل أول إصابتين بالفيروس بمثابة جرس إنذار حقيقي لنا؛ فقد علمنا حينئذ أن الفيروس دخل البلاد بالفعل وأن بداية تفشيه باتت مسألة أيام ليس أكثر".

زين رازا خريج جامعة خريج جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر يعمل مع وزارة الصحة الباكستانية في إحدى المقاطعات الباكستانية.

مع فرض باكستان إجراءات الحظر والإغلاق ومضاعفة الجهود للسيطرة على الفيروس وتحجيم انتشاره، تمثل أحد التحديات التي واجهت رازا وفريقه في ضمان ألا تتسبب تدابير السلامة المفروضة في بث الذعر والهلع بين الناس والحرص في الوقت ذاته على تعاملهم معها بجدية.

يقول رازا: "لا نرغب في إحداث حالة من الذعر والهلع، ولا نريد للناس أن يفقدوا الأمل ويستبد بهم اليأس فيهرعون إلى تخزين السلع والأغراض بكميات كبيرة وكأن ما يحدث هو نهاية العالم".

لا بدّ أن يشعر الناس بدرجة معينة من القلق حتى يدركوا أن هذا الوباء أمر جدي وخطير

زين رازا

ويستطرد قائلاً: "لكن في الوقت عينه لا بدّ أن يشعر الناس بدرجة معينة من القلق حتى يدركوا أن هذا الوباء أمر جدي وخطير، ويستوعبوا أنه قد يكون مرضًا قاتلًا أو على الأقل سببًا في المعاناة والألم لكثيرين".

انخرط رازا – خريج جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر – انخراطًا نشطًا في دراسة تفشي فيروس كورونا المستجد في باكستان وبلدان أخرى أيضًا لكي يخرج بنصائح وتوصيات لمكافحة الفيروس، بغية اقتراحها على الوزارة، وفي سبيل مساندة جهود صوغ السياسات العامة المحتملة ورفع الوعي بهذه الاستراتيجيات بالتعاون مع وسائل الإعلام المحلية.

في إطار المساعي الرامية إلى تحفيز المجتمع على الالتزام بسياسات الحكومة ونصائحها يندرج ما يسميه رازا "دحض الخرافات"؛ أي كشف زيف المعلومات التي تُسبب تراخي الناس وتهاونهم بالأزمات. وتبرز مثل هذه المفاهيم والتصورات المغلوطة في تجليات شتى، بداية من التعليقات الأولية القائلة بأن لقاح السل الذي كان إلزاميًا في باكستان خلال الأربعينيات من القرن الماضي يجعل مناعة الأشخاص أقوى في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وصولاً إلى الاعتقاد بأن عدد حالات الإصابة الأقل في باكستان يجعل تدابير الحظر والإغلاق الصارمة غير ضرورية.

يتابع رازا قائلاً: "نرغب نحن العاملين في الدوائر الحكومية أن نتشبث أيضًا بالأمل والرجاء، حتى أنا شخصيًا أرغب في ذلك، وأود لو صدقت كل هذه النظريات المتطايرة هنا وهناك، لكن ليس هناك دليل واحد يساندها حتى اللحظة، ومن ثمّ يجب علينا أن نضمن ألا تعرقل هذه الادعاءات غير المثبتة جهودنا ومساعينا في إدارة الأزمة."

الاستعداد لمجابهة جائحة وبائية في بلدٍ نامٍ
لم تشهد باكستان بعد تفشيًا لجائحة كورونا المستجد بالقدر نفسه الذي ضرب به الفيروس بعض البلدان الغربية، غير أن رازا يشدد على أن انتشار الفيروس في البلاد دون سيطرة قد يترتب عليه عواقب كارثية بالنظر إلى الزيادة السكانية ونقص مرافق الرعاية الصحية.

إننا لا نقدّر قيمة الوقت في ظل هذه الجائحة الوبائية حق قدرها؛ فما زلنا نجهل كثيرًا من جوانبها ويجب علينا أن نغتنم كل لحظة تمر لكي نتعلم المزيد عن هذا المرض

زين رازا

يقول رازا: "قد يجتاح فيروس كورونا بلادنا ويلحق بها أضرارًا بالغة مقارنة بالبلدان المتقدمة نظرًا لأننا ندرك عدم توفر قدرات الرعاية الصحية لدينا من حيث المعدات والأسرة وطواقم الرعاية الصحية، ولذا قد يكون السيناريو المتوقع في حالتنا أسوأ بكثير".

عكف رازا في بداية الأزمة على مشاركة مقالات توعوية وتعريفية عن الفيروس عبر مجموعة محادثة على تطبيق واتساب مع زملائه في العمل ووزارة الصحة بإقليم خيبر بختونخوا، وطُلب إليه حينها إعداد عرض تقديمي في غضون ساعات يشرح طريقة خفض منحنى الإصابات. أعجبت الوزارة بالعرض التقديمي، ورُفع إلى مجلس وزراء المقاطعة في صباح اليوم التالي ثم إلى السلطات الفيدرالية في نهاية المطاف بغرض الاعتماد عليه في وضع خطة الإقليم الاستراتيجية في مكافحة الوباء.

يقول رازا: "حتى لو لم تكن ضمن العاملين فعليًا على الأرض في ميدان المواجهة، فإن استطعت أن تقدم توجيهًا ما أو فقط أسلوب تفكير قد يحدث تأثيرًا واسع النطاق على أرفع مستويات صنع القرار، أظن أن أمرًا كهذا يمنحك شعورًا قويًا بالرضا".

بينما تواصل بلدان العالم أجمع إعادة تقييم سياساتها وتدابيرها في ظل هذه الجائحة المستمرة، يؤكد رازا على الأهمية البالغة لعنصر الوقت في إدارة الأزمة والتخفيف من تداعياتها.

يقول رازا موضحًا: "ثمة أمرٌ واحدٌ ألح كثيرًا في التأكيد عليه، حتى في أثناء وجودي بالدائرة الحكومية أو خلال عملي مع الوزارة، ألا وهو أننا لا نقدّر قيمة الوقت في ظل هذه الجائحة الوبائية حق قدرها؛ فما زلنا نجهل كثيرًا من جوانبها ويجب علينا أن نغتنم كل لحظة تمر لكي نتعلم المزيد عن هذا المرض وتبعاته المحتملة، وحتى نقيم آليات العمل وتدابير الاحتواء التي جربناها حتى اللحظة. ما أريد أقوله هو أنه إذا ما أصغى الناس لتوجيهات الحكومة الآن دون تأخر لاجتياز هذه المحنة العصيبة، سيمنحنا ذلك، الوقت اللازم للاستعداد لمكافحة الوباء بصورة أفضل".

تتضمن مهام رازا توفير التوصيات التي تدعم جهود باكستان في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

يذكر رازا أن بعض المهارات التي اكتسبها من دراسة الهندسة ساعدته كثيرًا في عمله في مجال إصلاح السياسات والحوكمة، فيقول موضحًا: "اتسم البرنامج الأكاديمي الذي درسته في الهندسة بمنهجيته الشاملة، وأرى أنني قد استفدت الآن من المهارات الشخصية التي اكتسبتها خلال دراستي استفادة كبيرة، لا سيما تلك المهارات ذات الصلة بحل المشكلات والتواصل وإعداد العروض التقديمية".

يعكف رازا وفريقه حاليًا وبصورة منتظمة على تحليل الاتجاهات المتعلقة بكيفية انتشار الفيروس ودراسة نماذج من بلدان أخرى تضررت من الجائحة بشدة حتى يتمكنوا من وضع أفضل خطة عمل تتبناها حكومة الإقليم في مكافحة الفيروس.

قصص ذات صلة